هناك احداث تاريخية ومسجلة وموثقة في الأثر المصرى ونجدها لم تحدث الا في عهد الدولة الوسطى وخاصة في منطقة الفيوم بالاخص وفى مناطق أخرى بمصر آنذاك.ولكن في علم الأثر بالرغم من انها مذكورة الا ان هناك علماء لا يريدون الاعتراف بها وانها ليست في عهد الدولة الوسطى وهناك اخرين فى الخارج يكذبون ذلك بالرغم من ذكرها في القرأن الكريم وكذلك في التوراة التي يسترشدون بها في مواقع أخرى خاصة بالحضارة المصرية،وهنا اتسائل لما العند والعناد في هذا؟؟ولصالح من؟!.
ومن هذه الأمور العجيبة ولتى يعلمها كل باحث وعمل دراسات عليا في حضارة الفيوم وخاصة بعد هذا العلو والتقدم الفظيع في عهد الدولة الوسطى وبالأخص في عهد الملك امنمحات الثالث،نجد في نهاية عده وفى عهد ابنه الملك سنوسرت الثالث حدثت عدة نقاط هامة ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
1-نقص الثمرات : فبالرغم من العلو الاقتصادى والزراعى فى تلك الحقبة ووصوله الى قمة العلو،الا انه فى ظروف اعوام قليلة فقط خسرت مصر كل ذلك لاول مرة تاريخيا واحد اسباب انهيار تلك الحقبة وذلك اللغز المحير علميا وحتى الان.وهو سبب انهيار الدولة الوسطى بصفة عامة ومصر كلها بصفة خاصة.ونجد ان المجتمع المصرى بدأ يشكو من نقص الثمرات وتبوير الارض وكأنها المجاعةوهنا حدث الخلط التاريخى بين هذه المقولة (كانها المجاعة) وبين المجاعة الحقيقية التى كانت فى عهد يوسف والتى ايضا لم تحدث فى مصر وانما فى بلاد كنعان وكما شرحنا ذلك فى بحثنا عن يوسف فى مصر ولذلك قال لاهله (ادخلوا مصرانشاء الله امنين) اى امنين من المجاعة التى كانت هناك.
2- الطوفان: وهو ارتفاع منسوب مياه النيل واغراق المزارع وكذلك كثرة الامطار المغرقة،وهذا ما لم تتعود عليه مصر من قبل.وكيف انه فى عهد هذا الفرعون تم الشكوى مرارا وتكرارا من ارتفاع منسوب النيل بدون سبب واضح حتى الان،وخاصة فى الاوقات التى ليس فيها فيضان.
3-الدم : ونجد فى نصوص كثيرة كلمة الدم!! وهناك نصا صريحا ولا اجتهاد مع نص صريح يقول (ماءالنيل اصبح لونه كالدم ) فلما حدث ذلك وكما سنعرف فى الرواية الاصلية فى البردية التى تناولت هذه النقطة على وجه الخصوص
4-الضفادع: وكانت تدخل عليهم فى بيوتهم وتسقط فى طعامهم وشرابهم.الا نجد ذلك فى شكاوى الكثير من المصريين وبعضها فى البرديات محفوظة حتى الان.وحتى وان كانت كتبت فى عهود بعد ذلك كدليل على احداث مصرية حدثت بالفعل والناس عنها غافلين.
5-القمل: وهى البراغيث التى تاتى من القمامة وكثرت فى بيوتهم وفراشهم،وما نتج عن ذلك من أمراض بلا حصر،بل وصل الامر الى حد الموت وكثرة الموت انذاك.
6-كثرة الموت: ووصله الى بيت وقصور الفرعون نفسه وموت مفاجىء لكثير من الامراء والكهنة والتشخيص امراض غير معروفة ولم تعرف من قبل.والعجيبة فى كل ذلك والتى لايصدقها احدا حتى اليوم بان البيوت الكنعانية انذاك لم يصبها شىء من ذلك فهل تصدقون فبالرغم من ندرة النصوص التى لدينا حتى الان،الا ان كلها شكاوى من مصريين ولم نجد اى شكوى واحدة من كنعانى واحد فهل تصدقون ذلك؟؟.
وكما قلت في دراسة شخصية فرعون موسى لا يجب الاستناذ الى الأثر المصرى النادر ولكن هناك كتب تتحدث عن أشياء أخرى في الطب مثلا من علماء حديثون ومع ذلك نجد لهم إشارة الى احداث حدثت بالفعل في عصر الدولة الوسطى ومن هذه الكتب الرائعة كتاب (الطبوالتحنيطفىعهدالفراعنة) من تاليف طبيبين شهيرين وهما د. يوليوس جيار و د. لويس ريتر،وهما يعتبران اول طبيبين يهتمون بدراسة الطب عند القدماء المصريين وخاصة انه فى تخصصهما.واخذوا السنوات العدة يدرسون ذلك عن طريق البحث والتدقيق الترجمى ثم قام السيد المصرى انطون ذكرى بترجمة هذا الكتاب وكان انذاك امين مكتبة المتحف المصرى فى عهد الملك فؤاد الاول.ويعتبر هذا الكتاب نادرا وفريدا من نوعه وكل ما يهمنا ههنا والتى تهم الباحثين والمتخصصين هو وصول هاذين الطبيبين الى حقائق مؤكدة وارجعوها الى عهد الدولة الوسطى ومما قالوه (( يقولون بان القمل والبرغوثوالبق لم تكن معروفة فى مصر ولم تكن ذائعة الانتشار عندهم.ولكنها ظهرت فجأة ونتج عن ذلك امراض لم يعرفها الاطباء المصريين من قبل.وهناك اثار دالة على ذلك حتى فى ردائهم وما تم اكتشافه من اكفان تعودالى هذه الحقبة.ولايسعنى سوى القول بان ظهور هذه الامراض المفاجئة وبدون مقدمات ما هو الا جملة من الضربات التى انتقم الله بها من ملك هذا العهد لمخالفته لامر الله.هذا بخلاف الذباب الذى كان يعرفه المصريينمنذ قديم الزمان ولم يسبب اى مشاكل او امراض على الاطلاق ))
واثبتوا كذلك بانه انذاك انتشر داء اطلق عليه الاطباء المصريين انذاك اسم (أأت) وهو الداء الذى نتج عن فيضان النيل وتدفق الامطار مما احدث مستنقعات وظهور نوع من البكتريا الفتاكة وتدفع الى الموت ولا محالة.
فهل بعد كل تلك الاراء وغيرها من الاثباتات ياتى من يكذب ايات الله ويقول بانها من قصص اساطير الاولين!! واين نحن المصريين المتخصصين والاثريين من كل ذلك؟؟الا يجب علينا البحث والتدقيق لو كنا حقا فخورين بتلك الحضارة القديمة بحلوها ومرها.
وهكذا كانت سنين مصر المتتالية ومع ذلك نجد تواصل العناد والتكبر من الفرعون وملاءه وقالوا مهما تاتينا به من اية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين.وهنا نلاحظ الحل المضاد وهو تداخل طبى لاول مرة فى التاريخ المصرى بكل دقة وتانى وهو الخلط ما بين الاطباء والكهنة السحرة وخاصة السحرة المشغولين بالامراض وهذا موضوع جديد وجميل فى قرأته وعلينا مراجعة كل ذلك فى الكتاب الفريد من نوعه وكما سبق القول وهو الطب والتحنيط عند قدماء المصريين.
والى لقاء مع المقال القادم والمزيد من الحديث بنقاط عدة حول فرعون موسى
كاتب المقال
الباحث الاثارى والمرشد السياحى
احمد السنوسى