أخبار عاجلةالمنطقة الحرة

الشرطة الألمانية تدرس الإستعانة بـ “النحل ” بدلاً من” الكلاب البولسية” فى ضبط وتعقب المخدرات !!

في يوم 30 أغسطس، 2019 | بتوقيت 3:34 صباحًا

اعتادت الشرطة في جميع أنحاء العالم منذ عشرات السنين على الاستعانة بالكلاب لاكتشاف الجرائم وأماكن المخدرات نظراً لحاسة الشم القوية لديها، ولكن الشرطة الألمانية تدرس حالياً فكرة غريبة للغاية، وهي إمكانية استخدام النحل، مثل الكلاب المتخصصة في تعقب رائحة المخدرات، بحسب ما ذكرت صحيفة البيان.

وكانت الشرطية سونيا كيسلر-22 عاما- والتي تهوى تربية النحل، قد طرحت فكرة الاستعانة بالنحل بدلاً من الكلاب لتعقب المخدرات خلال بحث تخرج للحصول على الشهادة الجامعية، وهو البحث الذي كان يحمل عنوان “نحل تعقب المخدرات، ثورة في العمل الشرطي؟”

وجاء في البحث أن الكلاب التي يعتمد عليها في الكشف عن المخدرات غير قابلة سوى للاستخدام لوقت قصير، وتركز على شخص بعينه، كما أن تدريبها مجهد ومكلف فلماذا لا نستخدم النحل مكان الكلاب البوليسية؟ 

وقد كُرمت كيسلر بجائزة استثنائية على بحثها من قبل مؤتمر الشرطة الأوروبية لهذا العام، ولكن الخبراء المعنيين يشككون في إمكانية تطبيق الفكرة، ولكن النحل يمتلك حاسة شم رائعة، إضافة إلى إمكانية تدريبه على التعرف على الروائح والإبلاغ عنها، وللوصول إلى ذلك يتم الاحتفاظ بالنحل في مكان ما، أنبوب مثلاً، بحسب ما أوضح بيتر روزينكرانس، رئيس هيئة علوم النحل بولاية بادن فورتمبرج، التابعة لجامعة هوهينهايم.

وبذلك يتدرب النحل على اشتمام مادة بعينها، ويلعق في الوقت ذاته محلولا من السكر، وبعد تكرار العملية بضعة مرات يصبح النحل متخصصا في هذه الرائحة، وبمجرد اشتمام هذه الرائحة يبرز إبرته التي يمتص بها الرحيق، لأنه يتوقع الحصول على مكافأة حلوة المذاق، ويكون إبراز الإبرة المرادف هنا لانقضاض الكلب البوليسي على مصدر المخدرات. 

يقول روزينكرانس أن قدرة النحل على اشتمام الروائح حساسة للغاية، وتقترب من قدرات الكلاب، وأوضح أنه قام أثناء دورات دراسية بتدريب النحل على التعرف على ماركات سجائر مختلفة، وقال إنه من الممكن استخدام 20 نحلة فقط، موضوعة في حاوية تشبه الحقيبة، للكشف عن المخدرات في محطات القطار أو عند فحص الأمتعة في المطارات، مؤكدا أنه تم اختبار هذه الفكرة عملياً.

بل إن الشرطية كيسلر تعتقد أن النحل يستطيع القيام بأكثر من ذلك بكثير، “حيث من الممكن توليف مستعمرات نحل كاملة وتأهيلها باستخدام طرق المكافأة”، حسبما أوضحت في مقالها الذي نشرته في مجلة الشرطة. 

ويستطيع “النحل الكاشف” الذي يحلق بشكل حر التنقيب في مساحة تصل إلى 50 كيلومتراً مربعاً، ومن الممكن رشها بمسحوق فلوري لتمكين الطائرات المسيرة من التعرف عليها، ويمكن استخدام النحل بشكل خاص في الكشف عن مزارع المخدرات والعثور على مادة TNT المتفجرة، الموجودة على سبيل المثال في الذخيرة التي خلفتها الحروب العالمية.

ولكن تحليق النحل بحرية يتوقف على مدى تناسب الظروف الجوية وتوفر فصل السنة المناسب لذلك، إضافة إلى ضرورة توفر الظروف القانونية، لمعرفة ما يترتب قانوناً، على سبيل المثال، على لدغ نحلة مشتبهاً به أثناء تشممها إياه؟ وهل يسمح باستخدام النحلة كدليل إثبات أمام المحكمة؟

ومع ذلك فإن كيسلر مقتنعة بأن النحل يمكن أن يكون مساعدة حقيقية في العمل الشرطي، وتحلم باستحداث “نحل العسس”، وتحذر من عدم استخدام هذه القدرة التي يتمتع بها النحل لصالح الشرطة، حسبما تقول في مقالها. 

جدير بالذكر أن هناك قبول للفكرة داخل نقابة الشرطة الألمانية، حسبما حذر ميشائيل تسيلاسكو، وهو محرر ضمن أسرة مجلة الشرطة و متحدث باسم النقابة، حيث صرح قائلاً: “نتعامل مع الفكرة بشكل جاد”.

وأشار المتحدث إلى أن النقابة تلقت الكثير من الردود الإيجابية على الفكرة، وقال إنه من الممكن على سبيل المثال، استخدام النحل لخدمة الشرطة الاتحادية، كتكملة مفيدة للكلاب المدربة على تعقب المخدرات.

   

مقالات ذات صلة