شيعت مدينة الإسكندرية مساء اليوم الأحد ، جثمان المرشد السياحي المصري، الشهيد سيد كامل الخوالقة، الذي لقي ربه صباحًا أثناء حادث إطلاق النار على وفد سياحي إسرائيلي في منطقة عمود السواري الأثرية، حيث تزامن وجوده مع وفد سياحي هندي، بجوار القتلى لحظة إطلاق النيران بشكل عشوائي عليهم، وذلك بمقابر الأسرة في منطقة سيدي بشر.
ونعى عدد كبير من أبناء الإسكندرية، المرشد السياحي المرافق للوفد الإسرائيلي الذي إستشهد منه اثنان صباح اليوم، عقب إطلاق أحد أفراد الأمن النيران عليهم أثناء وجودهم في منطقة عمود السواري الأثرية.
وقالت أمل البدري، زوجة سيد كامل الخوالقة، المرشد السياحي الذي أستشهد متأثرًا بإصابته بحادث إطلاق النار على أحد الأفواج السياحية الإسرائيلية، بمنطقة عمود السواري، التابعة لقسم شرطة كرموز، في الإسكندرية، إنه تم تشييع جثمان زوجها الراحل إلى مثواه الأخير ودفنه بمقابر سيدي بشر، اليوم الأحد، وذلك عقب أداء صلاة الجنازة عليه.
وأضافت ‘البدري’، في تصريحٍ صحفية سابقة ، أنهم سيتلقون العزاء فيه مساء غدٍ الاثنين، ولم يتم تحديد المكان بعد، ولم تبدِ تعليقًا على الحادث نظرًا لحالتها النفسية الصعبة حزنًا على زوجها.
وكشفت زوجة المرشد الشهيد، في تصريحات لها، تفاصيل اللحظات الأخيرة لزوجها، موضحة أنه كان مكلفًا بمرافقة فوج سياحي اليوم خلال تفقده لمعالم المحافظة ومنها منطقة عمود السواري
مضيفة أنها كانت نائمة وقت خروجه من المنزل صباح اليوم، واستيقظت على خبر مقتله ولم تتمكن ونجلهما الوحيد من رؤيته ووداعه، مشيرة إلى أنه كان يحب عمله بجنون ولم يتوقع أن تكون نهاية حياته خلال تأديته لعمله.
وأضافت الزوجة والتي تعمل مرشدة سياحية أيضًا أن زوجها كان يرافق سيّاحًا كثيرين ومن كافة الجنسيات وارتبط مع بعضهم بعلاقات حب ومودة وصداقة، مؤكدة أنها ونجلها الوحيد ما زالا في صدمة وغير مصدقين أنه رحل إلى الأبد ولن يكون بينهما بعد اليوم.
وقال أحد أفراد الأسرة ويدعى مصطفى مؤمن فراج ابن شقيقة المرشد السياحي ضحية الحادث: إنا لله وإنا إليه راجعون، توفي إلى رحمة الله زوج خالتي سيد كامل الخوالقة المرشد السياحي متأثرا بحادث إطلاق النار بمنطقة عمود السواري، نسأل الله أن يتقبله من الشهداء.
قالت زينة السعود، ناشطة شهيرة بمجال حقوق المرأة وزميلة المرشد السياحي سيد كامل، بعد وفاته في حادث إطلاق أعيرة نارية بمنطقة عمود السواري غربي بالإسكندرية اليوم، إن المرشد السياحي كان واحدا من أكثر المرشدين السياحيين علما وثقافة في محافظة الإسكندرية.
وأضافت شهد في منشور عبر صفحتها بمواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن المرشد السياحي سيد كامل ضحية حادث الإسكندرية، عاشق لحضارة وتراث بلده، مشيرة إلى أنه لا يترك فرصة إلا ويشيد ببلده مصر وحضارتها.
وكشف حسام نجم وكيل النقابة العامة للمرشدين السياحيين في مصر خلال تصريحات صحفية أن المرشد السياحي الذي لقى مصرعه في حادث إطلاق النار على سياح إسرائيليين بالأسكندرية يدعى سيد كامل الخوالقة، وعمره يتخطى 60 عاما.
وأوضح نجم أن الخوالقة هو “مرشد لغة إنجليزية وكان يرافق الفوج الذي يتضمن سياحا إسرائيليين بالفعل وليس فوجا آخر تصادف وجوده بجوار فوج الإسرائيليين كما تردد”.
ونوه إلى أنه “جرت العادة بسبب وجود عجز في اللغات الأخرى كالعبرية أن يتم الاعتماد على مرشدين اللغة الإنجليزية باعتبارها اللغة العالمية الأولى والجميع يستطيع التعامل بها وفهمها فضلا عن أنه في حالة وجود سياح لا يعرفون سوى لغاتهم الأصلية يتم استصدار تصريح مترجم خاص من وزارة السياحة والآثار ليتواجد مع الفوج في الجولة”.
وأشار إلى أنه حسب المعمول به “بالقطع كان مع الإسرائيليين إما شخص منهم يفهم الإنجليزية أو مترجم معتمد من وزارة السياحة لينقل ما يشرحه المرشد الخوالقة بالإنجليزية”.
وكيل نقابة المرشدين السياحيين قال أيضا إنه “لا ينبغي استباق الأحداث، والتحقيقات هي التي ستوضح كل شيء، وتم التنبيه على المرشدين السياحيين بعدم ترديد أية أقاويل حتى تصدر النتائج الرسمية للتحقيقات في الحادث”.
وقال نجم إن “المرشد الراحل كانت لديه الخبرة الكافية للتعامل مع المواقف وأنه عضو نقابة قديم ولا يمكن أن يعرض السياح معه للخطر، كما أن زوجته أيضا مرشدة سياحية للغة الإنجليزية وعضو في النقابة وتدعى أمل البدري”.
وأشار إلى أن الخوالقة كان مقيما بالإسكندرية ولكنه حسب طبيعة عمله يرافق الأفواج السياحية في أي مكان بمصر.
وختم وكيل نقابة المرشدين السياحيين بالقول إن “هذا الحادث فردي ووارد حدوثه في أي دولة وليس عملا منظما، وجميع ضيوف مصر في أمان تام”.
فيما نشر عدد من العاملين بمجال الإرشاد السياحي في الإسكندرية عبارات نعي للراحل، متضمنة منشورا من أحد أفراد النقابة سوزان عمر تدعو فيه زملاءها لإلغاء جميع الجولات السياحية اليوم، وأيضا التدريب الذي كان من المقرر عقده في المتحف اليوناني الروماني وذلك حدادا على روح زميلهم سيد الخوالقة الذي توفي في الحادث.
وكانت جهات التحقيق في الإسكندرية، انتهت من معاينة موقع الحادث للوقوف على أسبابه وتفنيدها، تمهيدًا لوضع تقرير مبدئي عن ملابساته والتحقيق مع المتهم.
وأكدت مصادر إنه لحظة مغادرة الأتوبيس السياحي لموقع حادث إطلاق شخص النار من سلاحه بشكل عشوائي على الفوج السياحي الذي كان يستقله قبل الحادث بدقائق، وأسفر عن مقتل وإصابة 4، أثناء تواجدهم في منطقة عمود السواري الأثرية بكرموز.
وخرج الأتوبيس من أمام البوابة الجنوبية للمنطقة الأثرية، وسط حراسة أمنية مشددة؛ حيث كان يستقله بعض السائحين.
وكان اللواء خالد البروي، مدير أمن الإسكندرية، قد تلقى إخطارًا من مأمور قسم شرطة كرموز، يفيد ورود إشارة من شرطة النجدة، حول ورود بلاغ من الأهالي بإطلاق شخص النيران باتجاه فوج سياحي، مما أدى لمقتل وإصابة 4 أشخاص.
وبانتقال مدير الأمن والقيادات الأمنية، رفقة سيارات الإسعاف، والجهات المعنية، وممثلي النيابة إلى مكان البلاغ، تم فرض كردون أمني في محيط المنطقة الأثرية، ومنع دخول أو خروج أحد للوقوف على ظروف وملابسات الحادث، حيث كان الفوج السياحي يزور عامود السواري في إطار جولة سياحية.
وذكر البيان الإعلامى الخاص بالحادث ، أن القتلى 3 أشخاص “إسرائيليين، ومصري”، فيما أصيب الرابع، وأن مُطلق النار من سلاحه الشخصي هو أحد أفراد الأمن المعينين بخدمة تأمين المنطقة، وتم ضبطه واقتياده إلى جهات التحقيق.
تم نقل المصاب إلى المستشفى والتحفظ على القتيلين الإسرائيليين في ثلاجة حفظ الموتى لحين إعادتهم لبلدهم، وتحرر محضر إداري بالواقعة، وجارٍ العرض على النيابة المختصة، حيث تباشر التحقيق.