آثار ومصرياتسياحة وسفرشئون مصريةمنوعات

الباحث الاثارى والمرشد السياحى “احمد السنوسى” يواصل رحلة بحثه عن من هو فرعون موسى وكيفية الوصول الى حقيقة شخصه(11)

في يوم 2 سبتمبر، 2019 | بتوقيت 1:00 مساءً

من هو فرعون موسى وكيفية الوصول الى حقيقة شخصه…(11)

(4)الدبن:هناك اثريون اجانب اثبتوا بان العملة المصرية كانت الدبن،وقال علماء من اسرائيل بان العملة كانت المليم،وان الدبن يساوى 10 مليم.ولاننسى انه فى عهد الرئيس الراحل السادات رحمة الله عليه قامت اسرائيل رسميا بمطالبة الحكومة المصرية بحق 100 الف اسرائيلى اشتغلوا فى بناء الاهرامات وكان اجر العامل فى اليوم مليما فرعونيا.وتلك كانت قضية شهيرة ومازلت اتذكرها لانها كانت مثار محاضرة فى الكلية آنذاك،ومن هنا بدا الاثريون بكثرة عالميا بان العملة المصرية كانت الدبن والتصغير لها هو المليم.

ولكن فى واقع الامرلم يستدل رسميا وخاصة من جانب المدرسة الالمانية بان الدبن كان حقا هو العملة المصرية انذاك،واظهروا وثائق مصرية قديمة فى برديات تشير الى التبادل التجارى مع منطقة لبنان وكان هناك تبادل نقدى فعلا وعينى كذلك ولكن لم يستدلوا على اسم هذه العملة ولم تذكر الوثائق اسم العملة.واثبتت المدرسة الالمانية بكل صدق بان الدبن كان وحدة موازين وليس عملة مطلقا 

وأقول فى هذا الصدد ما علينا الا الانتظار حتى يتم الكشف والعثور على الوثائق الحقيقية تشير الى اسم العملة الحقيقى وخاصة انه فى اثار مصر هناك الكثير والكثير لم يكتشف بعد.ولكن خلاصة القول فى هذه النقطة وبكل ثقة نقول بان العملة المصرية اناك كانت الدرهم لان ذلك ذكر فى القرأن الكريم وهو كتاب الصدق والعدل وهو اصدق الصادقين.

نتذكر مرة اخرى قوله تعالى فى سورة يوسف ((وشروه بثمن بخس دراهم معدودة)) لانه سبحانه وتعالى اشار الى اسم العملة صراحة وهى الدرهم،وانه تعالى كان يمكن ان يقول فقط وشروه بثمن بخس بدون ذكر اسم العملة.واتمنى من كل قلبى ان يثبت العلماء والاثارين ذلك فى يوما من الايام ولعله يكون قريب،ولكننى ارجو ايضا الا ينسونى فى هذه النقطة ولعلى كنت انذاك على صوبا.

اخيرا الغلام يوسف:ومما لاشك فيه بعد كل ذلك بان يوسف عليه السلام عندما التقطته السيارة وباعوه فى مصر كان غلاما،لان الغلام فى اللغة العربية وكما سبق الذكر هو فى العاشرة او دون العاشرة اى يتحرك ويعى كل ما حوله. والدليل على ذلك هو ما تم ذكره فى القأن الكريم فى سورة يوسف الاية 19 (( قال يا بشراى هذا غلام واسروه بضاعة…)) وكذلك عندما اشتراه عزيز مصر قال لامرأته وكما جاء فى سورة يوسف الاية 21 (( وقال الذى أشتراه من مصر لامرأته أكرمى مثواه عسى ان ينفعنا او نتخذه ولدا..)) والمثوى وكما سبق القول يكون للغلام وليس للصبى.وخلاصة القول فان يوسف عند بيعه لذلك المصرى كان يدرك ويعى وكان مع اخوته يرتع ويلعب ويتكلم كذلك،وكان يبلغ من العمر العشرة سنوات او دون العاشرة الا قليل.

ثالثا :الملك والفرعون .

ان المتوغل فى دراسة التاريخ المصرى القديم يتأكد تمام التأكد بان هناك فرق كبير لفظى ولغوى بين الملك والفرعون.واقول ههنا وبعلو فم مبدا تاريخى هام وهو (( ان كل فراعين مصر كانوا ملوكا وليس كل ملوك مصر كانوا فراعين))… فما معنى ذلك؟؟.

وللوصول الى تفهم معنى ذلك علينا فى بسطة وجيزة توضيح الفرق الكبير بين اللفظين،وخاصة ان لقب الفرعون نفسه تاريخيا اقدم فى النصوص من لقب الملك،ولابد من دراسة اسماء الاعلام فى هذا الشأن وما فى الموضوع من القاب مصرية قديمة.

لقب الفرعون :ان لفظ الفرعون فى قدمه كان لقبا ادبيا ثم اصبح لقبا ملكيا وقد اخذه بعضا من ملوك مصر وليس كلهم كما يشاع. وهذا اللقب القديم يعتبر من اقدم الالقاب فى تاريخ مصر بل اقدم من لقب ملك مصر نفسه وهو يتكون من مقطعين وهما (براون).

    – بر   = البيت العالى

    – اون = وهى عاصمة مصر بل اول عاصمة فى التاريخ بعد توحيد القطرين وكان لها دورا كبيرا ايضا قبل التوحيد.ولابد من التدقيق هنا ايضا لان (انب جدج) لم تكن هى العاصمة بل اون،لان معنى كلمة انب جدح تعنى الجدار الابيض ( انب حدج = الجدار الابيض) ومن المعروف بان مدينة اون كان يحيطها جدارا ايضا.

ولذلك وبكل تدقيق نثبت بان كلمة فرعون او براون يعنى البيت العالى فى اون او مكان الملك فى اون.وهذا اللقب لم ياخذه كل ملوك مصر،لان هذا اللقب كان يظهر احيانا مع ملوك ويختفى احيانا مع ملوك اخرى.والغرض من هذا التوضيح المبسط هو اثبات بان لقب الفرعون لم يكن موجودا كلقب مع الملك الذى كان فى عهد يوسف،وعلى العكس من ذلك تماما كان هذا اللقب مع الملك الذى كان فى عهد موسى.

** ولذلك اقول مقولتى الدائمة بان كل الفراعين كانوا ملوك مصر وليس كل ملوك مصر كانوا فراعين. وان الملك الذى كان فى عهد يوسف لم ياخذ لقب الفرعون والدليل على ذلك ما جاء فى القرأن الكريم فى سورة يوسف مثل :

– الاية 42 ((وقال الملك أنى ارى سبع بقرات سمان ..)).

– الاية 50 ((وقال الملك اتونى به ..)).

– الاية 72((قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير..)).

فهذه الايات الكريمة تدل على ان ملك مصر فى عهد يوسف لم يكن ياخذ لقب الفرعون،على عكس الملك الذى كان فى عهد موسى والذى كان ياخذ لقب الفرعون.وهذا دليل دامغ على ان صاحب الملك فى عهد يوسف كان ملكا بدون لقب الفرعون ونقرأ مرة اخرى ما قالته الشرطة لاخوة يوسف عند اتهامهم بسرقة صواع الملك ( نفقد صواع الملك..) لانه لو كان فرعونا لقالوا نفقد صواع الفرعون.

ونأتى هنا الى السؤال الهام وهو:من هو ملك مصر فى زمن يوسف ؟؟.

والاجابة عن هذا السؤال سيحل من تلقاء نفسه ولكن ذلك سيكون مع توضيح أخير وهى الحلم او الاحلام مع المقال القادم باذن الله فانتظرونا

 

كاتب المقال 

الباحث الاثارى والمرشد تالسياحى

احمد السنوسى