آثار ومصرياتأخبارمنوعات

فنون منازل الواحات ماجستير بتقدير ممتاز بجامعة عين شمس

في يوم 8 فبراير، 2024 | بتوقيت 3:58 مساءً

نوقشت رسالة الماجستير المقدمة من الباحثة السورية غرام نبيل الشحاده، تحت عنوان “الرسومات الجدارية لمنازل واحتي الداخلة والخارجة خلال العصر الروماني

تكونت لجنة الحكم والمناقشة من الدكتور إبراهيم سعد إبراهيم صالح أستاذ الآثار اليونانية والرومانية بكلية الآداب جامعة طنطا (رئيسًا ومناقشًا)، الدكتور خالد غريب علي أحمد أستاذ ورئيس قسم الآثار اليونانية والرومانية بكلية الآثار جامعة القاهرة (مناقشًا)، الدكتورة نجوى عبد النبي عبد الرحمن إبراهيم أستاذ الآثار اليونانية والرومانية المساعد بكلية الآثار جامعة عين شمس (مشرفًا ورئيسًا)، الدكتورة شيماء عبد المنعم عبد الباري أحمد أستاذ الآثار اليونانية والرومانية المساعد بكلية الآثار جامعة عين شمس (مشرفًا مشاركًا)


وذلك فى تمام الواحدة ظهر الإثنين الموافق 5 فبراير الجارى بقاعة المؤتمرات بكلية الآداب جامعة عين شمس، وبعد مناقشة الباحثة لمدة 3 ساعات أوصت اللجنة بمنح الباحثة درجة الماجستير فى الآداب بتقدير ممتاز

وأوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية أن الرسالة تتناول نوع من الفنون كَشفت عنه التنقيبات الأثرية وهو التصوير الجداري الذي زيَّن جدران المنازل الرومانية في واحتي الداخلة والخارجة في مصر، حيث سعت الدراسة للاهتمام بهذا الفن سريع الاندثار للتأكيد على وجود مدن مشابهة لمدينة بومبي إلا أن الظروف السيئة عملت على اندثارها
أهداف الدراسة

كما هدفت الدراسة للتوثيق المنظَّم والدقيق لهذه الرسوم وشرح تفاصيلها ومصادر ألوانها ورمزياتها، فاحتوت الدراسة على تمهيد يتضمن تقنيات التصوير الجداري، وذكر لأساليب بومبي لنتمكن من تصنيف التصاوير تبعًا لها، وفي الفصل الأول ذُكِر سرد لتاريخ الواحات والتركيز على واحتي الداخلة والخارجة وجغرافيتهما، كما احتوت على تفصيل عمارة المنازل الرومانية في مدينة الأمهِدة وقرية اسمنت الخراب ودوش ومنازل في مناطق رومانية أخرى

كما رصدت الدراسة بالشرح التصاوير الجدارية في الأمهدة واسمنت الخراب ودوش بالتفصيل الدقيق، ومقارنة لهذه التصاوير مع تصاوير من مناطق أخرى أو من فنون أخرى كالفسيفساء والنحت وغيرهما، وتحديد التقنية التي اتبعها الفنانون لتصاوير جدران المنازل المدروسة،

كما تم التركيز على الألوان المستخدمة في التصاوير المتناولة من ناحية مصدرها ورمزية هذه الألوان وانتشارها، ثُمَّ تمَّ تصنيف هذه التصاوير حسب أساليب بومبي الأربعة تبعًا لطريقة التنفيذ والموضوعات والألوان المستخدمة

وأضاف الدكتور ريحان أن الرسالة تسلط الضوء على منازل واحتي الداخلة والخارجة لاحتوائها على فن جميل وهام وقليل الوجود والصمود بسبب صعوبة الحفاظ عليه بالطريقة المثلى، حيث يعد الفريسك من الفنون المميزة التي تكشف عن الكثير من طبائع المجتمع وخاصة عندما يُعثر عليه في البيوت فهو يشير إلى نظام الحياة السائد في تلك الفترة، واهتمامات المجتمع حتى تمَّ التصوير على جدران منازلهم ومعرفة ما هو الشيء الذي كان يتم التركيز على اتقانه من خلال الرسوم السائدة سواءً -هندسية أو نباتية أو آدمية وغيرها-، كما كشفت عن الدور الذي لعبته المنازل، ودور واحتي الخارجة والداخلة في الفترة الرومانية.

نتائج الدراسة

وينوه الدكتور ريحان إلى أن الباحثة غرام نبيل الشحاده توصلت إلى نتائج هامة فى دراستها وهى أن التصاوير الجدارية ظهرت في منازل السكان ذو الطبقات الغنية والمرموقة في المنطقة واستخدمت التصاوير الجدارية لعدة أغراض: كالغرض الديني فظهرت الآلهة بمخصصاتها، وانتشرت بشكل أقل بين الطبقات الفقيرة ربما اقتصرت على تلوين للجدران فقط

كما اعتمدت التصاوير الرومانية على التفريق بين لون بشرة الذكور عن الإناث، حيث أُعطي الذكر لون بشرة داكنة وتختلف بشكل واضح عن لون بشرة الأنثى الفاتحة، ويندرج هذا التمييز تحت التأثيرات المصرية، كما تشير الحدود الواضحة للرسم في واحتي الداخلة والخارجة على تدخل أكثر من فنان في التصوير الواحد، أي أن أحدهم يحدد الخطوط الأساسية للتصوير ويرسم ويقوم آخر بإضفاء اللون على هذا التصوير، وتشير غزارة الزخارف إلى غرض منع الحسد وطرد الشر مثل الميدوزا والزخارف الهندسية المختلفة

وأعربت الباحثة السورية غرام نبيل الشحاده عن سعادتها بالدراسة فى مصر أم الدنيا وأم العلوم لتطبيقها فى سوريا في مجال علم الآثار، وقد أنجزت دراستها رغم ما واجهته من صعوبات حيث أن أغلب المنازل الموجودة في الواحات مندثرة وتحت الأنقاض فاقتصرت دراسة بعض الصور من خلال تقارير الحفائر التي قدمتها بعثات التنقيب التي عملت في الموقع بعملية إعادة الرسم، كما أن الكثير من التصاوير الجدارية مهشمة وليست في حالة جيدة في أجزاء كبيرة منها، وهذا أدى أيضًا لصعوبة في دراستها والعمل في بعض الأحيان لتخيل إكمال الصورة المفقودة من خلال تصاوير مشابهة لها، وندرة الكتب التي تتناول رسومات المنازل الرومانية باستثناء منازل بومبي، وخاصة منازل الصحراء الغربية لمصر، واقتصار أغلب المعلومات عنها على تقارير ونتائج الحفائر ومراجع ضئيلة.