قال وزير السياحة والآثار مكرم القيسي، إنه عند التحدث عن الاردن كوجهة عالمية فإننا نتحدث عن غزارة المنتج السياحي والجودة والفرادة التي يتمتع بها المنتج السياحي في المملكة، وموقعها الجغرافي المتميز، وجودة المناخ على مدار العام، والأنماط السياحية المتنوعة، وتعاقب الحضارات على المملكة، والأمن والاستقرار الذي تتمتع به.
واضاف القيسي خلال جلسة بعنوان “الأردن كوجهة عالمية” ضمن فعاليات اليوم الثاني من أعمال ملتقى “عام على التحديث”، الذي تقيمه الحكومة بمناسبة مرور عام على إطلاق رؤية التحديث الاقتصادي وخارطة طريق تحديث القطاع العام، إن المملكة تحتوي على 15 ألف موقع أثري مسجل على القوائم الوطنية، لافتاً الى أن هذه المواقع الأثرية تحتاج الى جهود حثيثة لإدامتها وحمايتها وترميمها.
وأكد القيسي، أن هناك اعترافا عالميا بتميز الأردن، إذ يوجد بالمملكة 6 مواقع مدرجة على قائمة التراث العالمي، كما أعلنت منظمة السياحة العالمية الأردن مقصداً إقليمياً للسياحة العلاجية، واختارت المنظمة قرية أم قيس من بين أفضل 20 قرية سياحية في العالم، إلى جانب اختيار مدينة مادبا عاصمة للسياحة العربية 2022، ومدينة اربد عاصمة للثقافة العربية عام 2022.
وبين، أن القطاع السياحي بلغت نسبة مساهمته بالناتج المحلي خلال العام 2023 نحو 14.6 بالمئة، ويعمل في القطاع أكثر من 57 ألف موظف بشكل مباشر، مؤكداً قدرة القطاع على إيجاد منتج سياحي في جميع أنحاء المملكة كالمطابخ الإنتاجية، وتليفريك عجلون وغيرها من المنتجات في محافظات المملكة كافة.
وبشأن سهولة الوصول لزوار المملكة، أشار القيسي الى وجود مطارين بالمملكة مجهزين بشكل كامل لاستقبال الزوار والسياح، كما جرى التوقيع مع 5 شركات طيران منخفض التكاليف لاستقطاب السياح من 17 دولة و25 مدينة، وطيران عارض من 9 دول، إلى جانب خطوط الطيران المباشر لعمان من 37 دولة و69 مدينة و78 مطارا، بالإضافة إلى التأشيرة الالكترونية، ونظام التذكرة الموحدة.
وبين القيسي، أن أعداد زوار المملكة خلال الأشهر السبعة الماضية تجاوزت 3.7 مليون سائح، بنسبة نمو تقدر بـ51 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، فيما اراوحت أعداد زوار المواقع السياحية بين 83 و600 بالمئة، لافتاً الى أن الدخل السياحي تجاوز خلال الأشهر السبعة الماضية 3 مليارات دينار، بنسبة ارتفاع 50 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأشار الى أن وزارة السياحة أطلقت بالتعاون مع الجهات المعنية، 11 برنامجا تدريبيا للعاملين والباحثين عن العمل ومزودي الخدمات في القطاع السياحي، كما جرى إطلاق منصة للتوظيف في القطاع، الى جانب تنظيم أيام توعوية وظيفية تستهدف خريجي الجامعات والكليات والمعاهد الحكومية والخاصة، واستحداث حاضنة تنمية لتطوير وزيادة منعة القطاع.
وفيما يخص الترويج والتسويق للمملكة، بين القيسي أنه جرى من خلال هيئة تنشيط السياحة إطلاق 449 نشاطا ترويجيا وتسويقيا في أكثر من 53 بلدا استهدفت وسائل النقل العام في هذه الدول، واللوحات الإعلانية، الى جانب المشاركة في المعارض والمؤتمرات الدولية والإقليمية.
واستعرض القيسي، أعداد زوار المملكة القادمين عبر الطيران منخفض التكاليف، إذ بلغ عددهم خلال الأشهر السبعة الماضية 282 ألفا، بنسبة نمو تقدر بـ 75 بالمئة مقارنة بعام 2022، نتيجة الدعم المستمر والمدروس للطيران منخفض التكاليف، مبيناً أن عدد التذاكر الموحدة المباعة حتى نهاية تموز الماضي قرابة 214 ألفا، بنسبة نمو تقدر بـ 93 بالمئة مقارنة بالعام الماضي.
وقال القيسي، إنه جرى خلال النصف الأول من العام الحالي افتتاح 15 فندقاً جديداً، و65 مطعما سياحيا جديدا، و15 شركة نقل سياحي جديدة، و5 متاجر تحف جديدة، وترخيص 88 دليلا سياحيا جديدا، وإعداد خارطة استثمار سياحي لعام 2023.
من جهته، قال رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نايف الفايز، إن عناصر الوجهة السياحية العالمية متوفرة بالمملكة، لكن الأهم هو كيف نحافظ على هذه العناصر والإنجازات وأرقام النمو بالقطاع السياحي.
وأضاف، إن الحكومة دعمت خلال جائحة كورونا قطاع السياحة للمحافظة على استدامته، والتخفيف من الأضرار التي لحقت به جراء تبعات الجائحة.
وبين الفايز، أن عدد الزوار العقبة خلال النصف الأول من العام الحالي قرابة 1.5 مليون زائر، بنسبة نمو بلغت 108 بالمئة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ولفت الى أن عدد زوار الفنادق خلال الأشهر الستة الأولى ارتفع بنسبة 36 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مبيناً أن السلطة عملت على تقديم تسهيلات عديدة لزيادة الاستثمار بالقطاع الفندقي وزيادة أعداد الغرف الفندقية بمختلف فئاتها.
وأشار الفايز الى أن إشغالات فنادق الخمس نجوم بالعقبة خلال النصف الأول من العام الحالي ارتفعت بنسبة 75 بالمئة، وارتفعت نسب إشغال الفنادق بفئاتها كافة 62 بالمئة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مؤكدا أهمية التشاركية والعمل بروح الفريق الواحد مع القطاع الخاص والمجتمعات المحلية.
بدوره قال رئيس لجنة السياحة والتراث في مجلس الأعيان عبدالحكيم الهندي، إن القطاع السياحي هو أحد أهم القطاعات الواعدة، مضيفا أن القطاع واجه العديد من التحديات لكن بفضل التشاركية الحقيقية بين القطاعين العام والخاص استطاع القطاع تجاوزها.
وأكد الهندي، أن الحوافز التي قدمتها الحكومة لقطاع النقل السياحي ستسهم في تجاوز نقص أعداد حافلات النقل السياحي.
من ناحيته، قال عضو اللجنة التنفيذية لمجلس المفوضين في الهيئة الملكية الأردنية لصناعة الأفلام رجا غرغور، إن صناعة الأفلام بالأردن تعتبر من الصناعات الناشئة مقارنة مع بعض الدول في الوطن العربي، مؤكدا أن هذه الصناعة بها الكثير من الفرص الاستثمارية والاقتصادية، وتشغل قرابة 36 قطاعا خدماتيا وسياحيا، ويوفر 136 مهنة تقنية وابداعية.
وأشار الى أن دور الهيئة هو تسهيل إنتاج الأفلام سواء أكانت محلية أو أجنبية، معدداً أسماء بعض الأفلام الأجنبية التي ساهمت في الترويج للأردن والمواقع السياحية والأثرية بشكل خاص.
وأشار الى أن المشاريع الفيلمية التي تأتي إلى الأردن يقدر عددها بـ200 مشروع، وهي مشاريع جاذبة لمبالغ نقدية كبيرة يستفيد منها الاقتصاد الوطني، والمجتمعات المحلية بشكل خاص.
من جهتها قالت رئيسة جمعية درب الأردن، ضحى فياض، إن “درب الأردن” منتج سياحي فريد يقدم للسائح فرصة لاستكشاف المملكة سيراً على الأقدام ابتداءً من أم قيس بالشمال، وحتى أقصى جنوب الأردن انتهاء بشط البحر الأحمر بالعقبة.
وأضافت، إن “درب الأردن” يسهم في إيجاد فرص العمل لأبناء وبنات المجتمع المحلي من خلال تقديمهم للخدمات على المسار كاملاً، مبينة أن السائح المشارك في الدرب يقضي بالمسار بين 25 و45 يوماً، ما يحقق عوائد اقتصادية كبيرة على الاقتصاد الوطني.