نثشر خبر فى 15 ديسمبر 2016 وعناونه “بالصور.. “الآثار” تتسلم مشكاتين أثريتين من دولة الإمارات العربية المتحدة”
وحكاية هذا الخبر هى سرقة أربعة مشكاوات أثرية من مخازن المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط ، وللتغطية على الجريمة وضعت مشكاوات مقلدة مكانها فى المخزن
ومن أجل هذا تشك حملة الدفاع عن الحضارة فى وجود آثار مقلدة فى مخازن أخرى علاوة على سوء عرض الآثار فى هذه المخازن لوضعها فى أماكن غير جيدة التهوية ولا يوجد قياس درجات الحرارة والرطوبة والآثار مكدسة بالمخازن وهناك أخطاء فى توصيف الآثار يساهم فى سرقتها وبالطبع توجد آثار مقلدة داخل هذه المخازن
ونتابع الحكاية بعد سرقة مخازن متحف الحضارة قامت لجنة علمية برئاسة الدكتور مجدى علوان أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بجامعة أسيوط وعضوية الدكتور ضياء زهران والدكتور فتحى عثمان والآثارية منى سيد عوض إخصائية ترميم والدكتور عبد الحميد عبد السلام أمين متحف بمتحف الفن الإسلامى والآثارى علاء الدين محمود أمين متحف والسيد مدير عام مصر القديمة والفسطاط والأستاذة رشا الراوى مقرر اللجنة، مهمتها تحديد بشكل قاطع وصريح أثرية المشاكاوات الخمسة المحفوظة حاليًا بمخازن المتحف القومى للحضارة المصرية من عدمه
وقامت اللجنة بعملها لمدة ثلاثة أشهر فى دراسة مشكاوات متحف الحضارة وتحديد أثريتها من عدمه وتقدم تقاريرها فى أكثر من 136 صفحة شاملة تقارير علمية وفنية عن المشكاوات
وتوصلت فيما لا يدع مجالًا للشك إلى أن أربعة مشكاوات بمخازن الفسطاط مقلدة وواحدة فقط أصلية، وبناءً عليه تقرر سفر لجنة لإحضار المشكاوات الأصلية من دولة الإمارات الشقيقة عن طريق السفارة المصرية والعلاقات الثقافية بوزارة الخارجية من دولة الإمارات
ومن غرائب الأمور أن هذه اللجنة التى قامت بكشف التزوير بمجهود علمى كبير لم يشارك أى من أفرادها فى اللجنة التى سافرت لاستلام هذه الآثار من الإمارات على الأقل مكافأة مادية بسيطة على مجهودهم فى كشف التزوير، وربما يكون وراء استبعادهم عقابًا لهم على كشف التزوير
ومن هذا المنطلق تصر حملة الدفاع عن الحضارة على أعمال جرد لكل مخازن الآثار على مستوى الجمهورية
فنحن نسعد دائمًا بكم الاكتشافات التى تبهر العالم والذى انفقنا عليها الملايين، ولكن الأهم هو مصير هذه الآثار بعد اكتشافها، كيف نحافظ عليها فى مخازن صحية متحفية ليس اسمًا فقط ولكن فعلًا، هل يمكن للآثار أن تسمح للفضائيات بدخول أحد هذه المخازن بشكل مفاجىء للتصوير خاصة المخازن فى مواقع التراث العالمى وغيرها؟ استحالة للأسباب التى أوردناها إلّا إذا خصص أحد هذه المخازن للتصوير فقط وبعدها نرجع كل حاجة مكانها
والمشكاتين اللتين تم استردادهما من الإمارات تحمل إحداهما إدراج متحفي رقم 641 من واقع سجلات مخازن منطقة أثار البندارية وعليها رنك السلحدار، أمّا الثانية فهي إحدى مشكاوات السلطان حسن وتحمل رقم 330 في سجل متحف الفن الإسلامي.