مي اشرف
نهر النيل يعد مصدرًا مهمًا للمياه العذبة والموارد الطبيعية الأخرى. تتسبب الملوثات المختلفة في تدهور جودة مياه النهر وتأثر النظام البيئي النهري. تلوث نهر النيل يشير إلى وجود ملوثات أو مواد ضارة في المياه التي تتدفق في نهر النيل. قد يحدث التلوث نتيجة للأنشطة البشرية أو العوامل الطبيعية. وقد يكون للتلوث تأثيرات سلبية على البيئة المائية والحياة النباتية والحيوانية وصحة الإنسان.
حول هذا الموضوع أجرينا هذا التحقيق
أشارت دينا محمود سعيد “طالبه جامعية “:” إننا نقطن في مساكن قريبة من نهر النيل، وتؤذينا الرائحة الكريهة التي تبعث من مياهه سواء لتغير رائحة المياه ورائحة الأسماك النافقة.
وقال محمد السيد عكة “طالب جامعي”، ما يحدث من تلوث لمياه النيل، وانبعاث الرائحة الكريهة، ونفوق الأسماك وظهورها على سطح النيل، والمسؤولون في إدارة حماية نهر النيل والري مسؤولون عن تلوث نهر النيل؛ لأن تلك الملوثات إصابتنا بالأمراض المتعددة.
أنواع التلوث
أكد مصدر بوزارة البيئة أن هناك العديد من مصادر التلوث منها التلوث الحيوي ناتج عن مياه الصرف الصحي، حيث تسبب هذه المياه نقل الكائنات الحية الدقيقة ومسببات الأمراض والطفيليات إلى مياه النهر، بالإضافة إلى زيادة نمو الطحالب، مما يؤثر في كمية الأكسجين المذابة في الماء، أما الملوِّثات العضوية الأخرى، فتشمل أغصان الأشجار وسيقانها التي تُلقى في مياه النيل، وتسبب نقص الأكسجين في الماء نتيجة تحللها، ومن الملوِّثات أيضًا التلوث بالأسمدة الكيميائية والمركبات السامة.
وأضاف المصدر أن هناك نوع من التلوث يسمى التلوث الصناعي: تصرف المصانع والمنشآت الصناعية المختلفة مخلفاتها في المياه دون معالجة أو التخلص منها بشكل صحيح. يُرْمَى المواد الكيميائية الضارة والمخلفات الصناعية في المياه، مما يؤدي إلى تلوث وتدهور جودة مياه النهر، التلوث الزراعي: يستخدم المزارعون الأسمدة الزراعية والمبيدات الحشرية لزيادة إنتاجية المحاصيل. وعندما يتم استخدام هذه المواد بشكل زائد أو غير صحيح، يمكن أن تتسرب إلى مياه النهر عن طريق التربة أو الصرف الزراعي، مما يؤدي إلى تلوث المياه.
الأمراض المسببة
حول الأمراض التي يسببها تلوث المياه في نهر النيل أكد الدكتور إبراهيم عشماوي أستاذ الصحة العامة أن من الأمراض الشائعة التي يسببها تلوث المياه الإسهال المعدة النُطْفي: يعتبر الإسهال المعدة النُطْفي من أكثر الأمراض شيوعًا، وينتقل عن طريق تناول المياه الملوثة بالعدوى البكتيرية مثل السلمونيلا والشيغيلة والكوليرا. يتسبب هذا المرض في إسهال حاد وتقيؤ وحمى، ويمكن أن يكون خطيرًا للغاية في حالات الإصابة الشديدة.
فيروس التهاب الكبد الوبائي: يمكن أن تنتقل أنواع معينة من فيروسات التهاب الكبد عن طريق المياه الملوثة بالمواد الفيروسية، وخاصةً فيروس التهاب الكبد A وفيروس التهاب الكبد E. يسبب هذا المرض التهاب الكبد وأعراض مثل الارتفاع في درجة الحرارة والتعب والغثيان
التيفوئيد: ينتقل مرض التيفوئيد عن طريق المياه الملوثة بالبكتيريا السالمونيلا التي تسببها السلالات المعينة من البكتيريا السالمونيلا التي تصيب الجهاز الهضمي. يسبب هذا المرض حمى مرتفعة مستمرة، وصداع، وآلام في العضلات، وتعب عام.
التهيج الجلدي: يمكن أن يتسبب تعرض الجلد للمياه الملوثة في التهيج والاحمرار والحكة. قد يظهر طفح جلدي أو تهيج في البشرة بعد الاستحمام أو السباحة في مياه ملوثة.
التهاب العين: قد يحدث التهاب في العين بسبب استخدام المياه الملوثة في غسل العين أو استخدامها في السباحة. يمكن أن يتسبب التعرض للمواد الكيميائية أو البكتيريا في التهاب واحمرار العين وإفرازات زائدة.
التهاب الجهاز التنفسي: إذا اُسْتُنْشِق بخار الماء الملوث بمواد كيميائية ضارة أو جزيئات ملوثة، فقد يحدث التهاب في الجهاز التنفسي. يمكن أن يتسبب ذلك في أعراض مثل السعال وصعوبة التنفس واحتقان الأنف.
وعن الطرق الآمنة للحد من تلوث مياه نهر النيل قال الدكتور يحيى لطفي الأستاذ بكلية العلوم جامعة المنيا
هناك العديد من المهام التي يجب اتخاذها منها
التخلص من النفايات على نحو آمن: يجب التخلص من النفايات بشكل صحيح وفقًا للتعليمات المحلية والقوانين البيئية. يجب تجميع النفايات في حاويات مناسبة وتوجيهها إلى مرافق معالجة النفايات المعتمدة عوضا عن رميها في النهر أو المجاري المائية، التحكم في التلوث الصناعي: يجب على الصناعات والمصانع اتباع الممارسات البيئية الصحيحة وتنفيذ أنظمة معالجة المياه العادمة. يجب أن تكون هذه الأنظمة قادرة على إزالة الملوثات والمواد الكيميائية الضارة قبل إعادة تصريف المياه في النهر، الزراعة المستدامة: يجب تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة والتقليل من استخدام المبيدات الزراعية والأسمدة الكيميائية الضارة. يجب تجنب إفراز المياه الملوثة من المزارع إلى النهر عن طريق تطبيق تقنيات الري الفعالة وإدارة المياه بشكل صحيح، التوعية والتثقيف:يجب تعزيز التوعية بأهمية حماية نهر النيل وتعزيز المشاركة المجتمعية في الحفاظ على نظافته. يمكن توجيه حملات تثقيفية للجمهور لتعزيز السلوك البيئي الصحيح وتعزيز أهمية عدم التلوث المائي، التنظيم والرقابة:يجب تنفيذ قوانين وتشريعات بيئية صارمة للحد من التلوث في نهر النيل. يجب تطبيق رقابة صارمة على الأنشطة الصناعية والزراعية ومنع أي تلوث محتمل، التعاون الإقليمي:يجب تعزيز التعاون بين الدول التي تشترك في مصدر نهر النيل لتعزيز إدارة الموارد المائية المشتركة والحفاظ على نقاء المياه، تحسين نظم الري:يتم تعزيز استخدام تقنيات الري الفعالة والمستدامة في المنطقة لتحقيق توفير أفضل للمياه. على سبيل المثال، تم تعزيز استخدام نظم الري بالتنقيط وري الرش الحديثة لتقليل تبذير المياه وتحسين كفاءة الاستخدام ،تحسين إدارة المياه:يجري تعزيز إدارة المياه بشكل شامل في المنطقة. يشمل ذلك تعزيز التخطيط المتكامل للموارد المائية، وتعزيز التعاون بين الدول المشتركة في إدارة الموارد المائية، وتحسين نظم التوزيع والتخزين والمراقبة.