أخبار عاجلةالمنطقة الحرةسلايدر

“اللواء الدكتور سمير فرج “يكتب لـ “المحروسة نيوز “: يوم في الكلية الجوية

في يوم 21 فبراير، 2024 | بتوقيت 5:15 مساءً

بدعوة من السيد اللواء أركان حرب طيار مدحت كامل زكي، مدير الكلية الجوية للقوات المسلحة المصرية، تشرفت بإلقاء محاضرة لطلبة الكلية، وأعضاء هيئة التدريس، والعاملين، في قاعدة بلبيس العسكرية الجوية، عن تحديات الأمن القومي المصري، خاصة في الوقت الراهن.

والحقيقة أنني لم أتعجب من عودتي من تلك الزيارة، لذلك الحصن العسكري المصري العظيم، ممتلئاً بالسعادة والفخر، خاصة وأن السيد مدير الكلية، قد صحبني، بعد المحاضرة، في جولة لجميع أنحاء الكلية، تعرفت خلالها على المستوى المتميز الذي وصلت إليه، في العملية التعليمية، إذ شاهدت أجود وأرقى معامل التدريب، التي لا تراها إلا في المؤسسات التعليمية العالمية، ومعامل المحاكاة (Simulators)، المخصصة لتدريب الدارسين على الأرض، على كافة أنواع الطائرات، قبل الطيران في الجو.

وقبل الاستفاضة عن تفاصيل زيارتي للكلية الجوية، اسمحوا لي أن استعرض نبذة عنها؛ وعن تاريخ نشأتها الذي يعود إلى عام 1936، في مطار ألماظة في القاهرة، وفي عام 1937 وصل إليها، من بريطانيا، عشر طائرات من طراز “تايجرموث”، لتدريب الطيارين المصريين. لاحقاً، انتقل مقر الكلية إلى بلبيس، وافتتحها الملك فاروق الأول، في 20 فبراير 1951، ككلية الطيران الملكي، وفي عام 1960، أعاد الرئيس جمال عبد الناصر افتتاحها، بعد إضافة فرع العلوم العسكرية، لتصبح الكلية الجوية المصرية.

تمتد الدراسة بالكلية لأربع سنوات، ويحصل خريجيها على درجة البكالوريوس في الطيران، بالإضافة إلى درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من إحدى الجامعات المصرية، ويشمل التخصص في الكلية فرعين أساسيين؛ أولهما الطيران، الذي يتخرج فيه طياري المقاتلات، أما الفرع الثاني فهو الملاحة والحواسب، ويتخرج فيه الطالب للعمل في الملاحة الجوية داخل الطائرة، أو للعمل في المراقبة الجوية من داخل المطارات لتوجيه الطائرات. وتتيح شهادة التخرج، للطيار أو الملاح، العمل في الطيران الحربي، أو الطيران التجاري، بعد اجتياز دورة تدريبية على نوع الطائرة التجارية التي سيعمل عليها، وهو الأسلوب المعترف به في كل دول العالم، بعد تنفيذ عدد ساعات طيران محددة في سجل الطيران، والتي يتم تسجيلها، حالياً، بصورة إلكترونية، في قاعدة بيانات، ليكون لكل طيار، في العالم، سجل طيران خاص به.

تنفذ الكلية الجوية المصرية، حالياً، 13 دورة تدريبية، يحصل من خلالها المتدرب على شهادات إجازة طيار، وإجازة طيران مدني، وإجازة مدرس الطيران الآلي، وإجازة مدرس العلوم الأرضية للطيران، وشهادة إدارة مخاطر الطيران، وشهادة إدارة نظم السلامة الجوية، وشهادة طرق التدريس الجوي، بما يؤهله للعمل في مجال تدريس الطيران، بأي كلية طيران على مستوى العالم، مدنية كانت أو عسكرية، فضلاً عن شهادة إجازة ملاح طائر، وإجازة مدرس ملاحة طائر، و8 دورات تدريبية أخرى بمدرسة المراقبة الجوية.

ولعل من أبرز إنجازات الكلية، في الأعوام القليلة الماضية، منذ عام 2018، حصولها على خمس شهادات أيزو في نظام إدارة الجودة، وإدارة الجودة للمؤسسات التعليمية، والجودة في نظام إدارة البيئة، وشهادات الجودة في نظام إدارة الصحة والسلامة المهنية، وأخيراً نظام إدارة الجودة في صحة الغذاء. وخلال السنوات السابقة، تخرج من الكلية الجوية المصرية طيارين، وملاحين، ومدرسين لعلوم الطيران والملاحة من 26 دولة عربية وإفريقية. كما علمت أن الكلية قد انتهت من تكوين فريق الألعاب الجوية المصري، الذين نسعد بمتابعة عروضهم في مختلف المناسبات القومية المصرية، وعلمت بتقديمها لدورات تدريبية للطيارين، من مختلف دول العالم، على هذه الألعاب الجوية، تأكيداً للريادة المصرية في شتى المجالات العسكرية.

وخلال جولتي بالكلية، انبهرت بمعامل التعليم التفاعلي، لمحاكاة سيناريوهات الطيران الواقعية، وكذلك معامل اللغات الإنجليزية والفرنسية، للحصول على شهادة إجازة اللغة من منظمة الطيران العالمية (ICAO)، من المستوى الرابع، الذي يعد أعلى المستويات العالمية للطيارين من المنظمة، وكذلك معامل تعليم الحاسبات الآلية، التي تؤهل الطيار والملاح على التعامل بكفاءة مع كافة أنظمة الحاسبات الآلية، ومختلف أنواع التطبيقات العالمية في مجال الطيران. وفي سبيلها لصقل إمكانات الدارسين بها، تستعين الكلية الجوية المصرية، بالسادة أعضاء هيئات التدريس بالجامعات المصرية، في مختلف العلوم المدنية.

واستمعت إلى شرح السيد مدير الكلية الجوية عن معامل الطيران، وعددها تسعة معامل، مجهزة بأحدث التكنولوجيات العالمية في ذلك المجال الحيوي، ومنها معامل تسليح الطائرات، ومعامل نظم المعلومات الجوية، ومعامل محركات الطائرات، ومعامل أبراج المراقبة، ومعامل الإنترنت الجوي، فضلاً عن معامل المحاكاة لكابينة عدد من طائرات التدريب، التي يتدرب فيها الطالب بواسطة شاشات الرادار، دون الطيران الفعلي في الجو، بما يشمله ذلك من تدريبات على أساليب الإقلاع والهبوط، وتدريبات الطيران النهاري والليلي، والتدريب على حل المشاكلات المرتبطة بكل ذلك. تضم الكلية أربع محاكيات رائعة؛ منهم محاكاة الطائرات الأمريكية، ومحاكي لتدريب ملاحي الطائرة، ومحاكي للطائرة (C-130) الأمريكية الصنع.

جاءت تلك الزيارة ضمن زياراتي للجامعات المصرية، التي بدأتها منذ شهر أكتوبر الماضي، بمناسبة مرور 50 عاماً على نصر حرب أكتوبر المجيدة، والتي ضمت، حتى يومنا هذا، زيارة 24 جامعة، وطنية وأهلية وخاصة، خرجت منهم، جميعاً، وكلي فخر، بما لمسته من تقدم علمي وعملي، وكلي أمل في شباب مصر الذي سيستكمل مسيرة نهضتها. واليوم وأنا أغادر بوابة الكلية الجوية، في أنشاص، تجيشت مشاعر الفخر بداخلي، وأنا أرى حراس سماء مصر مزودين بأرقى العلوم العسكرية، لحماية وطنهم ومقدرات شعبهم. تحيا مصر … تحيا مصر … تحيا مصر.

Email: [email protected]

   

مقالات ذات صلة