أخبارمنوعات

” اللواء الدكتور سمير فرج ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” عن : تطورات الحرب الروسية الأوكرانية

في يوم 11 أغسطس، 2023 | بتوقيت 6:02 مساءً

بينما العالم يأمل، في كل يوم، أن يشهد انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية، التي أحدثت دماراً لطرفي النزاع المباشرين، وخلفت العديد من المشاكل الاقتصادية، بكل دول العالم، في صورة تضخم، وزيادة الأسعار، وارتفاع معدلات البطالة، فضلاً عن نقص السلع، واضطراب سلاسل الإمداد العالمية، فإن تلك الحرب تأخذ كل فترة شكلاً جديداً من أشكال الصراع. فخلال الشتاء الماضي، عملت روسيا على تعزيز خطوطها الدفاعية، في المناطق التي ضمتها إليها، والتي تمثل نحو 20% من الأراضي الأوكرانية، وهي لوهانسك، ودونيتسك، وزابورجيا، وخيرسون، وتمكنت من بناء نظام دفاعي متميز.

وعلى الصعيد المقابل، بدأت أوكرانيا استعداداتها لشن ما أسمته “هجوم الربيع”، بهدف استعادة أراضيها، وحل الربيع، وأعقبه الصيف، ولم ينجح هجوم أوكرانيا المضاد، تماماً مثلما توقعت في كل مقالاتي، وحواراتي التليفزيونية؛ إذ أنه من البديهي، ألا تقوم أوكرانيا بهجوم مضاد، وعدوها الروسي، يمتلك كامل السيطرة الجوية على ميدان المعركة، فضلاً عن عدم كفاية مدة التدريب المتاحة لجنودها، لاستخدام الأسلحة الجديدة التي تسلمتها من أمريكا وفرنسا وبريطانيا، وخاصة الدبابات، بالإضافة إلى تعديل أمريكا لموعد تسليمها للطائرات المقاتلة F16 إلى آخر العام الجاري.

وأمام تلك المعطيات والتطورات، كان لزاماً على أوكرانيا تأخير موعد هجومها المضاد، للحد من حجم الخسائر التي لحقت بها، أمام شدة الدفاعات الروسية، وذلك باعتراف مدير المخابرات الأوكرانية. وللتغطية على فشل الهجوم المضاد، لجأت أوكرانيا لأسلوب آخر من أعمال القتال، بالقيام بضرب العاصمة الروسية، موسكو، بالمسيرات، كما بدأت بمهاجمة السفن الروسية، في البحر الأسود، وأهدافاً روسية، أخرى، في شبه جزيرة القرم، وبالفعل حققت هذه الهجمات تأثيراً معنوياً، وإن لم يكن له تأثيراً مباشراً على نتائج القتال.

ففي مقابل رفع الروح المعنوية لجنود وشعب أوكرانيا، ودول حلف الناتو، كان الرد الروسي أكثر عنفاً، وشراسة، ضد ميناء أوديسا، ومخازن الحبوب فيه، فحرمت أوكرانيا من تصدير الحبوب، وأوقفت اتفاقية مرور الحبوب، عبر البحر الأسود، إلى باقي دول العالم، رغم تعهدها بإمداد عدد من الدول الإفريقية بكميات من القمح، بدون مقابل، تعويضاً لها على إيقاف هذا الاتفاق.  

وهكذا تحولت أعمال القتال، في الفترة الحالية، بين الروس والأوكرانيين، إلى حرب مسيرات بالطائرات والقوارب الصغيرة، بهدف إحداث نصر دعائي، لتغطية فشل الهجوم، وهو ما يتوقع معه استمرار انحدار تلك الحرب في النفق المظلم، التي تسير فيه، ولا نعرف له نهاية.

كاتب المقال

اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج

Email: [email protected]

واحداً من أهم أبناء القوات المسلحة المصرية.

ولد في 14 يناير في مدينة بورسعيد، لأب وأم مصريين.

تخرج، سمير فرج، من الكلية الحربية عام 1963.

والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي.

تخرج من كلية أركان حرب المصرية في عام 1973.

والتحق بعدها بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، وهي أكبر الكليات العسكرية في المملكة البريطانية،وواحدة من أكبر الكليات العسكرية على مستوى العالم.

فور تخرجه منها، عُين مدرساً بها، ليكون بذلك أول ضابط يُعين في هذا المنصب، من خارج دول حلف الناتو، والكومنولث البريطاني.

تولى، اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج، ، العديد من المناصب الرئيسية في القوات المسلحة المصرية، منها هيئة العمليات، وهيئة البحوث العسكرية. وعمل مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً بكلية القادة والأركان. كما عين مديراً لمكتب مدير عام المخابرات الحربية ورئاسة إدارة الشئون المعنوية.

تتلمذ على يده العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، إبان عمله مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً في كلية القادة والأركان المصرية.

لم تقتصر حياته العملية، على المناصب العسكرية فحسب، وإنما عمل، سمير فرج، بعد انتهاء خدمته العسكرية، في العديد من المناصب المدنية الحيوية، ومنها وكيل أول وزارة السياحة، ورئيس دار الأوبرا المصرية، ومحافظ الأقصر. ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة NatEnergy.

وله العديد من الكتب والمؤلفات العسكرية، خاصة فيما يخص أساليب القتال في العقيدة الغربية العسكرية. كما أن له عمود أسبوعي، يوم الخميس، في جريدة الأهرام المصرية ومقال أسبوعى يوم السبت فى جريدة أخباراليوم.