تخيل معى أن لديك مريض بدأ يتعافى بعد تعرضه لوعكه كبرى كادت أن تقضى عليه .. و بدلاً من أن تعاونه فى إستعادة نشاطه و حيويته.. فإذا بك تضع أكياس الرمل فى قدميه و تطلب منه الجرى بسرعة !!!
هذا هو مايحدث الآن فى القطاع السياحى ..
و أكياس الرمل تلك كثيره و يصعب حصرها .. و لكن أبرزها الضرائب الباهظة و الكهرباء و التأمينات و رسوم متنوعه و من جهات عديده و الوقود …. ألخ .
وأحد هذه الأكياس الرمليه الأخيره تتمثل فى الرسوم التى فرضت مؤخراً على إستخدام الشواطئ و المطالبه بسداد رسوم تترواح بين 50 جنيه و 150 جنيه على المتر المربع فى الشواطئ التابعه للقرى و المنتجعات السياحية و خاصة السياحية منها فى البحر الأحمر و سيناء .. وهذا مجرد مشهد واحد و ملخص لما تتعرض له القرى و المنتجعات السياحية .
أما ما تتعرض له مراكب الفنادق العائمة فى النيل ( الأقصر و اسوان ) , فهو كيس رمل جديد ..
فقد قامت وزارة الرى بزيادة رسوم حماية النيل لتكون 1500 جنيه يومياً على المركب ، هذا بالإضافة إلى زيادة رسوم الرسو بالمرسى النيلى إلى 1500 جنيه أخرى يومياً !!!!
أى أن كل مركب ( فندق عائم ) عليه سداد 3000 جنيه يومياً كرسوم فقط .. هذا علاوة على أسعار الوقود و التشغيل و العماله … ألخ ..
فهل نأمل فى أى نهضة و إنطلاقه بعد فرض هذه الرسوم الباهظة ..
هل تعرفون يا أولى الأمر أن أغلب أصحاب المراكب يفكرون فى بيعها للتخلص من تلك الأعباء , بل أيضاً أدت إلى أن يحاول البعض فى الرسو فى مناطق غير مجهزة و لا آمنه هرباً من تلك الرسوم ..
لاشك يا سادة يا كرام أن أحداً لا يمانع فى زيادة موارد الدولة .. ولكن لا يجب أن ينحصر الفكر الحكومى على طريقة الجباية البالية من خلال فرض ضرائب ورسوم متنوعه و بأثر رجعى ، وهى أمور من شأنها خنق الأستثمار السياحى و إرباك لخطط توسعه المنشود ، و تراجع الإستثمار و إرباك دراسات الجدوى ثم الإضطرار إلى رفع الأسعار بشكل مفاجئ أو التعرض لخسائر فادحه ..
يا ساده يا كرام .. يا أولى الأمر
نحن قطاع تعرض لنكبه كبرى فى يناير 2011 ، أدت تلك النكبة إلى تسريب العمالة المدربة و توقف خطط التطوير وإنهيار لخطط التجديد و التحديث .. بل أدت إلى توقف البعض عن العمل و الإضطرار للإغلاق بسبب الخسائر غير المحتمله .. لذا فنحن فى حاجة إلى معاونة حقيقية وصادقه من كل موسسات الدوله لننهض من جديد و نستعيد مكانة القطاع كقاطره للتنميه …
نرجوكم و نناشدكم .. كفوا عن التفكير بالطرق القديمه و أستحدثوا طرق جديده لزيادة الموارد و أرفعوا من أمامنا المعوقات حتى يستعيد القطاع عافيته .. نحن بالفعل قطاع يستحق أن تحنو عليه .