أعلنت إسرائيل، مؤخراً، عن عقد أغلى صفقة بيع أسلحة، في تاريخ إنتاجها العسكري، وهي صفقة صواريخ أرو-3 (حيث) إلى ألمانيا، والتي تمثل جزءاً من نظام الدفاع الجوي، متعدد الطبقات، لأي دولة في العالم.
فمن المعروف أن إسرائيل تنظم دفاعها الجوي من خلال منظومة القبة الحديدية ضد صواريخ المقاومة الفلسطينية، وتستخدم منظومة مقلاع داوود لتأمين الأهداف الجوية المعادية القريبة والمتوسطة، أما أحدث المنظومات الإسرائيلية للدفاع الجوي، فهي أرو-3 (حيث)، التي تقوم باعتراض الأهداف الجوية المحلقة في طبقات الجو العليا.
ولقد قامت إسرائيل بتطوير نظام الدفاع الجوي الجديد أرو-3 (حيث)، بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية، ونجحت الدولتان في أول اختبارات أجرتها لتلك المنظومة، بولاية ألاسكا الأمريكية.
تستخدم منظومة الدفاع الجوي أرو-3 (حيث)، ضد الطائرات والصواريخ الباليستية بعيدة المدى، حيث يصل مدى المنظومة الجديدة إلى 2400 كيلومتر، ويمكنها إسقاط أهداف تحلق على ارتفاعات تصل إلى 100 كيلومتر. تضم المنظومة، في كل وحدة، 6 صواريخ تعمل بنظام الاصطدام المباشر للهدف، وهو ما يحقق دقة كبيرة في تدمير الهدف الصاروخي المعادي.
تبلغ قيمة الصفقة الإسرائيلية لألمانيا نحو 3.5 مليار دولار، لتكون أكبر صفقة بيع أسلحة في تاريخ إسرائيل. وهنا قد يتساءل البعض عن سبب شراء ألمانيا لتلك المنظومة من إسرائيل،
ورداً على ذلك، فإن ألمانيا تقوم بتطوير قواتها المسلحة، بعدما قامت روسيا، خلال حربها مع أوكرانيا، بتنفيذ الضربة الافتتاحية للحرب باستخدام الصواريخ، بدلاً من الضربة الجوية، كما هو متعارف عليه في العلوم العسكرية.
وعليه، فقد شرعت معظم دول الجوار الروسي في تطوير أنظمتها الدفاعية للتصدي لأي ضربات صاروخية مماثلة، خاصة وأن روسيا تعتمد على الصواريخ الباليستية، التي تحلق خارج الغلاف الجوي، مثلا، كينجال وإسكندر.
وأمام مثل تلك التهديدات، وفي ظل كون ألمانيا دولة غير نووية، كان لابد لها من رفع كفاءة قواتها المسلحة وتعزيز قدراتها العسكرية، وهو ما دفعها، في وقت سابق من هذا العام، لاتخاذ قرار بزيادة ميزانية الدفاع بقيمة 100 مليار يورو، أعقبته بشراء الطائرات المقاتلة الأمريكية من طراز F16،
واليوم وجدت أن أرو-3 (حيث)، هو منظومة الدفاع الجوي الأنسب للتعامل مع أي تهديدات روسية محتملة، كما دعمت ألمانيا مصانعها الحربية، لتطوير كافة منتجاتها من الأسلحة والمعدات، والاعتماد على نفسها خلال الأعوام القادمة، كنتيجة للحرب الروسية الأوكرانية.