أخبارمنوعات

المركزى يصدر تعليقه الأسبوعى على المجريات والأحداث المصرفية والإقتصادية العالمية

في يوم 31 يناير، 2024 | بتوقيت 2:28 مساءً

تباينت عوائد سندات الخزانة الأمريكية، حيث تفاعل المتداولون مع صدور بيانات اقتصادية متباينة. وحققت الأسهم العالمية مكاسب كبيرة، لتصل إلى مستوى قياسي وسط نمو بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي إلى جانب إعلان الشركات عن أرباحها الفصلية. وعلى صعيد العملات، ارتفع مؤشر الدولار للأسبوع الثاني على التوالي على خلفية صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي التي جاءت أقوى من المتوقع. كما صعدت أسعار النفط بنسبة 6.35% لتستقر عند 83.55 دولارًا للبرميل، مسجلة مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي وسط تزايد المخاوف بشأن إمدادات النفط مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.

تحركات الأسواق

سوق السندات:

جاءت تحركات عوائد سندات الخزانة الأمريكية متفاوتة، حيث تفاعل المستثمرون مع عدد من البيانات الاقتصادية الصادرة على مدار هذا الأسبوع. وعلى الرغم من أن معظم هذه البيانات جاءت قوية – بما في ذلك بيانات الإنفاق الشخصي والتي جاءت أعلى مما كان متوقعًا – إلا أنها فشلت في إحداث تغيير ملموس في تسعير الأسواق لخفض سعر الفائدة قريبًا، ودفعت سندات الخزانة قصيرة ومتوسطة الآجل إلى تحقيق مكاسب. وعلى صعيد آخر، تكبدت سندات الخزانة طويلة الأجل خسائر، حيث تفوقت البيانات الصادرة خلال هذا الأسبوع على التوقعات، مثل بيانات مؤشرات مديري المشتريات، وعززت التفاؤل حيال حدوث سيناريو الهبوط السلس.

عملات الأسواق المتقدمة:

كانت التغيرات بعملات الأسواق المتقدمة ضعيفة نسبيًا خلال هذا الأسبوع مقارنًة بالأسابيع الماضية. فعلى صعيد مؤشر الدولار، ارتفعت العملة بنسبة 0.14%، حيث أشارت البيانات الصادرة ومنها بيانات الناتج المحلي الإجمالي والإنفاق الشخصي، ومؤشرات مديري المشتريات، إلى أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال قوياً، كما قادت البيانات الصادرة إلى تراجع طفيف بتسعير المتداولين لخفض الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة خلال هذا العام. ومن ناحية أخرى، هبط اليورو بنسبة 0.41% ليستقر عند أدنى مستوى له منذ أكثر من شهر، وذلك بعدما أبقى البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة دون تغيير، حيث صرحت رئيسة البنك المركزي، كريستين لاجارد، بأن التضخم قد بدأ في التباطؤ، مشيرًة إلى أن الأعضاء سيراقبون عن كثب معدلات التضخم لتحديد توقيت البدء في خفض أسعار الفائدة. علاوة على ذلك، تراجعت البيانات الاقتصادية في أوروبا بصورة مخيبة للآمال، مما يشير إلى احتمالية عدم تعافي الاقتصاد بالمعدل الذي توقعته الأسواق. وفي المملكة المتحدة، استقر الجنيه الإسترليني خلال تداولات هذا الأسبوع، حيث فاق تأثير تقييم الأسواق للبيانات الاقتصادية الايجابية على ارتفاع الدولار، فضلًا عن ترقب المتداولين لقرار بنك إنجلترا خلال اجتماع لجنة السياسة النقدية الأسبوع المقبل. وختامًا، تراجع الين الياباني بنسبة 0.02% فقط، حيث بدأت العملة في تحقيق مكاسب هذا الأسبوع بعدما صرح محافظ البنك المركزي الياباني، أويدا، بأن البنك على استعداد للتخلي عن سياسة الفائدة السلبية إذا اقترب التضخم من المعدل المُستهدف.

 عملات الأسواق الناشئة

على الرغم من تراجع غالبية عملات الأسواق الناشئة خلال هذا الأسبوع على خلفية قوة الدولار، إلا أن مؤشر مورجان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة MSCI EM أغلق تداولات الأسبوع مرتفعًا بنسبة 0.25% نتيجة التدفقات الكبيرة الوافدة لأصول الأسواق الناشئة.

تراجعت معظم عملات الأسواق الناشئة التي يتتبعها مؤشر بلومبرج خلال تعاملات هذا الأسبوع.

كان الروبل الروسي (-2.13%) أسوأ العملات أداءً، حيث تكبد خسائر خلال جميع جلسات تداول هذا الأسبوع. وتراجع الروبل تدريجيًا بعدما وصل إلى أقوى مستوى له خلال ستة أشهر في 15 يناير 2024 على خلفية عمليات جني الأرباح. وجاء الفورنت المجري (-1.79%) في المرتبة الثانية، ليستكمل بذلك سلسلة الخسائر التي استمرت لثلاثة أسابيع. وهبط الفورنت بعد أن اقترحت وزارة المالية استبدال معدل الفائدة الرئيسي الذى تستخدمه البنوك لتسعير القروض ليتم احتسابه طبقًا لعوائد أذون الخزانة الأمريكية ذات الآجال المماثلة، مما سيؤدي إلى خفض تكاليف الاقتراض بشكل ملحوظ، وهو ما أجج المخاوف بشأن احتمالية خفض البنك المركزي لأسعار الفائدة بشكل أكثر من المتوقع. ومن ناحية أخرى، كان الراند الجنوب أفريقي (+1.29%) العملة الأفضل أداءً هذا الأسبوع، حيث حققت مكاسب خلال أربع جلسات تداول على التوالي. وجاءت بيانات التضخم في البلاد أقل من المتوقع خلال هذا الأسبوع، لكن ذكر المسؤولون بالبنك المركزي أن المستويات الحالية ليست كافية لمناقشة خفض أسعار الفائدة في الوقت الحالي. ومن الجدير بالذكر أن صناع السياسة النقدية أبقوا على أسعار الفائدة دون تغيير عند 8.25% كما هو متوقع. وكان الدولار التايواني (+0.44%) ثاني أفضل العملات أداءً، حيث حققت العملة مكاسب نتيجة صدور محضر اجتماع البنك المركزي لشهر ديسمبر، والذي سلط الضوء على ميل البنك نسبياً نحو تشديد السياسة النقدية، علاوة على إشارة صانعى السياسات إلى عزمهم على اتخاذ المزيد من الإجراءات لكبح جماح التضخم إذا استمر ارتفاع الأسعار هذا العام، خاصة أسعار الإيجار والسلع الاساسية والترفيهية.

أسواق الأسهم

أنهت مؤشرات الأسهم الأمريكية تداولات الأسبوع على ارتفاع، حيث تعززت معنويات المخاطرة على خلفية بيانات الناتج المحلي الإجمالي القوية إلى جانب إعلان الشركات عن أرباح فصلية إيجابية، مما دفع مؤشرات الأسهم إلى تحقيق مستوى قياسي جديد. وأنهى مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 تداولات الأسبوع على ارتفاع بنسبة 1.06%، مسجلًا أعلى مستوى له على الإطلاق مع صدور التقارير الفصلية لأرباح الشركات ومنها Verizon وUnited Airlines وAerospace / Defense وRTX وNetflix وBlackstone. وفيما يتعلق بقطاع التكنولوجيا، صعد كل من مؤشر ناسداك المركب Nasdaq Composite ومؤشر +FANG للشركات التكنولوجية الكبرى بنسبة 0.94% و2.42% على التوالي. ومن ناحية أخرى، حقق كل من مؤشر Russell 2000 للشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة ومؤشر داو جونز الصناعي Dow Jones مكاسب بنحو 1.75% و0.65% بالترتيب، حيث حقق مؤشر داو جونز الصناعي مكاسب للأسبوع الثاني عشر خلال الأسابيع الـ 13 الماضية. أما عن تقلبات الأسواق، تراجع مؤشر VIX لقياس تقلبات الأسواق بمقدار 0.04 نقطة ليصل إلى 13.26 نقطة، أي أقل من متوسطه البالغ 16.80 نقطة لعام 2023.

سجلت المؤشرات الأوروبية هذا الأسبوع مكاسب، بارتفاع مؤشر STOXX 600 بنسبة 3.11%، وذلك للأسبوع الثاني في الأسابيع الثلاثة الماضية. وعلى مستوى القطاعات المدرجة بالمؤشر، سجل 19 قطاعًا من أصل 20 مكاسب بقيادة قطاعات المنتجات والخدمات الاستهلاكية (+8.82%) والمنتجات الاستهلاكية والتكنولوجيا (8.00%) للمكاسب. كما صعدت مؤشرات الأسهم الأخرى في المنطقة، بما في ذلك مؤشر FTSE MIB الإيطالي (+0.32%)، ومؤشر DAX الألماني (+2.45%)، ومؤشر FTSE 250 البريطاني (+2.47%)، ومؤشر CAC 40 الفرنسي (+3.56%).

أسهم الأسواق الناشئة

حققت أسهم الأسواق الناشئة مكاسب مع صعود مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئةMSCI EM بنسبة 1.46%، مسجلًا أول مكاسبه الأسبوعية في عام 2024. وأعلن بنك أوف أمريكا عن تلقي أسهم الأسواق الناشئة تدفقات كبيرة مع تزايد التفاؤل بشأن التعافي الاقتصادي للصين. علاوة على ذلك، بلغت التدفقات لأسهم الأسواق المتقدمة 12.1 مليار دولار خلال هذا الأسبوع، لتصل إلى مستوى قياسي جديد. وتلقت الصين 11.9 مليار دولار من التدفقات الأجنبية، وهو ثاني أعلى مستوى لها على الإطلاق. وانتعشت معنويات المخاطرة من جديد نتيجة إعلان الحكومة عن إجراءات تحفيزية جديدة في الصين، والتي تشمل خفض متطلبات نسبة الاحتياطي الإلزامي للبنوك التجارية وإعادة توجيه الأموال من أسواق الأسهم الصينية الخارجية إلى مؤشرات الأسهم المحلية في بداية الأسبوع. وصعد مؤشري شنغهاي المركب الصينيShanghai Composite وشنغهاي شنتشن CSI 300 بنسبة 2.75% و1.96% بالترتيب، ليوقفا بذلك سلسلة خسائرهما التي استمرت ثلاثة أسابيع. وتجدر الإشارة إلى أن مؤشري شنغهاي المركب سجل أفضل أداء أسبوعي له منذ يوليو 2023. كما ساهم قطاع العقارات بشكل رئيسي في تحقيق المكاسب، حيث ستسمح الحكومة الصينية للمطورين باستخدام القروض المصرفية لسداد ديونهم المستحقة، وذلك في خطوة أخرى لتجنب المزيد من التخلف عن السداد. وفي هونج كونج، ارتفع مؤشر هانج سنجHang Seng ومؤشر هانج سنج لقطاع التكنولوجياHang Seng Tech بنسبة 4.20% و1.81% على التوالي، ليوقفا سلسلة خسائر استمرت لمدة ثلاثة أسابيع. علاوة على ذلك، صعد مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة بأمريكا اللاتينية MSCI LATAM بنحو 1.52%، مسجلًا أفضل أداء أسبوعي له في شهر.

الذهب:

استمر تراجع أسعار الذهب، حيث انخفضت بنسبة 0.54% لتستقر عند 2,018.52 دولار للأونصة مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة لأجل 10 أعوام، وصعود الدولار. وتكبد الذهب أكبر الخسائر خلال تداولات يومي الأربعاء والجمعة، حيث ارتفع مؤشر مديري المشتريات، وكذلك بيانات الإنفاق الشخصي بشكل مفاجئ، مما أدى إلى تراجع تسعير المتداولين لخفض سعر الفائدة قريبًا.

النفط:

ارتفعت أسعار النفط بشكل حاد بنسبة 6.35%، لتستقر عند 83.55 دولارًا للبرميل، مسجلة أكبر مكاسبها بقياس أسبوعي منذ شهر أكتوبر الماضي لتستقر عند أعلى مستوى وصلت إليه الأسعار منذ نوفمبر 2023. وجاءت غالبية المكاسب خلال جلستي الخميس والجمعة، بعد هجوم الحوثيين على عدة ناقلات وقود في البحر الأحمر، بما في ذلك ناقلة وقود تديرها شركة ترافيجورا الروسية وكذلك ناقلة نفط بريطانية، مما دفع الولايات المتحدة وحلفاءها إلى زيادة هجماتهم على اليمن. علاوة على ذلك، دفعت الهجمات على السفن في البحر الأحمر المسؤولين الصينيين إلى طلب المساعدة من نظرائهم الإيرانيين لمواجهة الهجمات التي يشنها الحوثيون على السفن في البحر الأحمر، بينما حذروا من تضرر العلاقات التجارية مع بكين. وبدأت أسعار النفط تعاملات الأسبوع على ارتفاع بعد أن أفصحت مصادر عن هجوم طائرة أوكرانية بدون طيار لمصنع في أحد الموانئ الرئيسية في روسيا والذي كان يستخدم في الغالب لإمداد الجيش الروسي بالنفط. ومن ناحية أخرى، أخبر عدد من المندوبين في منظمة أوبك + وكالة بلومبرج إن التحالف لا يخطط لإجراء أي تعديلات على سياسة إنتاج النفط الحالية خلال اجتماعه المزمع عقده الأسبوع المقبل، مما حد من مخاوف الأسواق بشأن إقرار المزيد من الخفض للإنتاج.