غيب الموت الصديق العزيز المغفور له بإذن الله تعالى الأستاذ والكاتنب الصحفى ” عبد الناصر أحمد ” حيث لبى نداء ربه قبيل منتصف الليل أثر أزمة قلبة حادة وهو بمكتبة بجريدة الأهرام المسائى ، حيث كان يباشر عمله كنائباً لرئيس التحرير فى مراجعة المادة الصحفية قبل نشرها ، وفشلت محاولات الزملاء فى إنقاذه من الأزمة القلبية الحادة ليتوقف قلب ” عبد الناصر ” عن النبض وعن الحياة .
والراحل المغفور له بإذن الله تعالى أحد أبرز الكتاب السياحيين خلال العقود الثلاثة الماضية ، وخاص بقلمه الشريف العديد من الحروب والقضايا من أجل إبراز السياحة إعلامياً وحصولها على حقها فى إنتشارها لكونها هى القاطرة الإقتصادية التى يمكن أن تقود التنمية فى مصرنا .
بالفعل فقدت أسرة الإعلام السياحى المصرى والعربى ، أحد المجدين فى عالم الصحافة عامة والسياحة المتخصصة بشكل خاص ، وفارساً من فرسان الصحافة الشرفاء .. فهو لم يكن زميلاً أو صديقاً وإنما كان أخاً يعرف قيمة الرجال والكلمة والإنسانسى .. لقد تواصل معى رحمه الله الأستاذ عبد الناصر أحمد ، أمس الأول هاتفياً ودار حواراً طريفاً وحملنى فيه مسئولية لن أبوح بها وهو ما أعتبره أمانة فى عنقى حتى أتمكن من إنجازها بأنم الله تعالى .. ودعانا لتناول القهوة بكافتيريا الأهرام ووعدنى أن يكون معنا فى هذه الجلسة الاصدقاء الأعزاءا الكاتب الصحفى الكبير الاستاذ أشرف الجداوى ، مدير تحرير مجلة المصور ، ورئيس تحرير البوابة العربية للسياحة ” المسلة ” ، والكاتب الصحفى الكبير الاستاذ محمود السيوفى ، رئيس تحرير بوابة اليوم الأقتصادى ، على أمل نجدد الذكريات ونعيد الواد الذى لم يفتر ولكن مشاغل الحياة تجعلنا نتوه فى مشاكلنا .
وها أنا كنت أنتظر منه الإتصال لتحديد الموعد هذا الأسبوع كما أكد لى ، ولكن تلقيت إتصالاً من الزميل العزيز الأستاذ محمود السيوفى يبلغنى خبر وفاة صديقنا المحترم الكات الصحفى القدير المغفور له الأستاذ عبد الناصر أحمد ، والذى كان بمثابة طلقة رصاص أصابت قلبى بالصدمة وعدم التركيز لساعات طويلة ، رحل من كان يبدع فىالشعر كم كان يبدع فى الكتابة الصحفية .. رحل من كانت إبتسامته الرنانة تفيض علينا وتزيح عنا همومنا .. رحل رفيق الكفاح والسلاح .. رفيق رحلات الحج والعمرة .. سقطة ورقة من أوراق الشرف والعفة والضمير .. غاب عبد الناصر عنا بجسده .. ولكن ذكراه وذكرياتنا ستظل معنا نستعيدها حتى نلقاه فى الجنة إن شاء الله تعالى ولا نملك سوى أن نقول لاحول ولاقوة إلا بالله ..إنا لله وإنا إليه راجعون
(اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ).
اللهم أنت ربه، وأنت خلقته، وأنت هديته للإسلام، وأنت قبض روحه، وأنت أعلم بسره وعلانيته، جئنا شفعاء فاغفر له يا أكر الأكرمين .
اللهمّ أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وأدخله الجنّة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النّار. اللهمّ عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله. اللهمّ اجزه عن الإحسان إحساناً، وعن الإساءة عفواً وغفراناً. اللهمّ إن كان محسناً فزد من حسناته، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيّئاته. اللهمّ أدخله الجنّة من غير مناقشة حساب، ولا سابقة عذاب. اللهمّ آنسه في وحدته، وفي وحشته، وفي غربته. اللهمّ أنزله منزلاً مباركاً، وأنت خير المنزلين. اللهمّ أنزله منازل الصدّيقين، والشّهداء، والصّالحين، وحسُن أولئك رفيقاً. اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار. اللهمّ افسح له في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنّة. اللهمّ أعذه من عذاب القبر، وجفاف ِالأرض عن جنبيها. اللهمّ املأ قبره بالرّضا، والنّور، والفسحة، والسّرور. اللهمّ إنّه في ذمّتك وحبل جوارك، فقِهِ فتنة القبر، وعذاب النّار، وأنت أهل الوفاء والحقّ، فاغفر له وارحمه، إنّك أنت الغفور الرّحيم. اللهمّ إنّه عبدك وابن عبدك، خرج من الدّنيا، وسعتها، ومحبوبها، وأحبّائه فيها، إلى ظلمة القبر، وما هو لاقيه. اللهمّ إنّه كان يشهد أنّك لا إله إلّا أنت، وأنّ محمّداً عبدك ورسولك، وأنت أعلم به. اللهمّ إنّا نتوسّل بك إليك، ونقسم بك عليك أن ترحمه ولا تعذّبه، وأن تثبّته عند السّؤال.
اللهمّ إنّه نَزَل بك وأنت خير منزولٍ به، وأصبح فقيراً إلى رحمتك، وأنت غنيٌّ عن عذابه. اللهمّ آته برحمتك ورضاك، وقهِ فتنة القبر وعذابه، وآته برحمتك الأمن من عذابك حتّى تبعثه إلى جنّتك يا أرحم الرّاحمين. اللهمّ انقله من مواطن الدّود، وضيق اللّحود، إلى جنّات الخلود. اللهمّ احمه تحت الأرض، واستره يوم العرض، ولا تخزه يوم يبعثون “يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم”. اللهمّ يمّن كتابه، ويسّر حسابه، وثقّل بالحسنات ميزانه، وثبّت على الصّراط أقدامه، وأسكنه في أعلى الجنّات، بجوار حبيبك ومصطفاك صلّى الله عليه وسلّم. اللهمّ أمّنه من فزع يوم القيامة، ومن هول يوم القيامة، واجعل نفسه آمنةً مطمئنّةً، ولقّنه حجّته. اللهمّ اجعله في بطن القبر مطمئنّاً، وعند قيام الأشهاد آمناً، وبجود رضوانك واثقاً، وإلى أعلى درجاتك سابقاً. اللهم اجعل عن يمينه نوراً، حتّى تبعثه آمناً مطمئنّاً في نورٍ من نورك. اللهمّ انظر إليه نظرة رضا، فإنّ من تنظر إليه نظرة رضاً لا تعذّبه أبداً. اللهمّ أسكنه فسيح الجنان، واغفر له يا رحمن، وارحمه يا رحيم، وتجاوز عمّا تعلم يا عليم. اللهمّ اعف عنه، فإنّك القائل “ويعفو عن كثير”. اللهمّ إنّه جاء ببابك، وأناخ بجنابك، فَجد عليه بعفوك، وإكرامك، وجود إحسانك. اللهمّ إنّ رحمتك وسعت كلّ شيء، فارحمه رحمةً تطمئنّ بها نفسه، وتقرّ بها عينه. اللهمّ احشره مع المتّقين إلى الرّحمن وفداً. اللهمّ احشره مع أصحاب اليمين، واجعل تحيّته سلامٌ لك من أصحاب اليمين. اللهمّ بشّره بقولك “كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيّام الخالية”. اللهمّ اجعله من الّذين سعدوا في الجنّة، خالدين فيها ما دامت السّماوات والأرض. اللهمّ لا نزكّيه عليك، ولكنّا نحسبه أنّه آمن وعمل صالحاً، فاجعل له جنّتين ذواتي أفنان، بحقّ قولك: “ولمن خاف مقام ربّه جنّتان”. اللهمّ شفّع فيه نبيّنا ومصطفاك، واحشره تحت لوائه، واسقه من يده الشّريفة شربةً هنيئةً لا يظمأ بعدها أبداً. اللهمّ إنّه صبر على البلاء فلم يجزع، فامنحه درجة الصّابرين، الذين يوفّون أجورهم بغير حساب، فإنّك القائل “إنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حساب”. اللهمّ إنّه كان مصلّ لك، فثبّته على الصّراط يوم تزلّ الأقدام. اللهمّ إنّه كان صائماً لك، فأدخله الجنّة من باب الريّان. اللهمّ إنّه كان لكتابك تالياً وسامعاً، فشفّع فيه القرآن، وارحمه من النّيران، واجعله يا رحمن يرتقي في الجنّة إلى آخر آية قرأها أو سمعها، وآخر حرفٍ تلاه. اللهمّ ارزقه بكلّ حرفٍ في القرآن حلاوةً، وبكلّ كلمة كرامةً، وبكلّ اّية سعادةً، وبكلّ سورة سلامةً، وبكل جُزءٍ جزاءً. اللهمّ ارحمه فإنّه كان مسلماً، واغفر له فإنّه كان مؤمناً، وأدخله الجنّة فإنّه كان بنبيّك مصدّقاً، وسامحه فإنّه كان لكتابك مرتّلاً. اللهمّ اغفر لحيّنا وميّتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذَكرنَا وأنثانا. اللهمّ من أحييته منّا فأحيه على الإسلام، ومن توفّيته منّا فتوفّه على الإيمان. اللهمّ لا تحرمنا أجره ولا تضللنا بعده. اللهمّ ارحمنا إذا أتانا اليقين، وعرق منّا الجبين، وكثر الأنين والحنين. اللهمّ ارحمنا إذا يئس منّا الطّبيب، وبكى علينا الحبيب، وتخلّى عنّا القريب والغريب، وارتفع النّشيج والنّحيب. اللهمّ ارحمنا إذا اشتدّت الكربات، وتوالت الحسرات، وأطبقت الرّوعات، وفاضت العبرات، وتكشّفت العورات، وتعطّلت القوى والقدرات. اللّهم ارحمنا إذا حُمِلنا على الأعناقِ، وبلغتِ التراقِ، وقيل من راق، وظنّ أنّه الفراق، والتفَّتِ السَّاقُ بالسَّاقِ، إليك يا ربَّنا يومئذٍ المساق. اللهمّ ارحمنا إذا ورينا التّراب، وغلّقت القبور والأبواب، وانفضّ الأهل والأحباب. اللهمّ ارحمنا إذا فارقنا النّعيم، وانقطع النّسيم، وقيل ما غرّك بربّك الكريم. اللَّهُمَّ شفع فيها نبيّنا ومصطفاك، واحشرها تحت لوائه، واسقها من يده الشّريفة شربةً هنيئةً لا تظمأ بعدها أبداً. اللهمّ ارحمنا إذا قُمنا للسّؤال، وخاننا المقال، ولم ينفعنا جاهٌ، ولامال، ولا عيال، وليس إلّا فضل الكبير المتعالّ. اللهمّ إنّه عبدك وابن عبدك وابن أمتك، مات وهو يشهد لك بالوحدانيّة، ولرسولك بالشّهادة، فاغفر له إنّك أنت الغفّار. اللهمّ لا تحرمنا أجره، ولا تفتنّا بعده، واغفر لنا وله، واجمعنا معه في جنّات النّعيم يا ربّ العالمين. اللهمّ أنزل على أهله الصّبر والسّلوان، وارضهم بقضائك. اللهمّ ثبّتهم على القول الثّابت في الحياة الدّنيا، وفي الآخرة، ويوم يقوم الأشهاد. اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ فَرَطَاً وَذُخْراً لِوَالِدَيْهِ، وشَفِيعاً مُجَاباً، اللَّهُمَّ ثَقِّلْ بِهِ مَوَازِيْنَهُمَا، وأعْظِمْ بهِ أُجُورَهُمَا، وألْحِقْهُ بِصَالِحِ الـمُؤْمِنينَ، واجْعَلْهُ فِي كَفَالَةِ إِبْرَاهِيمَ، وَقِهِ بِرَحْمَتِكَ عَذَابَ الجَحِيمِ، وأبْدِلْهُ دَاراً خَيْراً مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلاً خَيْراً مِنْ أَهْلِهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأسْلاَفِنَا، وَأَفْرَاطِنَا، وَمَنْ سَبَقَنا بالإيْمَانِ. اللَّهُمَّ افسح لها في قبرها مدّ بصرها، وافرش قبرها من فراش الجنّة. اللَّهُمَّ إنّها في ذمّتك وحبل جوارك، فقِهِا فتنة القبر، وعذاب النّار، وأنت أهل الوفاء والحقّ، فاغفر لهه وارحمها إنّك أنت الغفور الرّحيم. اللَّهُمَّ إنّها كانت لكتابك تاليةً وسامعةً، فشفّع فيها القرآن، وارحمها من النّيران، واجعلها يا رحمن ترتقي في الجنّة إلى آخر آية قرأتها أو سمعتها، وآخر حرفٍ تلته. اللهمّ صلّ وسلّم وبارك على سيّدنا محمّد، وعلى آله وصحبه وسلّم إلى يوم الدّين.
سعيد جمال الدين