قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف لم تتوقف عمليات استهداف المدنيين العُزَّل منذ بدء العدوان الصهـيوني على قطاع غـزة في السابع من أكتوبر الماضي بيد أنه وفي الفترة الأخيرة صار هناك تغير نوعي في طبيعة الاستهداف فإضافة إلى تعمد استهداف المدنيين الآمنين داخل بيوتهم، إما بالقنابل الغبية –الغير موجهة- أو الفسفورية -الحارقة- أو بأسلحة أخرى مصنفة على أنها محرمةٌ دوليًا، تهلك الحرث والنسل،
مرورًا باستهداف أماكن الإيواء، والعُزَّل الراغبين في الحصول على قُوتِهِم وقُوتِ أطفالِهم (بعد أن خاض الاحتلال الصهيوني معهم حرب التجويع كسياسة دنيئة للتهجير القسري والإبادة الجماعية)، إلى أن وصلنا لمرحلة لا تقلُّ في إجرامها عما سبق ذكره من فظائعَ لم يَرَ لها العالم مثيلًا في التاريخ الحديث، وهي اصطياد رافعي الرايات البيضاء، أو رافعي أيديهم بديلًا عنها، أو مجرد السائرين على الأقدام بحثًا عن موضع أمانٍ أو مؤونة، وليس هذا بمستغرب ممن حَدَّد مساراتٍ آمنةٍ في بداية العدوان ثم تعمّد قصف النازحين من خلالها. ما اختلف هو أن لكل جريمة من الجرائم السابقة تبريرًا لدى قوات الاحتلال، أو حتى إنكارًا؛ إلا أن ما تم نشره من استهداف العُزَّل بدم بارد لا يمكن تبريره بحالٍ من الأحوال، أو توجيهه لتضليل الرأى العام الغربى.
ففي مقطع تم نشره، الأربعاء 27 مارس، ظهر فيه قيام جنود “صهـاينة” بعمليات إعدام لمدنيَّيْن فلسطينيَّيْنِ اثنين أثناء محاولتهما العودة لشمال قطاع غـ.زة عبر شارع الرشيد. فبوصول الشابين إلى نقطة تجمع فيها قوات الاحتلال، أعطوا الأمان للأول ليتقدم، ولما شعر الآخر بالغدر هَمَّ بالعودة مُلوّحًا بالراية البيضاء، فأجهزوا على كليهما بدمٍ باردٍ وبخسةٍ لا نظير لها، وبعد قتلِهما، قامت جرافةٌ عسكرية بتجريف جثتَيهما ودفنِهِما بالرّمال والقمامة المتجمعة في المكان لتخفي آثارهما
وليس هذا هو المشهد الأول (التي تنشر فيها جرائم من هذا النوع)، بل سبقه، لا نقول عدة جرائم أخرى، لأن الجرائم البشعة لم تتوقف منذ بدء العدوان، بل نقول عدة مقاطع أخرى؛ مثل: قتل جنود الاحتـ.لال مسنًا أعزلًا داخل منزله في أحد أحياء مدينة غـزة، وقيام مسيّرة بإطلاق صواريخ على 4 شبان وتحويلهم لأشلاء في ثوانٍ معدودة جنوبي القطاع، وغير ذلك.
ولا يَسَعُ مرصدالأزهر إلا أن يؤكد أن هذه المشاهد المروّعة كانت في السابق تُروَى تفاصيلها على ألسنة شهود العيان، وما كان يتم تصويره -آنذاك- لم يمثّل شيئًا بالنسبة لما يحمله مصطلح “الإبادة الجماعية” من معنى، وما استجد هو تصوير نماذج دموية لا إنسانية تعكس لكل ذي عينينٍ يُبصِر بهما عن أي كيانٍ فاشٍ عدوٍّ للبشريةِ نتحدث
وذكر المرصد المجتمع الدولي ببنود اتفاقية جنيف، بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب، والتي انتهكتها قوات الاحتـ..لال منذ اليوم الأول من العدوان، ولم تتوقف حتى تاريخه، بل تأخذ أشكالًا وأطوارًا متعددة دون حسيب أو رقيب؛ ليضع مفهوم الإنسانية -داخل عالمنا- على المحك.