أخبارمنوعات

“اللواء الدكتور سمير فرج” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” عن : لماذا يحب المصريون روسيا والرئيس بوتين؟!

في يوم 21 يوليو، 2023 | بتوقيت 9:29 مساءً

مع تطورات الحرب الروسية الأوكرانية، التي بدأت في فبراير من العام الماضي، أظهر الشارع المصري تعاطفاً مع روسيا، ورئيسها فلاديمير بوتين، وهو ما يرجع، في الأغلب، لمتانة العلاقات التاريخية، بين البلدين، التي بدأ في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.

وتحديداً في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عندما دعم الاتحاد السوفيتي مطالب مصر لبناء السد العالي، وإنشاء مصانع الحديد والصلب في حلوان، ومجمع الألمونيوم في نجع حمادي. أما في أعقاب هزيمة 1967، التي تسببت في خسارة القوات المسلحة المصرية لمعظم عتادها العسكري في سيناء.

قام الاتحاد السوفيتي بإعادة تسليح الجيش المصري بمستلزماته من الأسلحة، والمعدات العسكرية، ولما حان وقت التحضير لهجوم مصر على خط بارليف، واقتحام قناة السويس، وصلنا الإمداد الروسي في صورة كباري العبور، والمعدات البرمائية.

العلاقات المصرية الروسية

ورغم انهيار الاتحاد السوفيتي، عام 1991، كانت مصر في طليعة الدول التي أقامت علاقات استراتيجية مع روسيا الاتحادية، وتوجتها بالزيارات الرئاسية المتبادلة، بداية من زيارة الرئيس مبارك إلى روسيا في عامي 2001، و2006، ثم زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى روسيا في 2014، و2015، و2018، التي دعاه الرئيس بوتين، في إحداها، لزيارة مركز التحكم العسكري الروسي، التابع لوزارة الدفاع الروسية، وهو ما لاقى اهتمام على المستوى العالمي،

حيث كان الرئيس السيسي أول أجنبي يزور ذلك المركز. بالإضافة إلى زيارة الرئيس بوتين لمصر في 2017، فضلاً عن عدد من اللقاءات الثنائية، بين الزعيمين، على هامش الفاعليات الدولية، التي كانت سبباً في توحيد الرؤى، خاصة في مجال التصدي للإرهاب.

الرئيس السيسى والرئيس بوتين

وبعد ثورة يونيو 2013، أزدهر التعاون العسكري، مع روسيا، في مجالات تحديث منظومات الدفاع الجوي، قصير المدى ومتوسط المدى وبعيد المدى، بما رفع من كفاءة قوات الدفاع الجوي المصرية. كما قامت القوات البحرية الروسية بإهداء مصر طراد من طراز مولينا، بالإضافة إلى صفقة طائرات “ميج 29” وطائرات “كا 52” المروحية،

يضاف لذلك إسهامات روسيا في تطوير المصانع الحربية، المنشأة منذ عهد الرئيس عبد الناصر، لترقى لمستوى المصانع الذكية العالمية، إيماناً من الرئيس بوتين بضرورة دعم مصر في كافة تحدياتها الإقليمية.

وعلى الصعيد الاقتصادي، تطورت العلاقات بقيام روسيا بإنشاء أول منطقة صناعية، خارج أراضيها، داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والتعاون في إقامة أول محطة للطاقة النووية في الضبعة. فضلاً عن الشراكة التجارية التي تنعكس في زيادة حجم الصادرات المصرية إلى روسيا، خاصة من المحاصيل الزراعية، كالبرتقال والبطاطس.

فلا عجب أن يتعاطف المصريون مع روسيا، ورئيسها، باعتبارهم حلفاء وشركاء تاريخيين لمصر.

كاتب المقال

اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج

Email: [email protected]

واحداً من أهم أبناء القوات المسلحة المصرية.

ولد في 14 يناير في مدينة بورسعيد، لأب وأم مصريين.

تخرج، سمير فرج، من الكلية الحربية عام 1963.

والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي.

تخرج من كلية أركان حرب المصرية في عام 1973.

والتحق بعدها بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، وهي أكبر الكليات العسكرية في المملكة البريطانية،وواحدة من أكبر الكليات العسكرية على مستوى العالم.

فور تخرجه منها، عُين مدرساً بها، ليكون بذلك أول ضابط يُعين في هذا المنصب، من خارج دول حلف الناتو، والكومنولث البريطاني.

تولى، اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج، ، العديد من المناصب الرئيسية في القوات المسلحة المصرية، منها هيئة العمليات، وهيئة البحوث العسكرية. وعمل مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً بكلية القادة والأركان. كما عين مديراً لمكتب مدير عام المخابرات الحربية ورئاسة إدارة الشئون المعنوية.

تتلمذ على يده العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، إبان عمله مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً في كلية القادة والأركان المصرية.

لم تقتصر حياته العملية، على المناصب العسكرية فحسب، وإنما عمل، سمير فرج، بعد انتهاء خدمته العسكرية، في العديد من المناصب المدنية الحيوية، ومنها وكيل أول وزارة السياحة، ورئيس دار الأوبرا المصرية، ومحافظ الأقصر. ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة NatEnergy.

وله العديد من الكتب والمؤلفات العسكرية، خاصة فيما يخص أساليب القتال في العقيدة الغربية العسكرية. كما أن له عمود أسبوعي، يوم الخميس، في جريدة الأهرام المصرية ومقال أسبوعى يوم السبت فى جريدة أخباراليوم.