من أهم التحديات التي تواجه العالم الأن الحصول علي إمدادات كافية من الغذاء لمواجهة الإحتياجات المتزايدة للنمو السكاني – وطبقا لتقديرات الأمم المتحدة في السنوات الأخيرة فإن 18% من سكان الدول النامية يعانون من الجوع والفقر ونقص الغذاء و الكثير من دول العالم النامي ( الثالث ) لاتستطيع أن تتحمل زيادة في فاقد الغذاء لأنها تعاني من إرتفاع درجات الحرارة والرطوبة وهما عاملان أساسيان في سرعة تلف وفساد الأغذية – لذا إتجه الإنسان لحل مشكلة الغذاء بتطبيق ما لديه من معارف وتقنيات حديثة في مجال حفظ الأغذية و المحافظة علي سلامتها .
الأسباب :
ومن الطرق و التقنيات الحديثة التي قد تسهم في الحد من مشكلة فقدان الغذاء ما يعرف “بتشعيع الأغذية” وهي طريقة لحفظ الأغذية بإستخدام الأشعة المؤينة لفترة محدودة و بمقدار معين علي الغذاء وتسبب تأين ذرات الغذاء بحيث تكون الجذور الحرة داخل الأغذية – وعادة ما تستخدم أشعة جاما في عملية التشعيع اكثر من الأشعة السينية أوالحزم الألكترونية – وذلك لحفظ الأغذية وضمان سلامتها لمدة طويلة 0وتستخدم الأشعة لقتل الأحياء الدقيقة المسببة للأمراض والمنقولة بالأغذية وأيضا تلك المسببة لتلف و فساد الأغذية و قتل الحشرات والديدان والطفيليات وبويضاتها وكذلك أيضا لمنع نموها وإنتشارها داخل الأغذية مع التاكيد علي عدم تغير الخواص الطبيعية والكيميائية للأغذية .
إيجابيات تشعيع الأغذية :
- زيادة فترة صلاحية الأغذية المشععة دون تحولها لتكون أغذية مشعة .
- التقليل من المحتوي البكتيري الممرض للإنسان مثل السالمونيلا والإيشيريشيا كولاي .
- قتل الحشرات والأفات والديدان والسوس المتواجد بالأغذية خاصة الحبوب والبقوليات .
- تعقيم الأغذية بدون رفع درجة حرارتها ولا تؤثر علي خواصها الطبيعية و الحسية ( التعقيم البارد ).
- عدم وجود متبقيات للأشعة بعد تعرض الغذاء للتشعيع – عكس ما يحدث في المبيدات ( طريقة صديقة للبيئة ) .
- عدم تكون مركبات ضارة أومسرطنة للإنسان أوالحيوان عند إستخدام جرعات الأشعة المقننة عالميا .
- إمكان تشعيع الأغذية المجمدة والمغلفة .
- تثبيط إنبات درنات البطاطس أوالبصل أثناء فترات التخزين الطويلة .
- تأجيل نضج الكثير من الفاكهة مثل الفراولة والطماطم من خلال تثبيط هرمونات النضج بها .
- التقليل من كمية العوامل المضادة للعناصر الغذائية الموجودة ببعض الأغذية النباتية مثل اللكتينات و الصابونيات و مثبطات إنزيم التربسين الهاضم للبروتين .
أهم السلبيات الناتجة عن تشعيع الأغذية :
- التكلفة العالية لعمل وحدة الأشعة الخاصة بالأغذية .
- فقد البكتيريا النافعة أثناء عملية تشعيع الأغذية .
- قد تسبب الأشعة تطور لأنواع من الأحياء الدقيقة لتصبح مقاومة للأشعة .
- الأشعاع لا يكسر السموم البكتيرية أو الناتجة عن الأحياء الدقيقة و تكون مقاومة للإشعاع .
- خوف المستهلكون من تناول الأغذية المشععة نتيجة عدم الفهم أو الوعي لهذه الطريقة .( وقد قامت إحدي الدول المتقدمة بعمل حملة توعية عن الأغذية التي يتم حفظها بالتشعيع وأنها لا تسبب أي مخاطر مما أدي إلي إرتفاع نسبة الأفراد المستهلكين للأغذية المشععة من 15 % إلي 75 % من المستهلكين ) .
وقد أثبتت دراسات السمية أن إستخدام الإشعاع في حفظ الأغذية لا يسبب أضرار صحية أو يعمل علي إنتاج سموم و لا يسبب أمراضا سرطانية أو طفرات جينية عند تناول هذه الأغذية بواسطة الإنسان أو الحيوان .
وقد أعلنت وكالة الطاقة الذرية في تقرير لها عام 2007 أن هناك 60 دولة سمحت بإستخدام تشعيع الأغذية وأصدرت القوانين الخاصة بذلك لتسهيل عملية تصدير وإستيراد الأغذية المشععة منها وإليها ومن هذه الدول الولايات المتحدة الامريكية – كندا – فرنسا – الدنمارك – روسيا – الصين – المكسيك – البرازيل – الأرجنتين – وجنوب أفريقيا .
مع كل تمنيات الصحة والسلامة للجميع .