أخبارمنوعات

الباحث ” محمود عبد الباسط ” يكتب ل ‘المحروسة نيوز ” : وجبة طعام تقتل أطفالنا وأهالينا بفلسطين

في يوم 30 أكتوبر، 2023 | بتوقيت 11:43 صباحًا

“أنا أكرهه.. لأنه يدعم قتلة الأطفال مثلي في فلسطين”.. هذا هو لسان حال كل طفل مصري وعربي هذه الأيام عندما يشاهدون اسم أو شعار أو لوجو ذلك المطعم الشهير العالمي “ماكدونالدز”، الذي أعلن منذ اليوم الأول للحرب على غزة دعمه لجنود الاحتلال بـ 4000 وجبة يوميا، وهو نفسه الذي طالما خصص مليارات الدولارات لعشرات السنين للاستحواذ على عقل ووجدان الطفل العربي حاملا شعار: “أنا أحبه” للتغلغل والسيطرة على النمط الصيني الاستهلاكي لأجيال تلو الأخرى حتى صار علامة تجارية حاضرة بقوة، وعلى رأس أولويات أطفالنا كمكان لتناول الوجبات خارج المنزل. ولكن نجحت الأمهات العربيات الواعيات والمصريات خاصة في كشف وتدمير الشعار الزائف الذي يتخفى وراءه ذلك المطعم وقررن توعية أطفالهن بضرورة مقاطعته، خاصة بعدما انتابت أطفالهن الصدمة من جراء ما شاهدوه من وحشية ومجازر بحق الأطفال الفلسطينيين على يد الكيان الصهيوني في حربه على غزة.

وأن ذلك المطعم الذي يدّعي حب الأطفال له بشعار ” أنا أحبه” هو نفسه من يدعم مالكوه العالميون قتل الأطفال الأبرياء مثلهم في فلسطين. وهو الأمر الذي كبد ماكدونالدز خسائر حتى الآن بملايين الدولارات، وبعض الفروع أغلقت أبوابها تماما مع استمرار نزيف الخسائر، ولكن تظل الضربة الكبرى التي تلقاها ماكدونالدز هي خسارته لاستثمارات مليارات الدولارات لسنوات طويلة في بناء علامته التجارية، وتبدل حال الأطفال بالمنطقة العربية من “أنا أحبه” إلى “أنا أكرهه بشدة”!!. والحقيقة أن تصاعد حدة وتيرة حملات المقاطعة للمنتجات والشركات الداعمة للكيان الصهيوني لا شك أنه عمل إيجابي وفعال على الأقل كرسالة رمزية للأنظمة الغربية الداعمة للكيان الصهيوني بأن الشعوب العربية يمكنها أن تستفيق من غيبوبتها عندما تستشعر الخطر وستستخدم كل ماهو متاح من أسلحة حتى وإن كان سلاحا يبدو أنه بدائيا مثل سلاح المقاطعة، تماما كمثل الطفل الفلسطيني الصامد الذي يقف أمام دبابات ومدرعات الميركافا الإسرائيلية ممسكا بحجر!!

ولأن معركة الوعي العربي هى من أهم المعارك التي يخشى خسارتها العدو الصهيوني وداعميه من الشركات والدول والأنظمة ذات التاريخ الاستعماري البغيض لأرضنا ومجتمعاتتا سياسيا وعسكريا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.

ومن هنا أدعو إلى عدم إعطاء تراخيص لأي منتجات لها بدائل محلية وخاصة تلك التابعة للدول الغربية، التي تساند العدو بشكل صربح سياسيا واقتصاديا وعسكريا. فما الفائدة مثلا من استثمار أجنبي يقوم بتعبئة مياه تحمل علامة تجارية أجنبية؟ هل نحن غير قادرين على صناعة زجاجة مياه بلاستيك وتعبئتها بالمياه؟.. بالطبع نحن لدينا مصانع مصرية خالصة ومنها من يتبع مؤسسات وطلنية مثل صافي تعمل في تعبئة المياه لا بد أن نعطي لها الأولوية وندعمها ونطورها وبالتوازي مع جميع المنتجات الأخرى حتى نصل لهدف الاكتفاء الذاتي من كل السلع والخدمات ونوفر على أنفسنا همّ تدبير العملة الأجنبية لشراء السلع الأساسية، والأهم هو أن نمتلك قوتنا ومن ثم نمتلك قرارنا واستقلالنا. 

كاتب المقال

محمود عبد الباسط

الباحث وعضو المكتب الاعلامى

للشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية