أعلنت بيزنس فرانس، الوكالة الوطنية الداعمة للتنمية الدولية للاقتصاد الفرنسي، عن مشاركة فرنسية مميزة عبر جناح فرنسي مخصص في معرضي الشرق الأوسط للتصميم الداخلي للطائرات، والشرق الأوسط لصيانة وإصلاح وتجديد الطائرات 2024، الذي سيُقام في دولة الإمارات العربية المتحدة. تهدف هذه المبادرة التي تقام بالشراكة مع شركة الخطوط الجوية الفرنسية للصناعات وكي إل إم للهندسة والصيانة، إلى إبراز القدرات المتطورة والحلول المبتكرة المُقدمة من قبل 22 شركة فرنسية في هذا القطاع الهام.
الشرق الأوسط، مركز لطموحات قطاع الطيران الفرنسية
لا يقتصر النمو المستدام في قطاع الطيران على الحاجة الملحة لهذه الصناعة في المنطقة، بل يبرز أيضًا التزام المختصين بها في دفع حدود الابتكار والتقدم. يتجلى هذا الالتزام بشكل خاص في مجالات الصيانة والإصلاح وتجديد الطائرات وتصميمها الداخلي. ففي عام 2023، شهد قطاع الطيران في الشرق الأوسط طفرة ملحوظة، خاصة مع تطلع سوق الإمارات العربية المتحدة لتحقيق 88 مليار دولار بحلول عام 2030. ويتم تعزيز مسار النمو هذا من خلال قطاع السياحة المزدهر في المملكة العربية السعودية، مما يمهد الطريق للعام 2024 ليكون عامًا للنمو والفرص غير المسبوقة في مجال الطيران. إن تواجد ثلاثين شركة فرنسية مقيمة في المنطقة، بالإضافة إلى العقود الجديدة التي تم توقيعها في عام 2023، يعكس المشهد المزدهر في قطاع الطيران في المنطقة وإمكانياته في تعزيز التعاون والابتكارات الدولية.
حضور فرنسي مميز، حيث تلتقي السلامة بالابتكار
تضم قائمة الشركات الفرنسية المشاركة في الحدث مجموعة متنوعة من الخبراء في مجال السلامة، اختبار المواد، التصميم المبتكر للطائرات، الصيانة، مما يبرز المجال الواسع للخبرة الفرنسية في قطاع صناعة الطيران. ومن المقرر أن يقدم الخبراء الفرنسيون مجموعة شاملة من الخدمات، تشمل الخدمات الاستشارية الهندسية، الحلول اللوجستية المتطورة، مجموعة واسعة من معدات الدعم الأرضي وأنظمة المناولة، تقنيات فحص الطائرات بدون طيار الآلية بالكامل المعززة بخوارزميات تحليل الصور المتطورة، فضلاً عن أحدث المرافق للوقوف والتخزين. وسيتم أيضاً عرض أدوات الصيانة المتقدمة ومعدات الاختبار، مما يؤكد بشكل أكبر على عمق التزام هذه الشركات بتطوير صناعة الطيران.
وقال أكسيل بارو، المدير الإقليمي لوكالة بيزنس فرانس الشرق الأوسط: ” بالشراكة مع شركة الخطوط الجوية الفرنسية للصناعات وكيه إل إم للهندسة والصيانة، تفخر بيزنس فرانس بتسليط الضوء على طليعة الابتكار الفرنسي في مجال الطيران في معرضي الشرق الأوسط للتصميم الداخلي للطائرات، والشرق الأوسط لصيانة وإصلاح وتجديد الطائرات 2024. يعد هذا العرض بمثابة شهادة على القدرات والحلول الرائدة لدولتنا في قطاع الطيران، بدءًا من السلامة واختبار المواد إلى تصميم الطائرات المبتكرة وصيانتها. ويؤكد حضورنا في المعرض على الالتزام الراسخ لأصحاب المصلحة الفرنسيين في قطاع الطيران بدفع حدود الابتكار والتقدم، لا سيما في مجالات الصيانة والإصلاح والتجديد والتصميم الداخلي لمقصورات الطائرات.”
من جانبها، صرحت آن براشي، نائبة الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية الفرنسية – كي إل إم للهندسة والصيانة قائلة: ” تتشرف شركة الخطوط الجوية الفرنسية للصناعات وكي إل إم للهندسة والصيانة، بقيادة شراكة حصرية مع وكالة بيزنس فرانس، مما يمثل علامة فارقة مهمة في التزامنا المشترك بتعزيز مشهد الطيران العالمي. معًا، نكشف بكل فخر عن الجناح الفرنسي في معرضي الشرق الأوسط للتصميم الداخلي للطائرات، والشرق الأوسط لصيانة وإصلاح وتجديد الطائرات2024، وهو عرض مخصص تم تصميمه لتسليط الضوء على الخبرة والحلول المتطورة لـ 21 شركة فرنسية متميزة. ويعد هذا التعاون بمثابة شهادة على التزامنا الثابت بالابتكار والتميز، حيث نسعى جاهدين لإعادة تحديد معايير أداء الطيران والاستدامة. وباعتبارنا روادًا في مجالات عملنا، تفخر شركة الخطوط الجوية الفرنسية للصناعات وكي إل إم للهندسة والصيانة، ووكالة بيزنس فرانس بالاتحاد في هذا المسعى، مما يدل على رؤيتنا الجماعية لمستقبل الطيران.
فرنسا والإمارات العربية المتحدة: شركاء في التميز في مجال الطيران
إن مكانة فرنسا كرائدة عالمية في مجال الطيران أمر لا جدال فيه، باعتبارها الدولة الرائدة أوروبيا والثانية عالميا في قطاعي الطيران والفضاء، مما يؤهلها للإسهام بشكل بارز في إنجازات الإمارات في مجال الطيران. تجسد أوجه التعاون الرئيسية في عام 2023 هذه الشراكة القوية بين البلدين. فقد شكل عام 2023 لحظة محورية لهذا التعاون، حيث نجحت فرنسا من تأمين العديد من الفرص الهامة في قطاع الطيران في المنطقة، مما عزز علاقاتها مع الشرق الأوسط.
ومن بين مشاريع التعاون البارزة، نسجل تعيين شركة “ADP Ingenierie” كمستشارين لمنشأة هندسية فائقة الحداثة في دبي وورلد سنترال، وهو مشروع طموح تبلغ قيمته 950 مليون دولار. بالإضافة إلى ذلك، حصلت “Safran AeroSystems” على عقود بقيمة 1.2 مليار دولار لتزويد أسطول الشركة الوطنية الجديد بمجموعة متنوعة من المعدات والخدمات، بما في ذلك المقاعد ومعدات المقصورات والعجلات الكربونية والمكابح، وإصلاح مكونات معدات الهبوط، والتعديل التحديثي، ودعم الصيانة والإصلاح والتجديد. كما تم توقيع اتفاقية خدمة لمدة عشر سنوات مع طيران الإمارات، تغطي إصلاح وصيانة مكونات أنظمة السلامة والمقصورات في طائرات بوينج 777، إلى جانب صفقات رئيسية أخرى.
وتعزيزا لهذه العلاقات، تم اختيار شركة تاليس “Thales” لتجهيز الطائرات من طراز A350 وبوينغ 777X بنظام الترفيه الجوي. وعلاوة على ذلك، وقع مشروع محمد بن راشد للطيران اتفاقية مع ” UUDS” الفرنسية، لافتتاح منشأتها الجديدة الثالثة بدبي الجنوب. وستوفر الحظيرة الجديدة خدمات إدارة الطائرات والمقصورات على الجناح، وستضم مركزاً لاستكمال وتعديل مقصورات الطائرات، ومواقف لطائرات لكبار الشخصيات، ودعم الطائرات على الأرض، إضافة إلى توفير خدمات الدعم للطائرات العمودية. وتمثل عمليات التعاون الأخيرة بمثابة شهادة على الثقة المستمرة في الخبرة الفرنسية في مجال صناعة الطيران وجودة تصنيعها، مما يعزز الشراكة الاستراتيجية بين فرنسا والإمارات العربية المتحدة في مجالات الابتكار والتميز والطيران.
وباعتبارها الدولة الوحيدة، إلى جانب الولايات المتحدة، التي تمتلك صناعة طيران كاملة، تحافظ فرنسا على مكانتها في طليعة مصدري المعدات والخدمات في هذا المجال. وتظل الرائدة في أوروبا وتحتل المرتبة الثانية عالميا في قطاعي الطيران والفضاء. كما تحتل فرنسا المرتبة الثالثة كمورد للطيران إلى الإمارات العربية المتحدة.
(المصدر: المجلس الوطني للصناعة).
تبني فرنسي- إماراتي لتحدي إزالة الكربون
في خضم هذه البيئة التعاونية، برزت فرنسا والإمارات العربية المتحدة كدولتين رائدتين في مجال تحول صناعة الطيران نحو الاستدامة، حيث وضعتا أهدافًا طموحة لاعتماد تقنيات الطائرات منخفضة الكربون. يتجسد هذا الالتزام في خطة الاستثمار الفرنسية “فرنسا 2030” والمبادرة الرائدة لدولة الإمارات العربية المتحدة، مثل تشغيل طيران الإمارات رحلة تجريبية لطائرة باستخدام وقود الطيران المستدام. تؤكد هذه الجهود المتضافرة على الرؤية المشتركة للابتكار، لا سيما في تطوير التصميمات الداخلية للطائرات وخدمات الصيانة والإصلاح وتجديد الطائرات، والتي تم تصميمها لتلبية الاحتياجات الديناميكية لشركات الطيران الإقليمية.
في قلب هذه الجهود التعاونية والتفكير المستقبلي، يتموضع الجناح الفرنسي، الذي يقام تحت شعار “لا فرنش فاب”. وتعد هذه المنصة بمثابة دليل حي على قدرات التصنيع المتطورة لفرنسا وتفوقها التكنولوجي. فهي لا تحتفي بالتراث الغني للابتكار الفرنسي في مجال الطيران فحسب، بل تشير أيضا إلى الاستعداد لاحتضان وريادة التطورات المستقبلية في مجال صناعة الطيران في الشرق الأوسط، مما يمثل فصلا جديدا في التعاون الدولي في مجال الطيران والتقدم التكنولوجي.