أخبارشئون مصريةمنوعات

” اللواء الدكتور سمير فرج ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” عن :: أماكن لها قدسية خاصة … مسجد السيدة نفيسة

في يوم 25 أغسطس، 2023 | بتوقيت 6:12 مساءً

عندما تضيق بي الدنيا، أو كما نقولها بالعامية “تسود الدنيا في عيوني”، ولما يفيض عليّ الله من كرمه وفضله؛ ففي الحالتين لا ملاذ لي إلا إليه، سبحانه رب العباد،

أشكره وأحمده في السراء والضراء، طالباً منه الفرج، والعون، ورافعاً يدي شكراً وحمداً على نعمه، متخذاً من جامع السيدة نفيسة، منصة للتعبير عما يجول في نفسي، لما لهذا المكان الروحاني، من مكانة خاصة لدى جميع المصريين، مثله وباقي مساجد آل البيت، سيدنا الحسين والسيدة زينب.

وأذكر يوم أن حلف المشير طنطاوي، رحمه الله، اليمين بتعينه وزيراً للدفاع، أن رأيته واقفاً في جانب المسجد، ينتظر خروج زوجته، ولم أتحدث معه يومها.

ولكن بعدها بسنوات، عندما توطدت العلاقة بيننا، سألته عما كان يفعل يومها، فأجابني بأنه توجه لمنزله، بعد حلف اليمين أمام السيد الرئيس، واستبدل زيه العسكري بملابس مدنية بسيطة، واصطحب معه زوجته إلى مسجد السيدة نفيسة، فصلى ركعتي شكر لرب العالمين، وركعتين أخريين طالباً من الله سبحانه وتعالى التوفيق في مهمته الجديدة.

ولم أتعجب مما سمعت، فما فعله المشير طنطاوي، هو شأن الكثير من المصريين، وأنا منهم، فلطالما لجأت إلى جامع السيدة نفيسة، لأرجو من العلي القدير قضاء مطالبي، ولم يخذلني الله، يوماً، فقد كانت استجابته، دوماً، أكرم من حاجتي، فلما طلبت التوفيق في دراستي الحربية، تخرجت في كلية أركان حرب، وأنا برتبة رائد، بتقدير امتياز، وبالمركز الأول على دفعة قوامها مائة وخمسون ضابط، بينهم العقيد، حينئذ، عمر سليمان، رحمة الله عليه، الذي أصبح مديراً للمخابرات العامة، فيما بعد.

ورغم عدم قدرتي على حصر سبباً، أو أسباباً محددة، لذلك الارتباط العاطفي بين الكثير من المصريين، وبين مسجد السيدة نفيسة، إلا أنني متفهم، تماماً، لتلك المشاعر، والسكينة التي نشعر بها هناك، والتي دفعت الكثير من المصريون للتوصية بأن تقام صلاة الجنازة عليهم بمسجد السيدة نفيسة، بنت الحسن الأنور، ابن زيد الأبلج، ابن الحسن، ابن سيدنا علي، والسيدة فاطمة، سليلة بيت النبوة، المولودة في عام 514 هجرية بالمدينة المنورة، والتي جاءت إلى مصر مع زوجها وأبيها، وعمرها 48 عاماً، وتوفيت بها، ودفنت في هذا المسجد، الذي أصبح مكاناً روحانياً لكل المصريين.

وأمام تلك المكانة الخاصة، والمنزلة الرفيعة، في قلوب المصريين جميعاً، فقد سعدت كثيراً، بما نال مساجد آل البيت، مؤخراً، من تطوير.

كاتب المقال

اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج

Email: [email protected]

واحداً من أهم أبناء القوات المسلحة المصرية.

ولد في 14 يناير في مدينة بورسعيد، لأب وأم مصريين.

تخرج، سمير فرج، من الكلية الحربية عام 1963.

والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي.

تخرج من كلية أركان حرب المصرية في عام 1973.

والتحق بعدها بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، وهي أكبر الكليات العسكرية في المملكة البريطانية،وواحدة من أكبر الكليات العسكرية على مستوى العالم.

فور تخرجه منها، عُين مدرساً بها، ليكون بذلك أول ضابط يُعين في هذا المنصب، من خارج دول حلف الناتو، والكومنولث البريطاني.

تولى، اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج، ، العديد من المناصب الرئيسية في القوات المسلحة المصرية، منها هيئة العمليات، وهيئة البحوث العسكرية. وعمل مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً بكلية القادة والأركان. كما عين مديراً لمكتب مدير عام المخابرات الحربية ورئاسة إدارة الشئون المعنوية.

تتلمذ على يده العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، إبان عمله مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً في كلية القادة والأركان المصرية.

لم تقتصر حياته العملية، على المناصب العسكرية فحسب، وإنما عمل، سمير فرج، بعد انتهاء خدمته العسكرية، في العديد من المناصب المدنية الحيوية، ومنها وكيل أول وزارة السياحة، ورئيس دار الأوبرا المصرية، ومحافظ الأقصر. ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة NatEnergy.

وله العديد من الكتب والمؤلفات العسكرية، خاصة فيما يخص أساليب القتال في العقيدة الغربية العسكرية. كما أن له عمود أسبوعي، يوم الخميس، في جريدة الأهرام المصرية ومقال أسبوعى يوم السبت فى جريدة أخباراليوم.