تتفنن الجهات صاحبة السياده في قرارات تنظيم العمره في إستنزاف جيوب المعتمرين تحت مظلة وشعار خدمة المعتمر شرف لنا الا من رحم ربي منهم.
وهي تسعي وتجتهد وتتفنن في كيفية الحصول علي آمواله والمعتمر الذي لا حول ولا قوة له يدفع تحت بند المضطر محتسبا عند الله الثواب من عبادته .
فتجد المملكه العربيه السعوديه تريد ان تزيد مدخولاتها غير النفطيه سواء من العمرة والحج آو غير ذلك . فلقد فرضت رسوم تكرار وتعدد مرات العمره الفان ريال ما يقترب من عشرة الاف جنيه للمرة المتعدده . وذلك منذ عدة سنوات. وفرضت ايضا بصمه حيويه لليد والعين ليس لها من دون الواقع غير تحصيل رسوم ايضا .
وعند مناقشة آعلي سلطات المملكه في حديث تليفزيوني كان الرد انك تستهلك المرافق والخدمات وتنشر الزحام ولم تتركه لغيرك فيجب عليك ان تدفع لهذا التكرار .
وهذا عكس ما تبحث عنه السعوديه في سياستها انها تريد ان تصل بعدد زوارها المعتمرين من ستة ملايين الي عشرون مليون بخطة 2030 وايضا الحجاج.
ولها ما تريد وتفرضه سياسيا طالما داخل اراضيها وهي صاحبة القرار مما يجعل هناك من الاصوات التي تريد تدويل الحج والعمره علي مستوي العالم الاسلامي وهذا الرآي مرفوض شكلا وموضوعا لانه سياسي اكثر منه ديني والجميع يشهد بالتطوير العقاري وتوسعة الحرمين منذ عهد الملك فهد مرورا بالملك عبدالله حتي وصل الي الملك سلمان .
ومن اللافت ايضا ولاول مره يجتمع المستثمرون السعوديون العام المنصرف عن طريق غرفتهم التجاريه لبحث سبل علاج قلة عدد المعتمرين من العالم وتآثيره علي استثماراتهم الفندقيه ومحاوله منهم للضغط علي اصحاب القرار بتقليل رسوم التكرار ليدفع معهم عدد المعتمرين ويزداد ويكون الاشغال كثيف فندقيا لتغطية الاسثمارات.
رغم ان اغلي ارض في الدنيا هي في جوار الحرمين وآغلي سعر غرف فندقيه او حتي غير فندقيه تجدها في مكه والمدينه وخصوصا وقت الموسم المضغوط رمضان والحج .
ولما كان الجميع يريد الاستفاده من هذا الامر كان لمصر السبق الكبير ايضا علي آرضها ففرضت رسوما لتكرار للعمره الفان ريال ايضا ما يقرب من عشرة الاف جنيه بحجة الحد من نزيف خروج العملات وتنظيم وسائل السفر حتي ابطلت المحكمه المصريه هذا القرار في نهاية الموسم الماضي.
ولكن.
الجميع يسعي ان يستفيد علي حساب طالب العباده الروحيه
فصنعت السعوديه منصه الكترونيه ( مسار الكتروني) لمن يريد العمره او الحج وفرضت من خلالها عبر الدفع المسبوق قبل الحصول علي الخدمه لتحصل السعوديه علي ضريبة قيمه مضافه وضريبة خدمة بلديه وغيرها وفرضت اسعارا للنقل الداخلي في المنصه ضعف الواقع من شركات النقل وحصرت المدخولات للفنادق وغيرها لتحصل علي ضريبه مقدما من الجميع وتستطيع حصر المبالغ التي تحصل من خلالها علي ذكاة الدخل وتراقب ايضا اي شبهه في غسيل الاموال او دعم الارهاب او مبالغ الاستثمار في مكه والمدينه وهذا حقها في سياستها الداخليه .
وفرضت السعوديه رسوم تسجيل لكل وكيل خارجي( شركة سياحه ) الفان ريال ما يقارب العشرة الاف جنيه ايضا حسب سعر الصرف المتغير وذلك قبل ان تقول بسم الله نبدآ العمل.
فهل ستقف الدول الاخري تشاهد فقط .
لا والف لا.
فلطالما الجميع سيجني من جيوب طالبي العباده. فقامت مصر ايضا لتواكب التطور بإنشاء بوابه للعمره ايضا بموافقة رئيس الوزراء ولا يمكن لمعتمر ان يذهب للعمره بعد ذلك الا من خلالها تحكما في العدد الذي تقرره الدوله وتوقيتاته وكثافة شركات الطيران والنقل البري والبحري وخلافه وسيكون هناك باركود مربوط بكل الاجهزه مرورا بالامن العام والسياحه والمطارات والمواني والجوازات وهذا شيي عصري جميل يواكب تطور العالم من خلال المنصات الالكترونيه وستكون جاهزه للعمل هذه المنصه في نوفمبر بإذن الله كما تم التصريح بذلك .
ولكن هل ستكون مجانيه وتكلفتها الانشائيه ستتعدي السبعون مليون جنيه كما تم التصريح بذلك .
لا وكيف ذلك . سيكون رسوم تسجيل الشركات المصريه المصرح لها بالعمره عشرة الاف جنيه للشركه الواحده هذا بسم الله عندنا ايضا لبداية العمل.
وسيكون رسوم كل معتمر كما يشاع بدلا من 260 جنيه العام الماضي للفرد سيكون 800جنيه الي 1000 جنيه عن كل معتمر في عدد مقرر ان يكون هذا العام 600 الف معتمر اي ما يقرب من نصف مليار جنيه تدخل في صندوق الحج والعمره وغرفة الشركات للصرف منه علي اوجه يتحدث عنها الكثير . منها تنشيط السياحه الخارجيه والمعارض والدعايه لها او البدلات او التبرعات او تحيا مصر. المهم انه في النهايه علي حساب صاحب قرار السفر للعمره ان يدفع ذلك وهو المعتمر تضاف علي سعر رحلته .
هل هذا وفقط. لا والله. فكل شركه تريد العمل في العمره عليها ان تدفع خطاب ضمان للوكيل السعودي مائتان الف ريال وذلك موجود منذ عدة سنوات اي ما يقارب المليون جنيه للشركه الواحده وذلك لعدد يزيد عن 1700 شركه قامت بتوثيق عقود عمره العام الماضي من اصل 2500 شركه مصريه تقريبا وهو يعتبر تجميد ما يتعدي المليار ونصف المليار جنيه في البنوك من اجل تإمين وضمان للوكيل السعودي من عدم تآخير مستحقاته او هروب المعتمرين بعد انقضاء فترة برنامج عمرته ليضمنوا خروجهم من المملكه ولا يكون تكدس هاربين. والسعوديه تحاسب الشركه المصريه ماليا بغير منطق وليس ببلدها اذا اتت بمعتمر يتخلف عن رحلته ولكن هذا هو الوضع لكل العالم وليس مصر فقط .
كل هذا من اجل آداء شعيرة العمره وعلي حساب برنامج المعتمر. وهذا خطاب الضمان لانه الي بنك مراسل خارجي يتكلف رسوما في البنوك المصريه علي الشركات السياحيه ايضا يصل الي اربعون الف جنيه مكونه من مبالغ بالريال وبالجنيه ومصاريف سويفت في البنوك المحترمه الموثوق بها وبمراسلها فهل تتعجبوا من ذلك؟!!.
اذن جرب ان تسافر الي بلد اخر حتي ولو كانت بلاد غير المسلمين ..هل سيطلبوا منك ضمان بنكي لا او رسوم صندوق او رسوم تكرار لا والله لا . او تذكرة طيران مبالغ في قيمتها لا . حتي ان البعض منها يتعدي الخمسه وثلاثون الف جنيه في موسم الحج اضعاف اضعاف تذكرة امريكا او الصين رغم ان عدد ساعات الطيران لا تقارن بالبلاد البعيده ساعتان فقط .
إدفع ايها المعتمر الطيب المبارك . الجميع يبحث عن وسيله لاستنزاف اموالك طالما انت مشتاق لبيت الله الحرام وزيارة سيدنا رسول الله وكله في ميزان حسناتك.
فهل هذا من التنظيم آم من العدل
العمره كما هي طواف وسعي منذ الف واربعمائة عام. سواء الطواف والمسعي بالرخام آو بالحصي مكيف وعدد طوابق متعدده او ارضي فهل تغير في الدين شيئ . لا.
ورغم ان الكعبه ضربت من قبل بالمنجنيق. وتم احتلال الحرم واستشهد فيه الكثير لتحريره . وتم سرقة الحجر الاسود من القرامطه اكثر من عشرون عاما .
ولكن للبيت رب يحميه .
ورغم ذلك كان الماضي اسهل للجميع من حيث فرض رسوم للدخول
ولكن الان كل جهه لها علاقه بالمعتمر تريد ان تستنزف جيب المعتمر بآي صيغه عصريه تكنولوجيه .
والشركات السياحيه المصرح لها بتنظيم العمره هي التي تواجه المعتمر وتقنعه بالاسعار والارقام وتبحث عن وسيله لإرضاء العملاء وتجلب المتحصلات لمصادرها قبل ان يسافر.
رغم ان العام الماضي كانت حصة كل شركه مرخص ومسموح لها بالعمره كان 300 معتمر تقريبا فقط في العام كله. لينتج عن ذلك حصة كانت مقرره من الدوله نصف مليون معتمر مقسم علي عدد يقترب من 1700 شركه سياحه .
حتي جاءت الكارثه في التاشيره الالكترونيه بنهاية الموسم وخرح بها ما يتعدي الخمسون او الستون الف تقريبا والله اعلم العدد. ضاربين بذلك قرارات الدوله وهروبا من رسوم التكرار وهروبا ايضا من رسوم الوزاره والغرفه وتضيع الملايين علي صناديق التحصيل والضرائب وكل جهه لها صلة بالامر. وسيتم معاقبة الشركات التي قامت بذلك مخالفة للضوابط كما يشاع الي حد قد يصل الي الغاء الترخيص لهم . والله اعلم.
فمن الذي يبحث في وسط كل هذا عن ايجاد وسيله من وسائل التيسر علي عباد الله في ان يكون لهم حظ ونصيب في السجود امام الكعبه بلا مشقه ماليه .
فهل هذا يدخل تحت بند التنظيم للاعداد والسفر . آم الجبايه آم الاحتكار. آم استغلال حاجة المسلم الي الذهاب للعمره وخصوصا بعد زيادة سعر الحج بعد مرحلة التعويم للجنيه.
ثم يآتي فنكوش القرعه للحج التي تتم كل عام بلا نسب عقلانيه لمن يتقدم لها.
حتي ان وصل سعر تآشيرة الحج التي يطلق عليها مباشر بدون قرعه الي سبعون الف جنيه بخلاف البرنامج الذي ستشترك فيه للحج
فلمن تذهب هذه الاموال . تذهب الي ايادي في الوسط مبهمه عن طريق موافقات سياديه او آميريه او مجاملات. وآمام حاجة الناس لاداء الركن الخامس وعدم ضمان العمر فيه بقيه انتظار للقرعه اعوام واعوام فيضحي طالب الحج بالغالي والنفيس ارضاءا لنفسه في انه يرضي ربه في سعيه لاداء المناسك.
فهل سنجد يوما ما من يحنوا علي المعتمر والحاج كما الماضي القريب بآن نبارك لهم انه قد تم الغاء اي رسوم في مصر والسعوديه علي العباده . وان سعر تذكرة الطيران سعرا يناسب عدد ساعات الطيران . وآن جميع الاجهزه التي لها علاقه بالامر تقول خدمة الحاج والمعتمر شرف لنا بالمجان دون رسوم.
وآن تلغي قرعة الحج نهائيا من ثقافتنا ويحج كل من نوي الحج واستطاع له.
ف للبيت رب يحميه . فإحذروا.
لآن بعدها كانت الطير الإبابيل التي رمت المعتدي بحجارة من سجيل . فإحذروا ..
اللهم ارزق كل مشتاق لبيتك حج وعمره بلا رسوم مفروضه آو عوائق موضوعه.
كاتب المقال
الخبير السياحى رضا زيدان
الملقب بحكيم السياحيين
رئيس مجلس الإدارة لمجموعة وعد السياحية بالغربية والقاهرة