في الساعات الأولى من صباح يوم 29 سبتمبر ، كانت صالات مطار القاهرة تعج بالحياة والحركة.
بينما كان الركاب يتجهون بعجل من مكان إلى مكان، كان زميلي هيثم حسين ، يستعد ليوم عمل جديد في شركة “ترافكو” للسياحة.
هيثم شاب صغير التحق حديثًا بصناعه السياحة وبالطبع مثلنا جميعا في هذا الوقت كان هناك شغف عارم لمعرفه كل جديد، وكما نعلم فإنه الاستقبال الحار يعتبر (الانطباعات الأولي تدوم وتبقي) للسائحين وخصوصا في مطار القاهرة وهو جزء من واجبه الوظيفي.
في هذا اليوم وقبل بداية جدول العمل لديه، لفت إنتباه هيثم فردين يبدوا من اللغة إنهم يابانيين، (ميوكا ويوكويا ) ،اللذان بدا عليهما التوتر بعد رحلة طويلة ومتعبة ومرهقة عبر العديد من المطارات الدولية.
وعلى الرغم من أنه كان يمكنه تجاهلهما كما سرد علي القصة بتفاصيلها والإستمرار في يومه، إلا أن الشهامة المصرية الأصيلة في داخله دفعته نحو الاقتراب منهما وتقديم وعرض المساعدة.
كان الثنائي الياباني يحاول الوصول إلى فندق صغير في وسط البلد، ولكنهما لم يكونا يعرفان الأتوبيسات التي تنقلهم إلي الطريق.
وبدافع من اللطف ، قرر هيثم حسين مساعدتهما في العثور على المواصلات المناسبة التي تقودهما إلى ميدان التحرير، وذلك في ساعة مبكرة من الصباح، الساعة 5:30 صباحاً.
ولم تتوقف مساعي ومساعدات هيثم عند هذا الحد ، وإنما ذهب بعيدًا وجمع تفاصيل فندقهم وقام بتوجيههما إلى الفندق ومساعدتهما في تسجيل الوصول.
وعندما حاول الزوجنن اليابانيين دفع تكلفة المواصلات أو تقديم أي شيء مقابل المساعدة، رفض هيثم بكل أدب وشهامة.
وقال فى نفسه (أحسست إنى هابوظ الشهامة من وجهة نظري) كما قال في حديثه معي.
وبالفعل يقوم الزوج والزوجة بالتقاط صوره مع هيثم ووضعها علي الإنستجرام الياباني وتحتها الآتي:
“وصلت أخيرا مطار القاهرة فجرًا ،وليس معي simcard local ولم استطع استعمال WI FI واي فاي خارج المطار بل وذهبت ابحث ان اي wi fi في الشارع ولم أجد، كما إنني ضللت طريقي إلي محطة الأتوبيسات لولا تواجد شاب مصري وعرض أنه يساعدني ووصلني للباص وركب معايا و دفع لي كمان تذكرة الباص و فضل معايا لحد ما وصلني الفندق بتاعي ودخل معايا ساعدني في check in وأنا حاولت أقدم له أي شئ من أجل أن اشكره علي تعبه ورفض يقبل مني أي نقود وكان صبور جدا ..أنا كمان نفسي في يوم من الأيام تبقي عندي نفس هذه الصفات التي يتمتع بها هذا الشاب المصرى !!”
انتهت القصة بصورة تذكارية معا وتبادل معلومات الإنستجرام.
اعتقد أن العديد وقد يكون الآلاف من الشباب سيقرأون هذا الدعاية المجانية علي Instagram لشهامة الشباب المصري هيثم حسين ، دون أن نحتاج إلا أن ننشرها كإعلان
ويضيف هيثم أثناء حديثه معي “أنا شايف إن ده أسلوب للدعاية تمنه قد يكون ولا حاجه!!”
بس تأثيرها أقوى من أى دعاية بملاين الدولارات علشان دى دعاية مباشره بالتعامل والفعل الحقيقي
وحاجه بسيطه زى دى ممكن تغير أى فكره سلبية عن البلد أو المصريين وكمان ممكن يتناولوا هذه القصة أو التجربة دى فى بلادهم لما يرجعوا و تكون سبب حتى لو بسيط يساعد على ترويج السياحة فى بلدهم وكل ده ببلاش وكان مجرد مساعده وتعامل بطبيعيه ودون تكليف أو غرض مادي.
كانت هذه اللحظة بسيطة ولكنها معنوية، فهي تظهر الشهامة والكرم الذي يمتاز به بعض الشباب المصري وحبهم العميق لبلدهم.
ورغم أن هيثم حسين لم يتلق تعويضًا ماديًا عن مساعدته، لكنه أثرى بتجربة الثمينة وشعوره بالرضا العميق عندما رأى الامتنان في عيون الزوجين اليابانيين.
بقلم
معتز صدقى
مدير عام شركة ترافكو هوليديز
نائب رئيس لجنة السياحة بالغرفة الأمريكية
عضو الأمانة العامة للجنة السياحة والاآثار بحزب مستقبل وطن
عضو الجمعية العمومية لغرفة شركات ووكالات السفر والسياحة