قمت، خلال الشهور الماضية، بداية من أكتوبر 2023، بزيارة العديد من الجامعات المصرية، لإلقاء محاضرات، احتفالاً باليوبيل الذهبي لنصر أكتوبر 73، ولتوعية شباب الجامعات بالأخطار، والتحديات، الحالية، التي تواجه الأمن القومي المصري.
وقد أكملت، حتى اليوم، زيارة خمس وعشرون جامعة مصرية، لم يغب عن ذهني، خلالهم، رد رئيس الوزراء الياباني، عام 1989، على سؤال أحد الصحفيين عن خطة اليابان لدخول القرن الواحد والعشرين، وهي من السبع الكبار اقتصادياً في العالم، إذ أجابه، ببساطة متناهية، “بإعداد الشباب الذي سيقود الأمة في القرن الجديد”!
والحقيقة أنني استنبطت تبنينا لنفس الخطة، مما رأيته بتلك الجامعات، سواء الجديد منها، أو ما تم تطويره ليواكب متطلبات العصر، فقد أقيمت الجامعات الجديدة، على أعلى درجات التميز في مجالات التكنولوجيا الحديثة؛ سواء من حيث المناهج العلمية أو البرامج العملية، فقد رأيت في الجامعات معامل النانو تكنولوجي، وعلوم الفضاء، ونظم المعلومات. حتى شكل قاعات المحاضرات، فقد تغير، تماماً، وأصبح في شكل بيضاوي، مثبت على مكاتبها أجهزة الحاسب الآلي الحديثة، وبالعدد الكافي للطلبة، بما يسمح باستخدام جهاز مخصص لكل منهم، سواء لنسخ المادة العلمية، أو لعرض مشروعه ذا الصلة بموضوع المحاضرة.
وحتى تصميم المباني صار حديثاً، ومتميزاً، مثل، الجامعة اليابانية، بالإسكندرية، المُصممة على الطراز الياباني، ولن تكفي السطور لأفي جامعة المنصورة الجديدة حقها فيما شهدته من حداثة معامل كلياتها، مثلها وجامعة الجلالة، المبرمجة للعمل إلكترونياً، وهو ما دفعني لطلب زيارة مكتب شؤون الطلبة بها، وفي ذهني صورة الملفات المكدسة على الأرفف، يكسوها الغبار، ففوجئت بأن المكتب به موظفتان، أمامهما جهازين حاسب آلي، يحمل كل ما تريد معرفته عن بيانات طلبة الجامعة، البالغ عددهم أربعين ألفاً. فناديت على أحد الطلبة، المار بالصدفة، أمام المكتب، لأطلع على الإجراءات المتبعة، فمرر كارنيه كليته، أمام شاشة صغيرة، وفي لحظة ظهرت بياناته كاملة؛ المصاريف، ونتائج الدراسة في كل فصل دراسي، حتى سجل زياراته للعيادة الطبية، والأدوية التي صرفها.
ولما أعلن الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي، عن خطة مصر للقضاء على الاغتراب، بدءاً من العام القادم، بإقامة عدد من الجامعات في كل محافظة، تذكرت أيامي في بورسعيد، ولهفة أمي وأبي، على إخوتي الثلاث، الذين يدرسون في القاهرة … كانت تلك لمحة بسيطة عن الجامعات المصرية، التي سيتخرج منها جيل عظيم يستكمل مسيرة بناء مصر الغالية.
كاتب المقال
اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج
Email: [email protected]
واحداً من أهم أبناء القوات المسلحة المصرية.
ولد في 14 يناير في مدينة بورسعيد، لأب وأم مصريين.
تخرج، سمير فرج، من الكلية الحربية عام 1963.
والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي.
تخرج من كلية أركان حرب المصرية في عام 1973.
والتحق بعدها بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، وهي أكبر الكليات العسكرية في المملكة البريطانية،وواحدة من أكبر الكليات العسكرية على مستوى العالم.
فور تخرجه منها، عُين مدرساً بها، ليكون بذلك أول ضابط يُعين في هذا المنصب، من خارج دول حلف الناتو، والكومنولث البريطاني.
تولى، اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج، ، العديد من المناصب الرئيسية في القوات المسلحة المصرية، منها هيئة العمليات، وهيئة البحوث العسكرية. وعمل مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً بكلية القادة والأركان. كما عين مديراً لمكتب مدير عام المخابرات الحربية ورئاسة إدارة الشئون المعنوية.
تتلمذ على يده العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، إبان عمله مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً في كلية القادة والأركان المصرية.
لم تقتصر حياته العملية، على المناصب العسكرية فحسب، وإنما عمل، سمير فرج، بعد انتهاء خدمته العسكرية، في العديد من المناصب المدنية الحيوية، ومنها وكيل أول وزارة السياحة، ورئيس دار الأوبرا المصرية، ومحافظ الأقصر. ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة NatEnergy.
وله العديد من الكتب والمؤلفات العسكرية، خاصة فيما يخص أساليب القتال في العقيدة الغربية العسكرية. كما أن له عمود أسبوعي، يوم الخميس، في جريدة الأهرام المصرية ومقال أسبوعى يوم السبت فى جريدة أخباراليوم.