آثار ومصرياتسياحة وسفرشئون مصريةمنوعات

الباحث الاثارى والمرشد السياحى “احمد السنوسى” يواصل رحلة بحثه عن من هو فرعون موسى وكيفية الوصول الى حقيقة شخصه(10)

في يوم 29 أغسطس، 2019 | بتوقيت 3:00 مساءً

فرعون موسى وكيفية الوصول الى حقيقة شخصه…(10)

هناك اثباتات تاريخية لا تقبل اى مجالا للشك بان ارض كنعان كانت آنذاك تابعة للدولة المصرية،بل تدل شواهد الاحداث والوثائق على ان مناطق سيناء وفلسطين كانت مناطق (البدو) وكانتا تحت السيادة المصرية الكاملة وقبل دخول العبرانين الى مصر كذلك.بل فى تاريخ مصر فى الدولة الحديثة وحتى عهد الملك توت عنخ امون كان الحاكم على هذه المنطقة مصريا ويعتبرون هذه المنطقة مصرية اصيلة،ولكن بدا النفوذ المصرى التاريخى يضعف تماما على هذه المنطقة منذ عهد الملك اخناتون،وفى ذلك دراسات متخصصة فى هذا الموضوع ولكنه ليس مجاله ههنا.وهؤلاء البدو الكنعانين غير بدو الصحراء الشرقية لان بدو الصحراء الشرقية كان لقبهم (الاونو) وهذا للتفرقة بين انواع البدو فى مصر القديمة.

(أ) ان اهل تلك المناطق كانوا ياتون الى مصر لاخذ نصيبهم من الغلال كمواطنين او رعايا مصريين،وخاصة انه فى التاريخ المصرى لم نسمع ان مصر كانت توزع خيراتها كهبات للمناطق المجاورة ولا حتى بلاد النوبة بعد الشلال الاول،لذلك كان هؤلاء البدو ياتون الى مصر لاخذ نصيبهم من الغلال وكما حدث مع اخوة يوسف.ونستدل على ذلك من القرأن الكريم عندما قال يوسف لاخوته واهله عندما حضروا الى مصر وكما فى سورة يوسف الاية 100 ((..جاء بكم من البدو..))

وكذلك فى سورة يوسف الاية 60 (( فان لم تاتونى به فلا كيل لكم عندى ولا تقربون))

وكذلك فى سورة يوسف الاية 63 (( فلما رجعوا الى ابيهم قالوا يا ابنا منع من الكيل فأرسل معنا اخانا نكتل وانا له لحافظون))

وكذلك فى سورة يوسف الاية 65 (( ولما فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم قد ردت اليهم قالوا يا أبانا ما نبغى هذه بضاعتنا ردت الينا ونمير اهلنا ونحفظ اخانا ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير))

فهذه الايات تدل على توزيع الغلال على مناطق السيادة المصرية وان التوزيع يكون بعدد افراد القبيلة وعدد البعير ولذلك قالوا (ونزداد كيل بعير ذلك كيل يسير)

وهناك ايه اخرى للدلالة على ان اهل هذه المناطق كان لهم نصيب من الغلال المصرية كمواطنين او رعايا ونجد ذلك فى سورة يوسف الاية 83 ((وسئل القرية التى كنا فيها والعير التى اقبلنا فيها وانا لصادقون))

وهذا يدل بكل سهولة و يسر بان هؤلاء القوم يمكنهم الدخول الى ارض مصر وانهم من رعاية الدولة المصرية وحقهم ونصيبهم في توزيع الغلال،لانه لم يعرف فى التاريخ المصرى ايضا بان مصر فتحت ابوابها لكل من هب ودب بهذه السهولة،لانه كان هناك نقاط تفتيش وحرس حدود وتاشيرات وما الى غير ذلك،وهذا كله يتطلب منا دراسة التاريخ المصرى بكل جدية وبما يتماشى مع الترجمات الحديثة الان من المواثيق والبرديات فى هذا الموضوع.

(ب) بثبت بما لايدع اى مجالا للشك بان السيادة المصرية كانت على فلسطين انذاك ولم تخسر هذه السيادة الا فى العهد الهكسوسى ثم فى عهد اخناتون ثم الخسارة الكاملة فى العهد البطلمى والرومانى بعد ذلك.وهناك وثائق تاريخية تثبت بان الحكام على تلك المنطقة كانوا مصريين ونجد احدثها فى وثائق اخناتون ورسائل تل العمارنة،وكذلك خطاب موجه من الملك توت عنخ امون موجه للحاكم المصرى على تلك المنطقة.وهذا كله لا يدع اى مجالا للشك بان السيادة المصرية على فلسطين كانت منذ القديم من الزمان،وهذا ما جعل اهل كنعان ينزلون الى مصر لاخذ الغلال ومنهم قبيلة يعقوب واخوة يوسف.

ثم ناتى لمسالة أخرى وهى الثمن (الدرهم) وتلك الدراهم المعدودة وبيع يوسف في مصر بثمن بخس،فما هو الدرهم وما اصله؟؟

وهى نقطة هامة للغاية بل ومنسية عند كل الناس وهى الدرهم؟؟ وان كلمة الدرهم مصرية الاصل والمنشأ!! وهل تعاملت مصر انذاك بهذه العملة؟؟ويقول الحق تبارك وتعالى فى القرأن الكريم فى سورة يوسف الاية 20 ((وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين)) ولذلك وجب علينا البحث فى موضوع الدرهم واصل كلمة الدرهم.

– لسان العرب ج 2 ص 199: درهم،المدرهم اى الساقط فى السن وقيل كبير السن ايا كان،والدرهم فارسى معرب.

– مختار الصحاح ص 104: درهم، الدرهم،فارسى معرب. وكسر الهاء لغة فيه وربما قالوا دراهم.

وجمع الدرهم درهام،وجمع درهام دراهيم.

– المنجد ص 214: الدرهم والدرهام جمع دراهم.وهو قطعة من الفضة مضروبة للمعاملة اليونانية.

(قلت فى راى الخاص) هكذا نجد كلمة الدرهم فارسية معربة،ونجدها كذلك يونانية كما فى المنجد،ولكننى هنا اقول بان الدرهم لا هو ذاك ولا ذاك لان زمن يوسف فى مصر أقدم بكثير من الحضارة الفارسية واليونانية كذلك.كما ان مصر انذاك لم يكن لها اية علاقة قط بارض اليونان ولا حتى بلاد فارس ولم يكن بينهما اية علاقة ولو حتى تجارية،ونستخلص من ذلك كله عدة نقاط هامة للغاية وهى :-

(1) الشراء:وهو يعنى التعامل باليع والشراء،وان الذين اشتروا يوسف فى مصر دفعوا ثمنه نقدا وهى دراهم معدودة،وهذا خلاف ما يعرف باسم (المقايضة) حيث ان عملة البيع والشراء هنا بين المشترى المصرى والبايع وهم هؤلاء السيارة قامت على التعامل النقدى وهى الدراهم المعدودة.

(2) البيع:ان البيع بالمقابل المادى كان بالعملة النقدية لهذا البلد وهى مصر والعملة هى الدرهم،وان الذين باعوه يستخدمون هذه العملة ايضا فى مناطقهم كذلك مما يدل على السيادة المصرية على تلك المناطق.وبالتالى ومما لاشك فيه ان مناطقهم كانت تابعة للسيادة المصرية.

(3) الدرهم:ان كلمة الدرهم جاءت فى القرأن الكريم وحدد زمنها بزمن يوسف،وانذاك لم تكن الدولة الفارسية ولا حتى اليوانية قد ظهرا بعد على صفحات التاريخ كدول حضارية كبرى او حتى كدول صغرى.وهذا يثبت من واقع كتاب الصدق والعدل وهو القرأن

الكريم بان الدرهم هو العملة المصرية انذاك،واللفظ نفسه مصرى اصيل.

ومن الاثار الموثقة فى هذا العهد تثبت بما لايدع مجالا للشك بانه فى هذه الحقبة كان هناك فى مصر دارا لصك العملة،وان العمال كانوا يتقاضون الاجر المادى والاجر العينى مثل الحصص فى القمح والشعير والبصل وهكذا.ولكن للاسف الشديد حتى الان لم نستدل حتى يومنا هذا على اسم هذه العملة فى الوثائق،الم اقول لك بان باطن ارض مصر مازالت تخبأ لنا الكثير والكثير.

ونواصل الحديث عن ذلك في مقالنا القادم باذن الله

كاتب المقال

الباحث الاثارى والمرشد السياحى

احمد السنوسى