. دعونا نهاجر …… ها قد انتهى موسم الحج وبعد أيام قلائل سيهل علينا عام هجرى جديد ونتذكر مع مطلع كل عام هجرة الحبيب صلى الله عليه وسلم وانتقاله من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وللأسف ترسخت فى الاذهان ان الهجرة هى الانتقال من بلد لآخر ولكن الهجرة فى معناها ليست فقط الانتقال ففى الحقيقة إن معناها اكبر من ذلك وأهم بكثير وتتضح من اختيارها للتقويم الاسلامى ، فبعد وصول الحبيب للمدينة المنورة عايش اهل المدينة لأيام ثم بدأ فى وضع دعائم الدولة الإسلامية الوليدة ونجح فى تاسيسها لتتغير الحياة بالكامل وهذا هو المعنى الأهم بل الحقيقى للهجرة ، والفت الانتباه هنا إن الايه الكريمة التى فرض فيها الحج على المسلمين نزلت فى العام السادس وهناك قول بالتاسع للهجرة وحج من بعدها الرسول صلى الله عليه وسلم حجة الوداع فى العام العاشر للهجرة ، ولعلكم تتسألون ما علاقة الهجرة بنا او بمجالنا ، والحقيقة إنى استلهم منها كيفية إصلاح ملف السياحة الدينية خاصة فى مصر هذا الملف الذى اهترء من كثرة التطوير والإصلاح حتى وصل إلى محطة البوابة والتى لم تصدر لها حتى الآن القواعد التنظيمية وبعد أن كانت مصر هى الرائدة فى مجال الحج والعمرة والمثل الذى يحتذى به اضحت تابعة وتتحرك برد الفعل وليس الفعل بل وتخلفنا عن دول كانت فى السابق تتعلم منا ومع بداية كل موسم يعدنا المسؤولين بتطوير القواعد التنظيمية للقضاء على المشاكل والقصور ومظاهر الفساد ولكننا نجد العكس تماما فياتى الموسم الجديد لنجده لا يختلف كثيرا عن سابقية كل ما تغير هو ظهور مشاكل جديدة تنتج من الإلتفاف على القصور المتاح والكامن فى المنظومة واضحت الكفاءة تحدد بمدى التأقلم والتكيف مع النظم وتحقيق الأرباح لا بتحقيق الرسالة ، وبعد كل هذه السنوات اما آن الآوان لنهاجر اما آن الآوان لنغير المنظومة بالكامل ونرسى دعائم الحداثة لتحقق المنظومة مصالح الدولة والمواطن وعامة شركات القطاع ، واستمع من مكانى لاصوات تتعالى بأن البوابة هى الحل ، ياسادة البوابة كمثل من يقدم على تجديد مبنى أساساته وهنت وضعفت بل تاكلت فمصير ما يفعلة قطعا للإنهيار وسنخسر ليس الأموال التى أنفقت فقط بل السنوات التى اضعناها فى وهم اسمه الإصلاح والتطوير ، فهل يستفيق المسؤولين ويهاجروا بتغير المنظومة بالكامل لننقل مصر لمصاف الدول التى سبقتنا ونحل بشكل جذرى كافة ما نعانية من سلبيات ؟ نرجو ذلك ونتمناه .