نشرت شركة OAG العالمية، المتخصصة في رصد وتحليل حركة السفر عبر المطارات حول العالم، تقريرها لعام 2023م، الذي جاء فيه احتلال مسار القاهرة- جدة للمرتبة الثانية عالميًّا في كثافة حركة المسافرين بنحو 4.8 مليون راكب في عام 2023م، وهو المسار الذي يربط بين كل من مطار القاهرة الدولي، ومطار الملك عبد العزيز بجدة، وبنسبة زيادة قدرها 38% على عام 2022.
بينما جاء في المركز الأول عالميًّا كأعلى مسارات الطيران ازدحامًا حول العالم في عام 2023 مسار كوالالمبور- سنغافورة بسعة مقعدية 4.9 مليون راكب وبزيادة قدرها 50% على عام 2022.
ويشير ذات التقرير الذي نشرته شركة OAG إلى أن مسار دبي- الرياض، الذي يربط بين كل من مطار دبي الدولي ومطار الملك خالد الدولي بالرياض، جاء في المركز السادس عالميًّا من حيث المسارات الأكثر ازدحامًا بسعة مقعدية قدرها 4.0 ملايين راكب، وبزيادة قدرها 20% على عام 2022. بينما جاء مسار نيويورك- لندن، بين مطارَي جون إف كينيدي، وهيثرو في المرتبة الثامنة عالميًّا بسعة قدرها 3.9 مليون راكب.
واللافت للنظر -من واقع بيانات التقرير- أن مطار شانجي بسنغافورة جاء طرفًا في ثلاث مرات من بين أعلى عشرة مسارات ازدحامًا في العالم، وهو ما يدلل على أن مطار شانجي بسنغافورة استطاع أن يصبح مطارًا محوريًّا من خلال تنوع المسارات والوجهات الحيوية التي يخدمها المطار.
حيث جاء طرفًا في المركز السابع لمسار جاكرتا- سنغافورة، وفي المركز التاسع لمسار بانكوك- سنغافورة. بالإضافة لمسار كوالالمبور- سنغافورة المشار إليه سابقًا الذي جاء في المركز الأول عالميًّا، وهو المسار الذي يستغرق زمنه ساعة واحدة بالطائرة.
ومن واقع بيانات التقرير أيضًا أن المسارات الجوية العشرة الأكثر ازدحامًا في عام 2023 سيطرت عليها منطقتا آسيا والشرق الأوسط، وكدليل على الانتعاشة الكبيرة بحركة السفر والسياحة التي تعيشها تلك المنطقة بعد فترة الإغلاق بسبب جائحة كورونا.
وبالعودة لقراءة دلالات ما وراء احتلال خط القاهرة- جدة للمرتبة الثانية عالميًّا للسعة المقعدية الأكثر ازدحامًا، فإن الأمر يتطلب التأمل في دلالة هذا التصنيف، والذي يمكن أن نعتبره بمثابة فرصة مواتية لاستغلاله في تنفيذ العديد من الأفكار التسويقية انطلاقًا من الطبيعة الديموغرافية للمسافرين عبر مسار القاهرة- جدة سواء كانوا مثلاً حجاجًا أو معتمرين من المصريين، أو ركاب الترانزيت، أو من العاملين المصريين بالمملكة العربية السعودية، أو السائحين السعوديين الوافدين للقاهرة، أو السائحين الأجانب المتوجهين إلى جدة عبر مطار القاهرة كنتيجة للطفرة السياحية التي تشهدها مختلف مدن المملكة العربية السعودية، ومنها جدة.
ومن واقع الأرقام لحجم حركة السفر بين القاهرة وجدة -كما جاء بالتقرير- يتبين لنا عمق الروابط بين مصر والمملكة العربية السعودية، وأن خط القاهرة- جدة هو من أهم خطوط السفر عالميًّا، وأنه من الضروري تكاتف جهود البلدين سياحيًّا، وتطوير برامج سياحية مشتركة، وتسويقها للأسواق العالمية لتعظيم العائد، وللاستفادة من البنية التحتية السياحية للبلدين.