نقلت سيارات الإسعاف المصرية، ظهر اليوم الأربعاء، عشرات المصابين من الحالات الحرجة جراء العدوان المتواصل على قطاع غزة لليوم الـ26 على التوالي إلى داخل الأراضي المصرية، لتلقي العلاج اللازم في مستشفيات الشيخ زويد والعريش شمال سيناء.
ومن المقرر أن تدخل 80 حالة على مدار اليوم إلى المستشفيات المصرية، حيث سيتم دخولهم بسهولة، وعبر بطاقات الهوية فقط.
وأكد محافظ شمال سيناء اللواء محمد شوشة، أنه تم رفع درجة الاستعداد بالمستشفيات بشمال سيناء لاستقبال المصابين بقطاع غزة، حيث تتضمن هذه المستشفيات 300 سرير، بخلاف أسرة الإفاقة وخلافه، فضلًا عن إقامة المستشفى الميداني بالشيخ زويد، التي رفعت القدرة الاستيعابية بالمحافظة إلى 350 سريرا، ثم تأتي مستشفيات محافظات خط القناة في المرحلة الثانية، أما المرحلة الثالثة فتتضمن المستشفيات المركزية بالعاصمة، والمحافظات الأخرى.
واوضح اللواء شوشة، في تصريح صحفي، أن هناك طاقما طبيا كاملا عند المعبر، مهمته تقييم الحالات وتحويلها للمستشفيات، موضحا أن رفح هي أول مدينة تقع على خط الحدود، وبعدها بـ 20 كيلو الشيخ زويد وبها مستشفى مركزي ومستشفى ميداني، وبعدها بـ 20 كيلو توجد مستشفى العريش التي ستستقبل الحالات الصعبة، كما أنه تم إقامة أماكن للاستشفاء والإفاقة بالقرب من كل مستشفى.

وسبق لوزارة الصحة المصرية أن أعلنت تخصيص مستشفى العريش بشمال سيناء لاستقبال الحالات الحرجة التي تحتاج إلى جراحات عاجلة ورعاية طبية لا تتوافر في قطاع غزة، إلا أن الإجراءات الإسرائيلية لإحكام الحصار على القطاع حالت دون خروج أي من الحالات المرضية أو المصابين من القطاع الفلسطيني.
ويعاني القطاع الصحي في قطاع غزة حالة انهيار شبه كامل، جراء نفاد مخزونات الوقود والمستلزمات الطبية، رغم دخول شحنات إغاثية عاجلة منذ يوم 21 أكتوبر الحالي، فإنها لا تكفي لسد احتياجات القطاع، كما تصر إسرائيل على حظر دخول الوقود، الذي يستخدم لتشغيل مولدات الكهرباء بالمشافي الفلسطينية.
وكان المتحدث الرسمي باسم منظمة الصحة العالمية، كريستيان ليندماير، قد ذكر أن مستشفيات قطاع غزة تُعاني نقصاً شديداً في المستلزمات الطبية والأدوية جراء الحرب التي تشنّها إسرائيل على غزة، وأن 12 مستشفى أغلقت مع نقص الدواء، بالإضافة إلى عدم وجود وفرة من الوقود لعمل مولدات الكهرباء.
وانتقد المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، في وقت سابق العراقيل التي تضعها إسرائيل أمام الجهود المصرية للتخفيف عن سكان القطاع، مشيراً إلى أن بطء دخول شاحنات المساعدات ومنها المواد الطبية يأتي نتيجة «وجود تشدد كبير من الجانب الإسرائيلي في إجراءات التفتيش، بل ورفض دخول الكثير من المساعدات لاعتبارات سياسية وادعاءات أمنية مختلفة، فضلاً عن البطء في إجراءات التفتيش، والتصعيد العسكري المتكرر على الجانب الفلسطيني من المعبر».
وأعربت مصر في مناسبات عدة عن استعدادها لتقديم كل أوجه الدعم الإنساني المطلوب للفلسطينيين في قطاع غزة، كما شددت في الوقت ذاته على الرفض الصارم لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأراضي الفلسطينية.
وزار رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، شمال سيناء، الثلاثاء، حيث تفقّد عدداً من المرافق بالمحافظة وعقد مؤتمراً صحافياً من أمام معبر رفح البري، جدد خلاله التأكيد على «رفض مصر تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار، واستعداد ملايين المصريين للتضحية بأرواحهم حفاظاً على سيناء».



