1-المهندس /حامد الشيتى (من العباد الذين أختصهم الله بقضاء حوائج الناس) وصندوق التكافل الاجتماعي للكلية:
عقب عودتي من بعثة الدكتوراه لبريطانيا(نظام الأشراف المشترك) عام 1988ذهبت لتقديم التحية والمباركة للعالم الجليل المرحوم /أحمد مستجير عميد عمداء كلية الزراعة بالانتخاب 3 دورات متتالية في سابقة صعب تكرارها (1987-1995)….استقبلني بكل حب وترحاب وطلب مني أن أنضم لأسرة رواد اتحاد طلاب الكلية كرائد للجنة الاجتماعية …..كانت مفاجأة سارة لم أتوقعها لوجود أساتذة عظماء بالكلية كانوا يتطلعون لذلك المنصب الفخري ولكن ثقة المرحوم أ.د/أحمد مستجير زادتني فخرا وحبا وانتماء للكلية العريقة وبذلت أقصي جهدا علي مدي 10سنوات(1988-1998) رائدا للنشاط الاجتماعي في الكلية وكان ذلك امتدادا لأستاذي الحبيب المرحوم أ.د/محفوظ غانم أستاذ الكيمياء الحيوية و أول رائدا للنشاط الطلابي في جامعة القاهرة.
تعاونت مع وكيل الكلية لشئون الطلاب والتعليم المرحوم طيب الذكر العالم الجليل أ.د/جلال النجدي في ابتكار أساليب جديدة لدعم صندوق التكافل الاجتماعي لطلاب الكلية ومنها علي سبيل المثال لا للحصر الاتصال بخريجي الكلية من رجال الأعمال الزراعيين الأبرار وعلي رأسهم المهندس/حامد الشيتى (دفعة1956 ) وهو رجل دمث الخلق شديد التواضع كريم محب للخير ومن العباد الذين أختصهم الله بقضاء حوائج الناس و كان يربطني به صداقة خاصة من خلال صداقتي مع ابنة الوحيد وصديقي العزيز رجل الأعمال/أشرف الشيتي حينما ألتحق كطالب بالكلية (عام 1980) ولكنة لم يستكمل دراسته والتحق بأحد الجامعات الأوروبية.
وافق المهندس /حامد الشيتي علي الدعم المالي لصندوق التكافل الاجتماعي فانتعشت خدمات الصندوق و حظي كل الطلاب المحتاجين بجميع احتياجاتهم من ملبس و مأكل وسداد المصاريف الدراسية والإقامة في المدن الجامعية و الحصول علي جميع مايحتاجونه من كتب ومذكرات دراسية بفضل دعم المهندس الكريم /حامد الشيتى.
في يوم من أيام شهر ديسمبر عام 1992 استدعاني أ.د/أحمد مستجير لمكتبة وطلب مني العمل علي سرعة تدبير مبلغ يقدر بحوالي 2000 جنية لصرف مرتبات شهرية لمجموعة من الطالبات اللائي يستحققن الدعم المالي .
اتصلت بالمهندس الشيتي فأرسل لي مندوب بالمبلغ المطلوب …..فرحت فرحا شديدا و وضعت المبلغ في درج مكتبي بالقسم ونزلت لمقابله أ.د/مستجير لأبلغه بوصول الدعم شكرني و أتصل بالمهندس الشيتي و أبلغة تقدير الكلية لأبنها البار.
عدت للقسم وفتحت درج مكتبي وكانت المفاجأة الأليمة هي سرقة المبلغ بالكامل …ذهبت لمنزلي علي الفور و أحضرت مبلغ 2000 جنية من رصيد المنزل وسلمت المبلغ للعميد وعلم بحادث السرقة وتألم كثيرا وطلب من العقيد/مدحت بركات قائد الحرس الجامعي بالكلية وسألني عمن أتهمة بالسرقة فقلت له لا أتهم أحد وعوضي علي الله وكان ذلك في نهاية ديسمبر 1992.
سافرت المملكة المتحدة في يناير 1993 تلبية لدعوة المجلس الثقافي البريطاني كأحد خريجي الجامعات البريطانية في مرحله الدكتوراه وفور وصولي لمطار هيثرو بلندن توجهت للمقر الرئيسي للمركز الثقافي البريطاني العالمي وهناك كانت تنتظرني أسعد و أجمل مفاجأة لا يمكن لإنسان أن يتوقعها حيث صدر مرسوم ملكي بصرف منحة قدرها 2000 جنية إسترليني (كان الجنية الإسترليني =10 جنية مصري وقتئذ) لكل أبناء دول العالم الثالث القادمين للمملكة المتحدة للتعاون العلمي من خلال المركز الثقافي البريطاني.
سبحان الله يتم سرقة 2000 جنية مصري مني في ديسمبر 1992 و أستعوض الله فيهم فيرزقني الله برزق مضاعف 10 مرات تعويضا عن المبلغ المسروق في يناير 1993.
عدت للقاهرة في فبراير 1993وقابلني أ.د/مستجير بمفاجأة أخري …..حيث تقابل بالصدفة مع المهندس /حامد الشيتى وقال له عن موضوع السرقة الذي تعرضت له فتألم ألما شديدا و أحس أن هذا المبلغ لا أستطيع تحمله فقام بعمل نبيل لا أستطيع نسيانه ماحييت يثبت به كرمة وأصله العريض حيث طلب من أ.د/مستجير أن يوافق علي توريد مبلغ 4000 جنية بديل للمبلغ المسروق منهما ألفان لي بديلا لما دفعته وألفان تدعيما أضافيا لصندوق التكافل وقال للدكتور/مستجير هذا المبلغ تعويضا عن الألم الذي شعر بة د/عوض عباس لسرقته و أيضا لاحتمال أن يكون المبلغ السابق التبرع به قد يشوبه شائبة لذلك رفض الله أن يدخل صندوق التكافل الاجتماعي فتم سرقته.
وقال أن الله طيب لا يحب إلا الطيب……..كم كان المهندس/حامد الشيتي كريما عطوفا ليشعر بضائقة إنسان فلا يجرحه ويمد له يد المساعدة حتى بادعاء أن ماله الحلال قد يكون شابة شائبة تجعله عرضة للسرقة………بارك الله في الرجل دمث الخلق الكريم المحترم أبن الكلية البار المهندس /حامد الشيتي.
