عند الحديث والبحث في حقيقثة وشخصية فرعون موسى فيجب علينا ان نستخدم العقل والتدبر والبحث والا نتمسك بالراى الواحد
لانه لا يوجد جذور قاطعة في هذا الامر وحتى ولو وجدت لجذور لاختلافنا في التوقيم والسنين وما الى غير ذلك.
ولكن كل هذا لا يدفعنا بالقول عندالحقائق بانها غامضة او مخالفة للامر لأننا في حقيقة الامر بصدد شيئين لا ثالث لهما:
(أ) اما ان تكون باطن ارض مصر مازالت تدخر وتخبأ لنا فى بطونها الكثير والكثير من الحقائق التاريخية ولم تكشف بعد.
(ب) اما ان تكون الحقائق مثبتة ولا نريد اظهارها وخاصة للحساسية المفرطة بين المصريين والاسرائيلين منذ القديم من الزمان.
وهناك امرا اخر في حقيقة الامر وهو الترجمة او الترجمات،وهناك ترجمات لم تنقح بعد وتم ترجمتها ايضا على يد الاجنبى قبل التطور الكبير الذى شهدته اللغة المصرية القديمة فى العشرة سنوات الاخيرة من عمر التاريخ والانسانية الباحثة فى الارض،وخاصة لو كان الموضوع يخص ارض مصر اعرق واقدم دولة فى التاريخ البشرى كله.
وانا شخصيا في كل ابحاثى وخاصة في بحثة يوسف وموسى اخذت بالصدد(ب) لانهما حقيقة مثبته تاريخيا ودينيا وخاصة انهما ذكرا في اصدق الكتب جميعا على الاطلاق على الأرض الا وهو القرأن الكريم.وان عهد يوسف في حقيقة الامر حقيقة مثبتة أيضا في التاريخ المصرى والنصوص المصرية ولكن ماذا نقول في اختلاىف الترجمات وفى عدم التنقيح الحقيقى للترجمة وما المقصود منها.ولذلك اقول دائما بأنه عند البحث في موسى عليه السلام عيلنا ان نرجع الى الجذور الأولى وهو يوسف عليه السلام وعهده لان الفارق بيهما ليس بكثير او بعيد وهو فقط أربعة أجيال.ولكى يطمئن القارىء لذلك قمنا في بحث يوسف بعمل سبعة محاور رئيسية للوصول الى حقيقته وكذلك تأريخه وتقويمهوانه بعد هذا العهد او وفاة يوزسف عليه السلام ب بمقدار 120 عاما كان مولد موسىعليه السلام.
وذلك التقسيم يتكون من عدة نقاط سبعة وهى كتمهيد ما يلى:
اولا : من هو يوسف عليه السلام وجده النبى الخليل ابراهيم عليه السلام
ثانيا : مصر هى موقع الحدث والملك
ثالثا :الملك والفرعون
رابعا : الاحلام
خامسا : المجاعة
سادسا : حادثة القصر
سابعا:- البحث فى يوسف
فاذا تتبعنا تلك الخطوات من وجهة النظر البحثية المدققة فى التاريخ والاثر فلسوف نعرف من هو يوسف ومن هو الملك الذى عاش فى كنفه والله هو العليم الخبير.
أولا: من هو يوسف عليه السلام ونسبه
هو نبى من انبياء الله وهو حفيد سيدنا ابراهيم الخليل عليه السلام،اى ان يوسف من الجيل الرابع من نسل ابراهيم عليهما السلام. فهو يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم عليهم جميعا السلام.
النبى ابراهيم عليه السلام: من المعروف فى تاريخ الاثر وكما فى التوراة وكذلك فى قصص الانبياء (لابن كثير) ان ابراهيم عليه السلام عاش 190 عاما.وانه قد دخل مصر عندما بلغ من العمر 100 عاما ثم تزوج من المصرية هاجر ثم عاش فى ارض كنعان ودفن فى ارض الخليل.
ومن المعرف كذلك بان النبى ابراهيم قد انجب من زوجته الاولى (سارة) ابنه اسحاق ثم ولد اسحاق يعقوب ثم ولد يعقوب يوسف ومعنى ذلك من الناحية التأريخية ان مابين ابراهيم ويوسف اربعة اجيال كاملة،ونقدر الجيل كما اتفق الكثيرمن العلماء المسلمين بانه يقدر بحوالى اربعون عاما،وهناك من يقول بانه خمسون عاما،واخرون يقولون 33 عاما.
ولذلك سناخذ بالمتوسط ههنا ونقول بان الجيل حوالى اربعون عاما،ويعنى ذلك بانه ما بين ابراهيم ويوسف مدة 160 عاما.ومعنى ذلك ايضا من الناحية التأريخية فان الفترة الزمنية بين دخول ابراهيم الى مصر وبيع يوسف فى مصر فترة تاريخية لا تزيد عن 160 عاما ومن تاريخ الاثر فهذا يناسب نهاية عصر الاضمحلال الاول او بداية الدولة الوسطى وكما فى التقسيم الاجنبى والذى هو فيه شك من الاصل والاساس ولكن نتماشى مع هذا كله الان ونقول بعدة شواهد هامة ومنها:
أ-وجود مقابر فى بنى حسن بالمنيا وتعرف باسم (مقبرة العبرانين) وتحكى عن دخول العبرانين الى مصر وعلى راسهم شيخا ذو لحية ووقار.ويقول النقش بانه اول دخول اجنبى الى مصر معززين ومكرمين،وتعود هذه المقابر الى الفترة المحتملة التى نوهنا عنها.
فى مخطوط نادر فى متحف (ليننجراد) بروسيا هناك بردية هامة تدور حول دخول العبرانين الى مصر،ويطلقون عليها هناك (بردية العبرانين) وعليها نصا قد ترجمه العالم الروسى جولينشف تقول ( بان شيخهم الوقور قد تزوج من مصرية ورحلت معه وتعتبر هذه الزيجة اول زواج لمصرية من اجنبى) وهذا ما دفع الكثير من العلماء يقولون بان هذا هو اول دخول اجنبى لمصر فى التاريخ المصرى وكلك اول زواج لمصرية من اجنبى وهكذا،وكما تعلمنا ايضا فى كلية الاثار وعلاقة المصرى بالاجنبى فى التاريخ القديم.
وللحديث بقية والى لقاء مع مقال الأسبوع القادم وكل ثلاثاء باذن الله