كتب د.عبد الرحيم ريحان
نشرت المرشدة السياحية الآستاذة سارة الطحان يوم 12 فبراير الجارى على صفحتها صورًا لمياه تحت سطحية بمنطقة الأهرامات وذكرت ” صورت الصور دى حصريًا من منطقة الأهرامات بالجيزة، هذه المياه نتيجة حفريات في المنطقه وتم نزح هذه المياه إلى الخارج .. بس حقيقى المنظر تحفة بيفكرنا بمنظر الأهرامات قديمًا عندما كانت تطل على نهر النيل”
وتساءلت وقتها حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان عن حقيقة هذه المياه وأن القضية ليست مياه قديمة أو حديثة، ولكن القضية ما مصير هذه المياه الآن؟ ولو تم سحبها هل تم بأسلوب علمى لا يؤثر على الآثار الأكثر ضعفًا بالمنطقة مثل أبو الهول؟ وما مدى تأثيرها على جسم أبو الهول حاليًا؟ وما هى سبل المعالجة لهذا الوضع بشكل علمى؟ وطالبنا بأن يقوم بالرد على ذلك خبراء فى الترميم والصيانة من وزارة السياحة والآثار
وبخصوص المياه تحت سطحية نذكر أن مصر لها تجربة سابقة حيث تم إدراج دير مار مينا غرب الإسكندرية، والواقع على مساحة 1000 متر، على قائمة التراث المهدد بالخطر في 2010، وذلك بسبب ارتفاع مستوى المياه تحت سطحية، وأنفقت الدولة نحو 50 مليون جنيه في إطار خطة متكاملة لإنقاذ دير مارمينا حتى تم رفعه من القائمة بعد 12 عامًا من إدراجه
كما تتضمن المادة 5 (د) من اتفاقية حماية التراث العالمى الثقافى والطبيعى 1972 على الدولة اتخاذ التدابير القانونية والعلمية والتقنية والإدارية والمالية المناسبة لتعيين هذا التراث وحمايته والمحافظة عليه وعرضه وإحيائه
ولعدم الرد حتى الآن لأننا تعودنا على ردود “كله تمام ولا تصدقوا المغرضين” فحاولنا الاتصال بخبراء ترميم وشخصيات لها خبرة طويلة فى ترميم وصيانة الآثار
يذكر خبير الترميم والنحات الشهير مجدى الحريجى وله خبرة فى رؤى خاصة بترميم الآثار فى حملة اليونسكو لإنقاذ آثار النوبة تم تطبيقها بأنه تحدث من سنوات عن هذا الموضوع وتقدم إلى الوزارة بابتكار علمي لسحب المياه المتسلقة إلى جسم أبو الهول حيث أدت هذه المياه إلى التآكل في الرقبة وكل عام يزداد بمعدل ما بين 1.5 إلى 2 سم تاكل وهذا مؤشر خطر لكن لدي خطه من ذلك بدراسه علميه لانقاز تمثاله بالهول من المياه الجوفيه المتسلقه الى الجسم
ويشير الحريجى إلى قيام أحد الشركات بعمل شبكة لهذه المياه ويرى أنها عملية غير مدروسة جيدًا، وقد أرسل إلى وزير السياحة والآثار السابق يحذر من هذه المياه وأن ما تقوم به إحدى الشركات من سحب للمياه يتم بعربات الكسح المياه حوالي من 12 ل 15 عربيه فهذا مؤشر خطير جدا
ويوضح أن التربة حول تمثال أبو الهول ملحية لها أضرار شديدة ربما تؤدي إلى انهيار أبو الهول، ويشير إلى ابتكاره جهاز لديه يقوم بتكثيف بخار الماء حول جسم أبو الهول مع عمل شبكات آبار ارتكازية لسحب المياه تحت السطحية وطرحها خارج المنطقة
ويشير خبير الترميم حمدى يوسف إلى أن ظهور المياه قديمًا لاينفي ظهورها حديثًا، فمعني ظهور المياه في فترة سابقة يعني أحد احتمالين
إمّا هو تجمع نتيجة لهطول أمطار غزيرة في المكان وتم التصوير وقتها قبل أن تتسرب المياه إلي باطن الأرض لأنها تربة رملية لاتحتفظ بالماء
أو ارتفاع لمنسوب المياه تحت سطحية، وفي هذه الحالة حتي لو اختفت المياه فهذا لايعني عدم وجودها فهي مازالت موجودة علي بعد سنتيمترات قليلة من سطح الأرض، وللتأكد من ذلك يجب إجراء جسات للتربة في محيط المنطقة التي التقطت منها الصورة للتأكد من عدم ارتفاع منسوب المياه تحت سطحية
وأردف المهندس حمدى يوسف إلى ما يجب القيام به في محيط الأهرامات نتيجة لزحف الكتلة السكنية بشكل عشوائى من جميع جوانب الأهرامات ولم يتبق سوي الحهة الجنوبية، وبالتالي يجب إجراء جسات في أقل مناسيب الهضبة ارتفاعًا (منطقة نزلة السمان محيط أبول الهول )، وعدد من الجسات في اتجاه التجمعات السكنية لحدائق الأهرام، و المنطقة المجاورة للمتحف الجديد والتي تجاورها أسفل الهضبة منطقة فيصل وجه الأهرام .
وهذه الجسات ليست نوع من الترف العلمي بل ضرورة لابد أن تتم للوقوف علي تأثير زحف الكتلة السكنية علي هضبة الهرم لأن المياه تحت سطحية ليس لها أي علاقة باستواء سطح الأرض فهي تتحرك في باطن الارض أسفل سطح الأرض بحرية في الاتجاهات الخالية من الصخور ثم تتصاعد الي السطح بواسطة الخاصة الشعرية في عكس الجاذبية الأرضية وتستمر في الصعود حتي تقابل أي جسم حجري أو منشأة حجرية فتستستمر رحلتها ..
تنتهي رحلة هذه المياه بواسطة البخر فقط ولاشيء يوقف صعودها سوي بالوضع الطبيعي للتوازن البيولوجي الطبيعي للمخلوقات بدورة المياه في الأرض وهي عملية البخر، ومن ثم يرى القيام بعمل تلك الجسات بصفة دورية من خلال حفر آبار في مناطق متباعدة من الهضبة وملاحظة ظهور أو اختفاء المياه فيها بصفة دورية
وذكر أحد المتخصصين رفض ذكر اسمه بأن مجموعة الملك منكاورع الهرمية موعودة بالتعدي عليها وتساءل أين المجلس الأعلى للآثار؟ أين وزارة السياحة والآثار؟ أين منطقة الهرم؟؟؟
بعد محاولة تشويه هرم منكاورع جاء الدور على الطريق الصاعد الخاص بهذا الملك ومعبد الوادي له حيث ورغم تحذيرات استخدام اللوادر فى التنقيب إلا أننا فوجئنا بصور مرعبة لأعمال حفائر فى منطقة أثار الهرم الشهيرة .الحفائر فى المنطقة الواقعة إلى الجنوب من تمثال أبوالهول بالقرب من هرم خنتكاوس وعلى ما يبدو أن القائمين على أعمال التنقيب فوجئوا بارتفاع منسوب المياه تحت سطحية فى موقع التنقيب، وبدلًا من صرف هذه المياه وضخها فى نظام الصرف الصحي أو حتى عبر مواسير إلى ترعة المنصورية، قاموا وباللوادر بعمل بحيرة كبيرة وبدأوا فى نقل المياه فيها دون مراعاة لخطورة هذه المياه على سلامة تمثال أبوالهول حيث ستؤدي مياه هذه البحيرة إلى ارتفاع منسوب المياه اسفل تمثال أبوالهول ومعبد الوادي للملك خفرع
كما أن إنشاء بحيرة بهذا الشكل سيدمر معبد الوادي والطريق الصاعد للملك منكاورع، وكشف الأمريكي جورج ريزنر عن هذا المعبد وكشف فيه عن تماثيله الرائعة الموجودة فى المتحف المصري، وبعض منها فى أمريكا، ونظرًا لأن شبسسكاف ابن منكاورع أكمل بناء هذا المعبد بالطوب اللبن، فقد قام ريزنر بإعادة ردم هذا المعبد حفاظًا عليه، وبالطبع ستدمر هذه المياه المعبد
إلى جانب هذا وهو الأخطر أن تلك البحيرة غيرت من الطبيعة الجغرافية والطبوغرافية لمنطقة الهرم وستؤدي الى نمو النباتات والحسائش والبوص والذى ستؤثر بالسلب على منطقة الهرم وعلى سلامة الهضبة المشكلة من الحجر الجيريض
ومن المعروف أنه تم تنفيذ مشروع لتخفيض منسوب مستوي المياه الجوفية أسفل تمثال أبوالهول وهذا المشروع تم تنفيذه بالتعاون مع الجانب الأمريكي ويتكون من طلمبات ضخ عبر مواسير لتصب فى ترعة المنصورية… والسؤال لماذا لم يتم ربط تلك المياه بنظام مواسير المشروع ؟؟ هل مشروع تخفيض منسوب المياه أسفل أبوالهول متوقف؟؟ الزائر لمنطقة للهرم هذه الأيام سيلاحظ نمو نبات البوص أمام معبد الوادي وارتفاع منسوب المياه …انقذوا منطقة الهرم من هذا العبث والتدمير…