بقلم / ماجدة ام العلاء زادنى
كتبت على الشجر بقلم النسيان حروف حياتها الماضية..عاشت كل تفاصيل الزواج. كانت سندريلا الحي. كانت فتاة رائعة. كانت طالبة ذكية..تلميذة جيدة نجيبة..كانت ابنة بارة… كانت صديقة وفية… درست وتخرجت…كانت استاذة مثالية. كانت كل شيء سوى …امرأة. رغم انوثتها الناعمة وشعرها المنسدل على كتفيها…رغم عطرها الرقيق الذي يعانق الأشجار والورود. .والحارات… رغم حقيبتها اليدوية التي كانت تعجب الفتيات… كانت قد أعدمت المرأة فيها على مقصلة آخر مأذون شرعي زارته في لحظة ثورة على المجتمع. خرجت الى النور…تعانق عالما اشتبه فيه الرجال بالنساء…او إختلط فيه الحابل بالنابل. كانت لم تنس انها قرأت وكتبت مئات القصص…ربما الآلاف. لكنها لم تقرأ قصة المرأة التي هي. قصتها كتبت قبل ان تعلمها هي. كان بودها ان تكتب قصة أخرى. كانت تسمع دوما عن عالم الرجال. عن عالم الأمومة. لكنها كانت تتطلع إلى أكبر من مجرد مديح اجتماعي. كانت تلتهب حقيقة…صدقا… وكان يلومها بعضهم…إنها أخطأت الولادة. ازدادت في زمن تزاحم فيه المخنثون مع الرجال داخل عالم الضوضاء. طلبت الطلاق من المجتمع…حتى تتزوج بقلبها. أصبحت الانثى الجديدة صاحبة القلب القديم. وكلما تاهت في الشوارع وسط عدد هائل من أجمل الرجال القادمين إلى المدينة… اشتد حنينها لعنترة بن شداد. يقال أن بعض الأرواح عتيقة…وحبها عتيق…وجهها عتيق…وعمرها عتيق. قررت أن تضيع عمرها الباقي في وهم حقيقي. لم ترض بواقع لا يناسب عطشها لما وراء المظاهر. إنها الليلة ستحتفل بزواجها العاطفي. ستتحمل كل العواقب. لعنة النفاق الديني…نظرات الازدراء من الناس… أقاويل الفضوليين. سوف تتزوج في عرس الحلم برجل خفق له قلبها الجريح. لم تكن سوى ظل من ظلال امرأة رسمها الاخرون. قررت ان تكون هي. ان ترى بعيونها هي…أن تحب بقلبها هي…أن تهوى بروحها هي …أن تعشق بجسدها هي… قررت الطلاق من صورة الناس…والزواج بالأصل… نظرت الى المرآة…لم يبق سوى القليل..وعليها من هذه اللحظة ان تكون فقط: هي!