فجر نادر جرجس، منسق زيارات مسار العائلة المقدسة، ورئيس ائتلاف تنمية و إحياء التراث ، مفاجأة من العيار الثقيل ، بإعلانه إن الأردن وإسرائيل استثمرا التقاعس الحكومى المصرى فى عدم الإنتهاء من تطوير المناطق المحددة لمسار العائلة المقدسة لمصر ، وقاما بزيادة معدلات الترويج والتسويق للرحلات الدينية للأماكن المقدسة المسيحية ، بعدما تم رفع رحلة مسار العائلة المقدسة لمصر من كتالوج الفاتيكان للرحلات الدينية .
أكد نادر جرجس فى تصريحات خاصة لــ ” المحروسة نيوز “، أن التناحر بين الجهات سواء الحكومية أو الأهلية وعدم وضوح وغياب الرؤية المحدده والموعد الزمنى للإنتهاء من تطوير لمسار العائلة كلها عوامل أستثمرتها كل من الأردن وإسرائيل بشكل جيد .
قال جرجس ،إنه بفضل الدعاية والتسويق الجيد من إسرائيل والأردن والتنسيق المشترك فى هذا المجال، فقد أستقطبت الأردن نحو نسبة 30% من عدد السائحين الوافدين إليها من خلال برامج السياحة الدينية للأماكن المسيحية فقط ، فيما أشارت منظمة السياحة العالمية فى أخر تقاريرها حول حركة السياحة العالمية خلال 2018 ، إلى أن السياحة الدينية بشكل عام حققت نسبة تقترب من 27 % من أجمالى أعداد السائحين العالميين ، وهو ما يدعونا إلى أهمية الترويج لهذا النمط السياحى الهام لمصر خاصة وأن هناك مواقع كثيرة إرتبطت فيها زيارة العائلة المقدسة إليها .
أوضح رئيس ائتلاف تنمية و إحياء التراث ، أن عدد السائحين الذين وفدوا لمصر خلال عام 2018 لزيارة مسار العائلة المقدسة قد بلغ نحو 200 ألف سائح ، وإنه كان ينتظر أن يصل عددهم خلال العام الحالى إلى نحو أكثر من مليون سائح ، إلا أن هذه الأرقام المتوقعة تحطمت على عتبة الإهمال وغياب الوعى بأهمية هذا المسار .
قال جرجس ، أن مصر أضاعت العديد من الفرص الذهبية ، بعدم الترويج الجيد لهذا النمط من السياحة الدينية ، وإستثمار الدعاية الضخمة لمسار العائلة المقدسة سواء عند زيارة البابا فرنسيس لمصر يومى 28 و29 إبريل 2017، وأكد خلالها على عظمة هذا المسار وإنه يسير على خطى مسار العائلة المقدسة وهو بمثابة الحج المسيحى لكافة الطوائف المسيحية ، أو عند مباركة قداسة بابا الفاتيكان البابا فرنسيس ، فى ساحة القديس بطرس بالفاتيكان وإعتماده لأيقونة المسار خلال الزيارة الرسمية لوزير السياحة السابق يحيى راشد، للفاتيكان فى 4 أكتوبر 2017، وكذلك زيارة مسئولى أوبرا رومانا لموقع المسار فى ديسمبر 2017 ، ثم إدراج برنامج المسار فى كتالوج 2018 الخاص ببرامج الحج الكاثوليكى فى العالم .
وطالب جرجس الدولة والكنسية المصرية بضرورة السعى والعمل سريعاً لإعادة إدراج المسار ضمن الكتالوج بالتنسيق والتعاون مع Opera Romana Pellegrinaggi المسئولة عن الترويج لملف السياحة الدينية بدولة الفاتيكان، عبر تقديم شروط ميسرة واعفاءات تشجيعية للحجاج ، الامر الذي من شأنه الارتقاء وتعظيم الدخل المتوقع من السياحة الدينية للدخل القومي ، وتصحيح وضع مصر على خريطة السياحة العالمية عبر تفعيل وتحديث مسارات الحج المسيحي وتنويعها، وذلك إذا أردنا بالفعل طرح هذا النمط من السياحة الدينية المسيحية للعالم والإستفادة من موارده الضخمة ، أو التوقف تماماً عن الدعاية والترويج لمسار العائلة المقدسة لمصر .
يذكر أن نادر جرجس، منسق زيارات مسار العائلة المقدسة، قد أشار فى تصريحات صحفية سابقة إلى إن وزارة السياحة خفّضت الموازنة المخصصة لتطوير المرحلة الأولى من المسار من 500 مليون جنيه إلى 60 مليوناً دون إبداء أسباب، موضحاً أن مجلس الوزراء وافق في مارس الماضي على رصد 500 مليون جنيه – طبقاً للمشروع المقدم من الوزارة- لتطوير المرحلة الأولى من المسار باعتباره مشروعاً قومياً، إلا أنها تراجعت دون أسباب واضحة، وقدمت مشروعاً جديداً لمجلس النواب بتكلفة 60 مليون جنيه فقط.
وأضاف جرجس، أن “المشروع الجديد الذى قدمته السياحة للنواب لتطوير المسار يتضمن زراعة 300 نخلة وإنشاء 50 برجولة خشبية، ورصف طريق بطول 7 كيلو مترات بوادى النطرون، يوصل بين دير الأنبا بيشوى إلى دير البراموس مروراً بدير السريان، فضلاً عن بعض اللوحات الإرشادية، إضافة إلى إنارة الطريق المؤدى للأديرة الـ3”.
وأشار منسق زيارات مسار العائلة المقدسة، إلى أن “تخفيض الموازنة سيؤدى إلى تراجع المستهدف من أعداد السياح الذين يزورون المسار سنوياً، حيث كان من المتوقع أن تصل أعداد السياح الذين يفدون لزيارة المسار سنوياً إلى 2 مليون سائح بعد انتهاء تجهيزه سياحياً”.
وأوضح “جرجس” أنه رغم صدور قرار مجلس الوزراء فى 13 مايو الماضى بأن المرحلة الأولى لتطوير مسار العائلة المقدسة ستنتهى خلال 6 أشهر، إلا أنه لم تجر أية عمليات ترميم للأديرة أو الكنائس أو المواقع التى تقع ضمن تلك المرحلة حتى الآن، مشيراً إلى أنه لا توجد حمامات لائقة أو مراكز طبية أو كافيتريات فى المواقع التى تدخل ضمن المرحلة الأولى للمسار، علاوة عن منطقة المعادى التى توجد بها كنيسة العذراء لا يوجد بها مواقف لانتظار الأوتوبيسات السياحي!!
وكان جرجس يتطلع لجذب مليوني سائح سنويًا لتقفي أثر مسار العائلة المقدسة في مصر، خاصة وإنه قد تم الانتهاء من تدريب 100 مرشد سياحي لاستضافة الوفود.