أخبارمنوعات

الباحث ” محمود عبد الباسط” يكتب لـ “المحروسة نيوز “: هيمنة إسرائيلية عبر الأقمار الصناعية

في يوم 13 يناير، 2024 | بتوقيت 2:00 مساءً

” لم يعُد هناك مجالٌ للشك بأن الكيان الإسرائيلي يسابق الزمن للهيمنة بشتى الطرق على منطقة الشرق الأوسط بأكملها، بل والتوغل في قلب القارة الإفريقية لمدِّ النفوذ على مناطق بعيدة من منطقة تمركزه الفعلية في فلسطين المحتلة.

فهو كيان مريض منذ نشأته بنهم الهيمنة وامتلاك كافة أدوات القوة العسكرية والاقتصادية والإعلامية والسياسية، وتخصيص ميزانيات ضخمة للإنفاق على مختلف تخصصات البحث العلمي زراعيًّا وصناعيًّا وتقنيًّا .

من أجل خدمة المشروع الصهيوني الأساسي كما جاء في المؤتمر العالمي الأول لليهود عام ١٨٩٧ الذي دعا إليه زعيمهم هيرتزل في بازل بسويسرا، والقائم على أن امتلاك كافة مصادر القوة من مال وإعلام هو مكون أساسي لخدمة هذا المشروع.

وفي عام ١٩٨٣ أسست إسرائيل وكالة الفضاء الإسرائيلية لكي تتولى أبحاث الفضاء وتدشين الأقمار الصناعية متعددة الأغراض في الاتصالات والبث الفضائي التليفزيوني والاستكشافات العلمية والأغراض العسكرية والتجسس،

مع الوضع في الاعتبار أن لكل نوع من تلك الأقمار دورًا محددًا من أجل أن تتسيد إسرائيل الفضاء ويصبح لها الذراع الطولى بمجال الاتصالات بالمنطقة.

ومن أهم سلاسل الأقمار الصناعية التي أطلقتها إسرائيل لأغراض التجسس، سلسلة أقمار Ofeq ذات التقنيات العالية للمسح الفضائي بمنطقة الشرق الأوسط وبعض مناطق إفريقيا والتي يمكنها جمع بيانات دقيقة والتقاط صور عالية الجودة دون التأثر بالعوامل الجوية أو المناخية، مثل القمر Ofeq 13 الأخير الذي أطلقته في مارس الماضي.

وهناك سلسلة أقمار عاموس التي أطلقتها إسرائيل لأغراض ظاهرية وهي البث الفضائي والاتصالات،

ولكنها في الحقيقة تحمل أهدافًا خفية وهي التجسس أيضًا وجمع البيانات والمعلومات من مستخدمي الخدمات الذين يعتمدون عليها، خاصة في بعض دول شمال إفريقيا وشرق أوروبا والشرق الأوسط. وترتبط تكنولوچيا الأقمار الصناعية الإسرائيلية بشكل وثيق ببرامج الفضاء والشركات الأمريكية والفرنسية والألمانية،

خاصة فيما يتعلق بتكنولوچيا الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية ومنها الصواريخ الباليستية وغيرها والتي يتم إجراء تعديلات طفيفة عليها لتصبح ذات أغراض حربية هجومية.

وبعيدًا عن الخوض في دهاليز الأغراض العسكرية والتجسس للأقمار الصناعية الإسرائيلية- فمن الناحية الإعلامية الني عَلمُ الكيان الصهيوني أعلى شاشات القنوات الإسرائيلية التي يبثها القمر الصناعي «عاموس»، والتي يمكن استقبالها بالمنطقة العربية عن طريق طبق صغير بحجم ٦٠ سم فقط.

ومع الأسف الشديد أن القمر الإسرائيلي «عاموس» بات ملجأ للباحثين عن مشاهدة مباريات كرة القدم العالمية المشفرة بالمجان عن طريق حيل تقنية بسيطة لمشاهدة تلك المباريات عبر شاشات عاموس الإسرائيلية من داخل البيوت المصرية والعربية.

وأصبحت إسرائيل مستمرة في حصار المشاهد العربي عبر محتوى وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت من جانب وعبر البث الفضائي من جانب آخر، من خلال استغلال ثغرة احتكار شركات معينة للأحداث الرياضية بالمنطقة في ظل عدم قدرة الغالبية من الجمهور المصري والعربي على الاشتراك في الباقات المشفرة باهظة الثمن.

وهو الأمر الذي يتطلب حلولاً أبعد من مجرد التوعية بتجنب مشاهدة قنوات القمر الصناعي الإسرائيلي، فلا بد من سد الثغرات التي تسمح بتيسير دخول إعلام العدو للبيت المصري والعربي بتوفير البديل المناسب.

كاتب المقال

محمود عبد الباسط

الباحث ، عضو المكتب الإعلامى للشركة المصرية القابضة للمطارات والملاحة الجوية