المؤكد أن حماس وقاداتها تسعى ومنذ انقلابها عام 2006 / 2007 لمصادرة حقوق الجميع فى الحياه، وهدم المعبد على الجميع وتوريط دول المنطقة فى حرب لاقبل لأحد بها تحت دعاوى زائفة وغير معقولة وغير منطقية مع اتساع الفارق بين قوى الطرفين سوى تحقيق الخراب والدمار ومزيدا من إراقة دم الأبرياء من أهالي قطاع غزة من الاطفال والنساء على مدى عشرين عاما مضت، دون تحقيق هدف واضح وغياب القدرة على انهاء تلك الحرب التى لا تملك قرار إنهائها مثلما ملكت قرار الخوض فيها دوما بتحريض من طهران ودعم حزب الله ودون استشاره الضحايا من أبناء الفلسطينين فى الضفة وغزة.
الحقيقة أن تلك الحرب الجارية بالوكالة عن “ايران وذراعها حزب الله” يؤكد أن هناك اطرافا تحاول الحيد بالقضية الفلسطينية عن مسار مبادئ السلام بهدف إحداث مزيدا من تصعيد الصراعات ومزيدا من الضغوط على دول المنطقة فى حرب لن يكون فيها منتصرا ولا مهزوما، وأن الخاسر الوحيد فيها الشعب الفلسطيني وقضيته ومزيدا من الخراب والدمار للبنية التحتية لقطاع غزة الغارق فى دماء الأبرياء لتعود الكرة مرة اخرى بالصراخ والدعوات بوقف الحرب من قبل قادة حماس وفق شروط تعجيزية لن يقبل بها الاحتلال الاسرائلي المدعوم سياسيا وعسكريا من كافة قوى المجتمع الدولى ورفضها حتى على هدنه انسانية فى اصرار واضح على استئصال قدرات حماس العسكرية وتدمير كامل لإنفاقها.
ولايبقى أمام الجميع من مسؤلى حماس ومسئولى السلطة الفلسطينية ومختلف وسائل الاعلام وشبكات الميديا وعلى مدى اكثر من ثلاثة اسابيع سوى اعلان الحصر اليومى لعدد الشهداء الابرياء من المدنيين من الاطفال والنساء ليتجاوز عددهم اكثر من عشرة الاف ضحية وعشرين ألف مصاب خلاف أعداد المفقودين والقابعين تحت ركام البنايات التى تم تدميرها .
ولنسأل أنفسنا : كم مرة تعرض قطاع غزة للتدمير والقتل بدم بارد من قبل قوى الاحتلال الاسرائلي نتيجة للرعونة فى اتخاذ قرار حرب عشوائي والعنترية تحت شعارات خادعة تحت مسمى “السابع من اكتوبر” وسقوط الاف القتلى ووقوع العشرات رهائن تم اختطافها من قبل جماعات حماس، وكأنه النصر المبين، على خلاف الحقيقة المؤلمة خاصة وأن حماس تدرك جيدا أنها ستدفع ثمنا باهظا وغياب قدرتها فى القضاء على قوى الاحتلال، برغم ما تملكه من مئات الصواريخ ، ففى النهاية تواجه حماس دولة احتلال تملك الارض والقوة والسلاح والدعم العسكرى والحماية الامريكية والاوروبية، فيما غاب عن قادة حماس الذى ينعمون بحياة من الوغد والعيش الكريم عدم ترك مساحة للمناورة السياسية عبر اجراء مفاوضات وهو ما افشلته حماس مرارا وتكرارا سواء فى زمن عرفات او فى زمن ابو مازن.
ومثلما اختطف حزب الله الدولة اللبنانيه وقرارا السياسي والعسكري ليصبح لبنان اليوم ممزقا بين قوى سياسية متناحرة فى ظل اوضاع اقتصادية متردية وغياب دستوري فى عدم وجود رئيس للبنان هو ذات الامر الذى اختطفت فيه حماس قرار مقدرات الشعب الفلسطيني فى الحرب مع قوات الاحتلال رافضة الدخول فى مفاوضات من اجل دفع مسيرة السلام انطلاقا من قرارت الشرعية الدولية، وتهربت حماس كما اعتادت فى الوقت ذاته كثيرا من كافة الالتزامات التى وقعت عليها لتحقيق المصالحة واللحمة الفلسطينية مع حركة فتح وان الدم الفلسطيني خط احمر ، رافضة التوقيع على اتفاقات المصالحة من اتفاق القاهرة المتكرر الى اتفاق مكة والتنصل منه والذى جرى فى مكة المكرمة وبرعاية خادم الحرمين الشرفين الملك عبدالله بن العزيز وجرى تجاوزه.
ويبقى السؤال كم اتفاق تريده حماس كى توقع على تنفيذ المصالحة الوطنية الفلسطينية حتى يكون هناك خطابا وقرارا فلسطينيا واحد يتوافق عليه كل الشعب الفلسطينى للحديث باسم الشعب الفلسطيني فى اى محادثات سلام مقبلة عنوانها “دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية” الا ان كل تلك الجهود ذهبت سدى على مدى عشرين عاما من التهرب ورهنت حماس وكافه قياداتها السياسية قرار إحياء مباحثات السلام انتظارا لقرار طهران المتحكمة فى حركتى حماس والجهاد .
كم مرة جرى تدمير قطاع غزة وكم مرة تستنجد حماس بوقف الحرب والعدوان على غزة وكم مرة دعت حماس الى إعمار قطاع غزة وكأن هناك “ديل” متعارف علية بين الجانبين بهدف إحياء القضية الفلسطينية إعلاميا فى مقابل الاف من الشهداء والمصابين المدنيين ودمار محدود للقطاع الى أن اوصلوا الامر الى دمار شامل وكامل لكافة احياء قطاع غزة وتقطيع اوصالها ودمار وخراب غير مسبوق .. من يتحمل المسؤولية الكبرى عن ذلك التدمير البشرى فى ظل غياب بل انعدام استراتيجية حول كيفية ادارة تلك الازمة وغياب تام لحساب تقدير الموقف العسكرى ودون أن يحسب حجم المكاسب والخسائر من الانزلاق فى حسابات خاطئة سواء من قبل حماس او حزب الله وانعكاساتها السلبية على امن واستقرار المنطقة وحجم الدمار الذى سيلحق الجميع والعودة الى تصفير القضية .