أخبار عاجلةالمنطقة الحرةسلايدر

الكاتب الصحفى” على القماش” يكتب لـ” المحروسة نيوز : فيصل الزيادى رمزا للشجاعة والنزاهة والخبرة الوطنية ..سيظل باقيا

في يوم 5 فبراير، 2024 | بتوقيت 7:23 صباحًا

بينما كنت أعد مادة كتابى ” الكتاب الأسود للفساد فى قطاع الأعمال وبيعه للصهاينة ” روى لى أحد المصادر واقعة عجيبة ..

إذ كانت تعليمات عاطف عبيد “رئيس الوزراء وقتذاك” إقالة وإقصاء أى رئيس شركة يعارض البيع والخصخصة حتى لو كان البيع بثمن أقل ما يساوي بفارق يمثل هوة ساحقه .

وكانت الشركات التابعة اللشركة القابضة ” للسياحة والإسكان والسينما ” مثالا للعجب ، بجمع عشرات الشركات فى تخصصات غير مترابطة تحت رئاسة غير متخصص ، كل ما يهمه سرعة البيع .

وحدث أنه فى إحدى الاجتماعات التى حضرها هذا اللواء رئيس الشركة أن تحدث بجهل وعنجهيه ، فأعترضه موظف كبير بالشركة وهو أمر غير معتاد ، إذ أن رئيس الشركة كان يتعامل مع قراراته بصفتها فرمانات سلطانية واجبة التنفيذ ، ومعظم الحضور يتودد اليه طمعا فى رضاه وما يمكن أن يمنحه من مكافأت وايضا اتقاء لغضبه .. فكيف يعارضه أو حتى يناقشه أحد مرؤسيه .

إيذاء هذا الاحتجاج لموظف ، ثار رئيس الشركة القابضة والذى يتبعه عشرات الشركات تقدر قيمتها بمئات المليارات..

فجاءت المفاجأة برد عنيف من الموظف والذى تجمعت فيه الشهامة من أصوله الصعيدية ، مع رفضه البات للفساد.. ورد على عنجهية رئيس الشركة أو الشركات بالقول ” مادام حدث تطاول فلتتساوى الرؤوس ” ورد بعنف أكبر زلزل قاعة الاجتماعات ووضع رئيس الشركة فى حجمه المستحق.

كانت هذه الواقعة حديث الجميع وضرب بها المثل على شجاعة التصدى للفساد والعنهجية والقرارات الفوقية غير المدروسه حتى لو كان صاحبها يمثل رئيس الوزراء.

سألت عن هذا الموظف الشجاع وعلمت انه الأستاذ فيصل الزيادى وأنه يعمل بشركة ” ايجوث ” المالكة لأكبر فنادق مصر والاراضى السياحية.

الفقيد الراحل فيصل الزيادى
الفقيد الراحل فيصل الزيادى

وكان اللقاء الحميم به وكأننا نعرف بعض من زمن بعيد ، وهو اللقاء الذى تبعه لقاءات عديدة مع مجموعة من المصادر ما بين رؤساء شركات ووكلاء وزارة ومصادر ضمن تقييم عمليات البيع لم يرضوا بما يحدث فوجدوا منفثا فى إيضاح الحقائق .

وأنضم معنا النائب الغيور على القطاع العام بحكم اتجاهه الناصرى وهو النائب محمود زينهم ( كما بحكم عملي وعلاقاتى الصحفية تعاونت مع نواب آخرين فى ذات الموضوع ومنهم البدرى فرغلي وجلال غريب وغيرهما ) .

وتوطدت علاقتى بهذا المسؤول النزيه الأستاذ فيصل الزيادى ليس كمصدرا للمعلومات فحسب ، بل للصداقه الشخصية بما يجمعه من صفات قل أن تجتمع فى انسان واحد.. من الشهامة والنزاهه والحضور وخفة الدم ، فضلا عن صفاته الوظيفية من الفطنة والإدراك والخبرة والغيرة الوطنية والنزاهة وطهارة اليد والشجاعة فى الحق والصدق فى القول والفعل ..

وعليه صرنا أكثر من أصدقاء وتوتطدت الصداقة إلى متلازمة أخوية. ، فكان أقرب من أخ.

وفى هذه الرحلة الحياتية اقتربنا بشكل أكبر .

تولى الأستاذ فيصل الزيادى موقعه المستشار السياحى المصرى  فى دول  الأناضول والبلقان ليجمع تركيا واليونان وعدد من الدول فكان نموذجا فريدا للجذب السياحى بالتفاعل واللقاءات الحيه وليس مجرد الدعاية الصماء ، حتى أحب السياح مصر ليس لمجرد المزارات ، بل حب البلد وكان مثل حبهم لبلادهم وهو خير عمل للقوى الناعمه ، وهو هدف وطنى عظيم.

كما والأستاذ فيصل من خلال نوليه رئاسة قطاعات التدريب والتنمية والبشرية والمعاهد السياحية المملوكة لشركة إيجوث والذى كان بمثابة العميد الفتلى لهذه المعاهد  الخمسة العليا وفوق المتوسط  فأمد دروسه وخبرته لأجيال جديدة .

كما نقل أفكاره للنهوض بالسياحه للمواطن العادى من خلال نشر أفكاره فى الصحف المختلفة فكان صديقا محبوبا لعشرات الصحفيين ..

وظل على عهده خبيرا وطنيا ورمزا للنزاهة وطهارة اليد
ومنذ فتره استضافه التليفزيون للحديث عن مواجهة الفساد ، فصال وجال بشجاعة فائقه من خلال الرأى الحر المدعم بالمستندات دفاعا عن ممتلكات البلد فى مواجهة المفسدين.

وظل على العهد فى كل صفاته الحميدة إلى أن أصابه مرض مفاجئ ..

انتظرت انتصاره عليه كما أنتصر فى كل معاركه ، ولكن قدر الله محتوما .

علمت بالخبر المفجع فتيبست الكلمات حتى اننى لم أصدقه وكأنني أنتظر اتصاله كالمعتاد .

ولكنه سبقنا للقاء وجه الله الكريم..

نسأل الله أن يسكنه فسيح جناته، ويصبر اهله والأبناء الاعزاء كريم واروى ويبارك فيهم امتدادا للأصل الطيب.. ويصبر كل محبيه .. وما اكثرهم.

وسيظل فيصل الزيادى حيا بيننا بأفكاره ونزاهته وصدى ضحكته وقلبه الطيب.

كاتب المقال

على القماش

الكاتب الصحفى

عضو الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين

رئيس لجنة الأداء النقابى بنقابة الصحفيين

مدير تحرير جريدة الشعب سابقا

مستشار التحرير لجريدة البديل 

مقالات ذات صلة