تصدر اسم مدينتي رفح والعريش، الأخبار العالمية، سواء في الصحف، أو شاشات التليفزيون، أو منصات التواصل الاجتماعي، وتابعنا تواجد زعماء العالم أمام مدخل رفح، فرأينا أنطونيو جوتيريش أمين عام الأمم المتحدة يتابع بنفسه دخول قوافل الإغاثة إلى شعب غزة، وبعدها بأيام تابعنا المؤتمر الصحفي المشترك، أمام معبر رفح، لرئيس وزراء إسبانيا، بيدرو سانشيز، الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، ومعه رئيس وزراء بلجيكا، خليفته في رئاسة الاتحاد الأوروبي، ليعلنا تضامنهما مع الشعب الفلسطيني، واستنكارهما للغارات الوحشية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، والتدمير المروع، للبنية الأساسية، والمباني والمستشفيات، الأمر الذي دعا إسرائيل لاستدعاء سفراء كلا الدولتين للاستفسار منهما عن تلك التصريحات.
كما تابعنا استقبال مدينة العريش، يومياً، لعشرات الطائرات، والسفن البحرية، المحملة بأطنان المعونات الإنسانية، وأدوات الإغاثة لأبناء غزة الشجعان، من مختلف أنحاء العالم. وعلى كل الشاشات الإخبارية، حول العالم، شاهدنا، على مدار الأربع والعشرين ساعة، أبواب رفح المصرية مفتوحة لتمرير شاحنات الإغاثة، وتابعنا لحظات خروج الرهائن الفلسطينيون من إسرائيل، منطلقين لقلب بلادهم، ضمن صفقة تبادل الأسرى. كما راقبنا استقبال الجرحى من أبناء غزة، لتلقي العلاج في مستشفيات العريش، وكذلك خروج الرهائن الأجانب إلى بلادهم عبر مطار العريش.
وبينما أتابع، كغيري، كل تلك الأخبار، وجدتني أتساءل، ماذا لو كانت سيناء لازالت تعاني من وطأة الإرهاب اللعين، الذي استقر بها لسنوات، وحصد أرواح عدد من أبنائنا، وتذكرت ما جرى بها، منذ عدة سنوات، أثناء زيارة وزير الدفاع المصري، حينئذ، إلى العريش، عندما أطلق أحد الإرهابيين مقذوفاً مضاداً للطائرات، من طراز كورنيت، على الطائرة الهليكوبتر، التي كانت تقل سيادته، وبفضل من الله أخطأها.
فحمدت الله حمداً كثيراً على نجاح مصر في القضاء على الإرهاب، وعلى نعمة الأمن والأمان الذي عاد إلى سيناء، بفضل شجاعة أبناء مصر من الشرطة والقوات المسلحة ودماء الشهداء، فلولا جهدهم وتضحياتهم، لظلت سيناء تحت سيطرة الإرهاب، وما سعدنا بعودة الحياة إليها، كما نشعر اليوم، وكما تابعنا أثناء زيارة رئيس الوزراء المصري إليها، في الأسبوع الماضي، لمتابعة ما تم تنفيذه من مشروعات على أرضها، وللإعلان عن المراحل الجديدة، من خطة التنمية الشاملة، المقررة، كخير دليل على أمن واستقرار سيناء، ليس في عيون الشعب المصري، فحسب، وإنما أمام العالم أجمع.
ولتدم مصر آمنة ومستقرة بسواعد أبنائها العظماء، ودماء شهدائها الطاهرة.
Email: sfarag.medi