ان المشكلة الحقيقية في معرفة من هو فرعون موسى هو في امر الباحث نفسه على اختلاف مستوياتهم لانهم جميعا دخلوا في معرفته بدون التوغل في الجذور وكيف ظهر موسى أصلا على صفحات التاريخ ومولده في مصر وهكذا.ولو أراد اى باحث في معرفة حقيقة عصر وفرعون موسى فوجب عليه أولا دراسة قصة سيدنا يوسف لان الفارق بين زمن موسى ويوسف أربعة أجيال لا اكثر ولا اقل ولو اكدنا بان الجيل يقدر بحوالي 40 سنة فهكذا يسهل علينا التوصل الى معرفة عصر يوسف وعصر موسى.وهناك شيئا اخر أيضا لم يتجه اليه الباحثين وهو انه في قصة يوسف عليه السلام لم يذكر كلمة فرعون بل كلمة ملك مصر او الملك ولكن في قصة موسى عليه السلام كان المعنى به هو فرعون فما الفارق هنا بين الملك وبين الفرعون؟؟
ولذلك انصح كل باحث في الامر بان يبدا مع قصة سيدنا يوسف من القرأن الكريم ومن الاثار،الم نقول اليوم في الفيوم مثلا مطحنة يوسف وفى ادفوا مثلا على قمة التل صومعة يوسف وفى العزيزية نقول قصر عزيز مصر أو سجن يوسف،فكلها إشارات تدلنا على حدث ما وشخصية ما ووجب علينا التدقيق والبحث وكما امرنا الله في قوله تعالى (افلا ينظرون افلا يتفكرون افلا يتدبرون)
وقد قال تعالى في القران الكريم وكذلك امرنا بالبحث والتدقيق وكما جاء بنصا صريحا في سورة غافر الاية 21 (أَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوامِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ)
فاذا موضوع البحث والتحرى امرا للبحث والتدقيق كلا في تخصصه،ولذلك انا لست مع الراى القائل بانه لا اثر في الدين ولا دين في الأثر،لان الدين في جزأ كبيرا منه ما هوالا قصص،يعنى تاريخ الأمم السابقة.فالقرأن الكريم يعطى لنا مفاتيح العلم بل مفاتيح العلوم وليس شرح العلوم لان الشرح له أناس يوفقهم الله الى صحيح الحدث او تكذيب الحدث.
ولو طبقا ذلك على حدث مثل فرعون موسى ومن هو فوجب علينا بان نتبحر اكثر من ذلك في أعماق التاريخ لنعرف قصة يوسف عليه السلام في ارض مصر وما تلى ذلك من عصور حتى ظهور موسى عليه السلام.واكثر ما يؤلم النفس بان الحادثين حدثوا في مصر وخاصة مما يكذب الحدث او يعاند في معرفة حقيقة الحدث،ان مصر يا سادة قد ذكرها الله سبحانه وتعالى لمرات عديدة فى القرأن الكريم،وكان ذكرها مصحوبا بأحداث تاريخية هامة،وكذلك ذكرت فى التوراة والانجيل من قبل،وتلك الاحداث لو بحث فيها العلماء والمتخصصين بجد جهيد وبدون اية نزعة دينية لعرفوا الحق ولعرفوا التاريخ الحق مع الدليل الحق للاحداث.ولكن للاسف الشديد فان جميع علماء الارض فى الاثر والتاريخ وكذلك المسلمين منهم اخذوا يبحثون فى الاثار والمصادر الشتى وتغافلوا او تناسوا اعظم مصدر فى قصص التاريخ وهو القرأن الكريم وقصص الأنبياء.
ومن هنا ظهر الجدل العقيم والاختلافات الشتى بين العلماء المتخصصين فى التاريخ والاثار ومن بين تلك الموضوعات على سبيل المثال من هو يوسف عليه السلام،واظهروا مقولات وقصص تاريخية ابعد ما تكون عن الواقع الاصيل.حتى المتخصصين من المسلمين نهجوا الدرب الاجنبى وكذلك تأكيدهم على المقولة العالمية بانه لا اثر فى الدين ولا دين فى الأثر،ومن هنا تركوا منهج الله فى البحث والتدقيق فتركهم الله فى النتيجة.
ومن واقع بحثنا هذا وتدقيقنا فى كلام الكثير من العلماء والهواة وخاصة الاجنبى منهم،وبعد جهد جهيد لشهور طويلة بلا كلل او ملل وجدت ان العلماء على اختلاف مذاهبهم وعقائدهم وجنسياتهم ادخلونا فى حيرة شديدة وكأنها الحق وهى الباطل كله فى حقيقة الامر وعلى اختلاف اعدادهم الكثيرة حصرنا أرأهم فى شيئن لا ثالث لهما كما يلى:-
الرأي الأول: وهى الاراء التى تقول وتتسائل هل تتضمن القصص القرأنى اصلا تاريخيا؟ ام انها مجرد روايات المقصود منها فقط الوعظ والارشاد!! هل كان نوح وابراهيم ويوسف اشخاص حقيقية عاشوا مثلنا ام هى شخصيات اسطورية وجدت فى الكتب الدينية فقط؟؟.
الرأي الثانى:وهو الرأى الذى يقول بانه لا أثر فى الدين ولا دين فى الاثر اوالتاريخ!!حتى وان كانت قصص الانبياء حقيقة فهى الان مجرد تاريخ وكانت احداثه فى العهود القديمة ولا عودة الى الوراء.
وهاذين الرأيين يسير على نهجهما معظم علماء الارض فى علم الاثار والتأريخ،فضلوا واضلوا الكثيرين معهم وظهروا باراء وكأنها الحقيقة الكاملة.وهم انفسهم فى نفس الوقت كانوا باحثين فى كل شىء ومتناسين اعظم المصادر واقواها على الاطلاق بل واصدقها وهى القصص القرأنى فى التاريخ والتأريخ وكذلك فى قصص الانبياء عليهم جميعا الصلوات والسلامات.
وهكذا نجد ذروة الخلاف بين هذا وذاك بدون الوصول الى الحقيقة الكاملة بجانب الضعف الثقافي والدينى في علماء المصريات أصلا وتصديقهم لكل ما يقوله الاجنبى وكان كلامهم هو القرأن.ولذلك سوف اتوقف بداية من هذا المقال في الحديث عن من هو فرعون موسى لنبدأ من البداية الحقة وهو عصر يوسف وبعد ذلك نرجع بكل ثقة الى الحديث الاصلى عن فرعون موسى وبالله التوفيق