..عندما نوهنا الى زيارة العبرانيين في المقال السابق وصورة ذلك الشيخ الكبير ذو الدقن الغزيرة كان لذلك غرض كبير لراى الكثير من العماء ولعض المدارس الاثرية الذين قالوا بان الدخول العبرانين الى مصر كان يناسب احداث مصر فى الاسرة العاشرة او الى ما يقرب من عام 1900 ق.م.ولانه فى تاريخينا القديم وحتى الان للأسف الشديد ولا مدرسة اثرية واحدة اتفقت مع ذويتها ولا حتى فى عدد الملوك او ترتيب الملوك مما نشأ عن ذلك جدل ومجادلات كثيرة بينهم،فاننا من هذا المنطلق نسير مع احداث مدرسة منسية تماما وهى مدرسة القصص القرانى الكريم وقصص الانبياء.
يوسف بن يعقوب ومن هو يعقوب؟؟ فسيدنا يعقوب هو نفسه اسرائيل وكما اقر بذلك الازهر الشريف.وكان له ذرية بلغت اثنى عشر ولدا وبنتا وكان اخر ابناءه هو يوسف عليه السلام.ومن المعروف بان سيدنا يعقوب قد عاصر جده ابراهيم فى اواخر سنين عمره وكان مركزهم ارض حاران وكانوا قبيلة ربانية.ويعقوب عليه السلام هو الذى وضع الاساس لما يعرف (بيت أيل = بيت الله) وهو الذى سيصبح بيت المقدس فيما بعد.وذلك يكون يوسف هو اخر ابناء يعقوب وزاده الله جمالا وكما هو معروف وان اسمه مشتق من ولادته وهو ( ياسف = يضيف يهوا ) ويهوا هو اله العبرانين الواحد وهو الله طبقا للشريعة الاسلامية،وهذا كان ملخصا لعائلة ابراهيم وال ابراهيم عليهما جميعا السلام.
ومن التوثيق ايضا الذى لاخلاف فيه بان اخوة يوسف رموه في الجب واخذه السيارة وباعوه فى مصر،ومن هنا جاء خلاف اخر وهو عمر يوسف عندما تم بيعه فى مصر.والبعض الاخر من المخرفين قالوا بان الحدث لم يكن فى مصر قط،وغرضهم من ذلك تكذيب القرأن الكريم والتوارة وهم من طبقة المرمون فى امريكا ولكن لايهمنا رايهم الان على الاطلاق،وليس مجاله ههنا.
ثانيا : مصر هى موقع الحدث والملك.
والمكان هنا هو مصر وليس كما ادعى غير ذلك الجهلاء والمغرضين،ولقد تم ذكر ذلك فى القرأن الكريم وهذا اكبر صدق فى التاريخ كله ولقد تم ذكرها ذلك فى سورة يوسف باسمين وهما الارض ومصر كذلك.
ففى سورة يوسف الاية 21 (( وقال الذى اشتراه من مصر اكرمى مثواه عسى ان ينفعنا او نتخذه ولدا.وكذلك مكنا ليوسف فى الارض ولنعلمه من تاويل الاحاديث والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون)) وهذه الايات القرانية البليغة والمدققة بجانب الاعجاز اللغوى نجد ان المكان هو أرض مصر والتى تعرف ايضا باسم الارض وفيها تم بيع يوسف،هذه الفترة ايضا كان اسم مصر الارض (كمت)
(1) الارض = كمت. وهى لكل مدقق تاريخى يعرف بانه كلمة كمت او الارض كانت من احب الاسماء للمصرين القدماء،حتى انه فى النصوص المصرية القديمة كان هناك لقبا لا يفارق اى ملك مصرى على الاطلاق وهو (نب تاوى = سيد الارضين) كناية على ملكه على الشمال والجنوب.ومن الامور المنسية فى التاريخ والتدقيق التاريخى نجد ان ارض مصر كان لها فى التاريخ عدة اسماء تصل الى ستة مسميات،ولكن احبها جميعا الى قلب المصريين كان لقب او كلمة الارض.
وهذا يثبت لنا ايضا ان اسم مسر او مشر هو اسم مصرى اصيل وليس عبرانيا وان كان العبرانين اطلقوه ايضا على ارض مصر.وتدل المصادر المصرية القديمة بان مسر او مشر كان معروفا فى النصوص المصرية حتى قبل دخول البرانين الاول الى مصر.
اما كلمة مصرايم فهى الفظ العبرى وهو لفظ مثنى ويقصد به دولة من ارضين او شاطئين،ومنه جاء اسم مصر فى العربية،وان الفظ العبرى هذا اتى بعد اللفظ المصرى القديم بمدة لا تقل عن الاف عام.وهذا كله يوضح لنا بان الحدث كان فى ارض مصر.
(2) عمر يوسف عندما بيع فى مصر. مما لاشك فيه فان عمر يوسف عندما بيع فى مصر فيه اختلاف واجتهاد كبير حتى بين العلماء المسلمين والمفسرين للقران الكريم قديما وحديثا.ولكننى بفضل الله اقول هنا وبناء على قواميس اللغة العربية فان عمره كان لا يتعدى عشرة سنوات وليس اقل من ذلك ولا اكثر من ذلك.وفى ذلك وجهة نظر لقول عزيز مصر وكما جاء فى ايات القرأن الكريم (اكرمى مثواه) والمثوى هنا فى اللغة العربية الصحيحة هى للصبى دون البلوغ وليس الطفل الصغير،لانه لو كان طفلا صغيرا لا يفقه شيئا لقال له اكرمى مهده.
والشىء بالشىء يذكر هنا عندما جاءت مريم عليها السلام الى قومها وهى تحمل الطفل المسيح وطالبتهم بمخاطبته فقالوا لها (كيف نكلم من كان فى المهد صبيا) وان المهد يعنى فراش الصبى الطفل المولود،اما اذا كبر واصبح فتى فيكون فراشه هو مثوى وكما فى اللغة العربية وقواميسها.
وهذا فى راى الخاص فيه الاثبات القاطع بان يوسف عليه السلام عندما بيع فى مصر كان دون العاشرة ولكنه يعلم كل شىء من حوله ولذلك اعدت له امراة العزيز المثوى لتكريمه وليكون لهما ولدا،وكان هذا تكريما من الله تعالى للكريم ابن الكريم بن الكريم.
والسؤال التاريخى الان الهام هو لماذا باع السيارة يوسف فى ارض مصر وليس فى اية منطقة اخرى؟.
وهل بهذه السهولة فى تلك الفترة كان اى شخص يسهل عليه دخول ارض مصر ام ان ارض كنعان كانت تابعة لارض مصر وتحت السيادة المصرية؟؟ وهذه نقطة هامة لم يفكر فيها احدا من قبل!!.
وللاجابة عليها بصراحة لابد من التنازل عن اى اعتبارات سياسية حتى ولوغضصبت مننا اسرائيل الحديثة،لانه بكل تأكيد تاريخى كانت هناك سيادة مصرية كاملة على ارض كنعان وكانوا يعتبرون اهل هذه المناطق من البدو.وكان اهل تلك المناطق يعتبرون من الرعايا المصريين وكما فى قانون مصر آنذاك وطبقا للنصوص المنقوشة على جدران بعض المقابر لحكام الاقاليم،وهناك اثباتات تاريخية واثرية حول ذلك وهذا سيكون حديثنا مع المقال القادم باذن الله
كاتب المقال
الباحث الاثارى والمرشد السياحى
احمد السنوسى