الأديبة والروائية الكبيرة ” سلوى بكر ” ستكون هى ضيف صالون السبت الثقافى بنقابة الصحفيين يوم السبت المقبل 15 يوايو الجارى.
يدير الصالون فى هذا اللقاء – الذى يعقد فى الواحدة ظهر السبت المقبل 15 يوليو الجارى وتحتضنه قاعة الدكتور طه حسين بالدور الرابع – كل من الكاتب الصحفى محمود الشيخ ، والكاتب الصحفى والأديب عادل سعد ، وذلك بحضور عدد كبير من المثقفين والمهتمين بالحركة الثقافية ، والصحفيين .
و سلوى أحمد بكر طلب” سلوى بكر ” كاتبة وروائية وناقدة مصرية قدمت من خلال أعمالها مزيجًا فريدًا بين الماضي والحاضر مستخلصةً أهم العِبر. ناشدت بالحرية الشخصية دون التفريق بين رجل أو امرأة ، حصلت على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 2021 عن مجمل أعمالها الأدبية والروائية .
ومنذ نحو عام مضى أثارت الكاتبة والروائية سلوى بكر الجدل ، الرأى العام بأرئها الجريئة خلال لقائها مع الإعلامي عمرو عبد الحميد في برنامج «رأي عام» حيث هاجمت فكرة ارتداء الفتيات في المرحلة الإعدادية الحجاب منتقدة إلغاء حصص الرياضة والموسيقى والرسم في المدارس، مشيرة إلى أن تلك الإجراءات تؤثر في البنية الثقافية والفكرية للطفل: «ممكن يكون داعشي وممكن يكون إرهابي».
كما وجهت الروائية سلوى بكر إنتقادات حادة المساجد التي تذيع القرآن الكريم قبل الصلاة وبعدها قائلة «الجامع اللي بيشغلي قرآن قبل الصلاة بنص ساعة وبعد الصلاة بنص ساعة، قرآن مش للمقرئين حتى بتوعنا يعني ياريت يسمعني خليل الحصري ولا الشعشاعي، ده يجب التوقف عنده» ، ومؤكدة على أن من يفعل ذلك يمارس إرهابا «أنا في لحظة مش عايزة أسمع قرآن» مضيفة «إذا قرئ القران فاستمعوا له وأنصتوا، وأنا في لحظة غير مهيئة للإستماع والإنصات».
وأوضحت فى رأيها قائلة «أنا عندي مصحف في البيت وعندي راديو فيه محطة القرآن الكريم، ووقت ما أحب اسمع قرآن أسمعه في أي لحظة».
وتعتبر الروائية سلوى بكر أن مواجهة الإرهاب حتى الآن مواجهة أمنية، مشيرة إلى أننا «ندفع دماء أبنائنا من خيرة الشباب في هذه المواجهة التي لا مفر منها».
وتؤكد أن المواجهة الثقافية هي المواجهة الأهم والتي تبدأ من التعليم، مشيرة إلى أن هذه الجماعات هيمنت على التعليم في مصر، متهمة الرئيس الراحل محمد أنور السادات بأنه السبب في ذلك، مضيفة «الجماعات الإرهابية بشكل أو بآخر هيمنت على التعليم في مصر منذ أعطاها السادات الضوء الأخضر في سبعينات القرن الماضي، وهيمنت على التعليم من الحضانة لحد الجامعة وأصبح تعليما غير مدني، وأصبح تعليم يصطبغ بصبغة دينية متخلفة، والجانب الديني المستنير اللي تربينا عليه في جيلي والذي عرفناه لم يعد كما كان في مدارسنا».
وأعلنت سلوى بكر أن “محدش معاه توكيل من ربنا عشان يمارس وصاية دينية ” مشيرة إلى أن بنية الإنسان في مصر فقدت القدرة على الرؤية الواسعة والمتسامحة للأشياء وقبول الاختلاف «يا أخي انت راجل متدين وأنا متدينة بطريقتي، إنت مش معاك توكيل من ربنا ولا معاك توكيل من حد عشان تمارس عليا وصاية دينية»، متسائلة «من أنت؟»
ووصفت الروائية سلوى بكر، انتقالها خلال مراحل حياتها بالانتقال العشوائي، مضيفة «أنا أظن إن إحنا في مجتمعنا كائنات عشوائية، نولد بشكل عشوائي ومعندناش خطط»، وضربت مثل بذلك قائلة: «يعني لما أقولك خطتك إيه على مدى الـ5 سنين الجايين مش هتعرف تجاوب، لأن متعودناش على فكرة التخطيط».
وبعيداً عن أرائها التى قد تتفق أو تختلف معها فإن الأديبة والروائية الكبيرة ” سلوى بكر ” دون شك أو فصال فهى تُعد صاحبة أفضل تجربة روائية في مصر والوطن العربي كافةً، استطاعت بأسلوبٍ غير مسبوق أن تمزج الأمور السياسية، والتاريخية، والاجتماعية.
حازت الكثير من كتاباتها على الطابع التنويري في وسط مجتمع غلبت عليه الصورة المحافظة.
واستطاعت سلوى بكر أن تنور المجتمع بأفكارها التي قدمتها بأسلوبٍ لم يتخطى ما فرضه هذا المجتمع.
فقد شهدت الكثير من الأحداث التاريخية التي مرّت بها مصر وقد انعكس ذلك بشكلٍ كبيرٍ في أعمالها. وقد صرّحت أنها من أنصار الحركية اليسارية وبشكلٍ خاص خلال عهد السادات. أرادت من خلال رسالتها أن تسلط الضوء على الإنسان، بغض النظر عن جميع الفروقات التي تفرق بين الآخرين.
وقد وُلدت سلوى بكر في القاهرة في 8 يونيو عام 1949 ، كان والدها يعمل في مجال النقل في سكك حديد مصر. ولكنه توفي مبكرًا فتحملت والدتها عاتق تربية الأولاد ، حصلت على بكالوريوس إدارة أعمال من كلية التجارة – جامعة عين شمس – في عام1972 ، وانضمت سلوى خلال دراستها الجامعية إلى عدد من الحركات الطلابية، ولكن شدّها حبها للأدب والكتابة إلى الانخراط بدراسة هذا المجال. فدرست النقد المسرحي وحصلت على ليسانس نقد مسرحي وتخرجت عام 1976.
بعد أن أنهت دراستها توجهت لمجال نقد الأفلام والمسلسلات قبل منتصف الثمانينات، في عدد من المجلات والصحف العربية المختلفة. حتّى أنها مارست القليل من هذه المهنة خلال تواجدها مع زوجها في قبرص، ، حيث عملت لعدة سنوات ناقدة سينمائية في عدد من المجلات الصادرة بالعربية، ركزت على الكتابة الخلاقة المبدعة قبل أن تعود إلى مصر سنة 1986 لتنطلق في المسيرة الأدبية التي كانت بانتظارها. وعلى وجه التحديد بدأت سلوى إنتاجها الأدبي في العام 1979.
عملت كمفتشة تموين منذ عام 1974 و حتى 1980 ، ثم عملت كناقدة مسرحية وسينمائية لعدة منشورات عربية. في 1985 تُرجمت أعمالها إلى عدة لغات. عملت كأستاذ زائر بالجامعة الأمريكية 2001. وعضو لجنة تحكيم مهرجان السينما العربية الأول – باريس
لها تاريخ نضالى وطنى وهو ما كان وراء اعتُقلها أثناء إضراب عمال الحديد والصلب سنة 1989، وأتاحت لها تجرية الاعتقال فرصة الاختلاط بالسجينات الجنائيات في سجن القناطر، وكانت هي السجينة السياسية الوحيدة بينهن، ونتج عن هذه الفترة رواية “العربة الذهبية لا تصعد إلى السماء”، التي تدور أحداثها في عالم السجن النسائي، وعلاقته بوضع المرأة في المجتمع.
أبدت اهتمامها بشكلٍ صريح بالرواية والتأليف بعد الفترة التي استلم فيها السادات الحكم، وبعد أن صرّحت عن انتمائها للحركة اليسارية. وقد اختارت هذا المجال لأن السياسة لم تعد تلبي ما تريد أن توصله لهذا العالم.
وتفضل سلوى إبقاء حياتها الشخصية بعيدة عن الإعلام ، إلا أن لا يعرف عنها سوى زواجها منير الشعراني ولديهما ابن وابنة. وأن لدى والدتها أصول تركية وأصول صعيدية من جنوب مصر.
حازت على جائزة “دويتشه فيله” مقدمة من الإذاعة الدولية الألمانية عام 1993.
كان أول إنجازٍ أدبي لها هو مجموعة من القصص حملت اسم “حكاية بسيطة” عام 1979، وقد نشرتها سلوى بنفقتها الخاصة.
ولاقت هذه المجموعة نجاحًا كبيرًا، وذلك نظرًا لتوجهها الشامل الذي تخطى كافة الألوان، والأديان، والأعراق.
وفي العام 1984 أصدرت مجموعتها الثانية تحت اسم “مقام عطية” أو “رواية عطية” التي نشرتها لها دار الفكر.
وكان النجاح الأبرز لها في مطلع التسعينات بعام 1991 بعد أن نشرت روايتها الأولى “العربة الذهبية لا تصعد إلى السماء”. وقد طالت هذه الرواية العالمية عبر ترجمتها إلى أكثر من 17 لغة عالمية. منها الإنجليزية، والإسبانية، والألمانية، والتركية، والكورية والعديد غيرها.
واقتصرت فترة التسعينات على مجموعاتٍ قصصية لاقت نجاحًا كبيرًا وإعجابًا أكبر من الجمهور الذي لم يتوقع قط القليل من سلوى،وفي عام 1992 نشرت مجموعة “عجين الفلاحة” القصصية، ونشرت في العام نفسه مجموعة “كيد الرجال”.
وفي العام الذي تلاه نشرت مجموعة “وصف البلبل”. أما مجموعة “أرانب” فقد كانت من نصيب عام 1994، وجميعها كان صادرًا عن دار “سينا للنشر”. وفي العام 1996 طرح درا النديم مجموعتها القصصية “إيقاعات متعاكسة”.
وكان العام 1998 عامًا فاصلًا في حياة سلوى؛ ففي هذا العام نشرت رواية “البشموري” والتي طرحت فيها موضوعًا لم يتجرأ أحد من قبل أن يقدمه. فقد تناولت فترة الخلافة الإسلامية في البلدان التي تعرضت للغزو ومن ضمنها مصر، إلا أنه كان نموذجًا لعسف التيارات الدينية الإسلامية. فقد كانت الرواية صدمة للمسلمين والأقباط في مصر، بعد أن سلطت الضوء على الأخيرين دون حسابات.
واختتمت سلوى فترة التسعينات بتمثيلية “نونة الشعنونة” في العام 1999 التي قدمت بطولتها حنان ترك ،ومع مطلع الألفية وبالتحديد عام 2002 أصدرت هيئة الكتاب أول مسرحية من تأليف سلوى تحت اسم “حلم السنين”. وفي العام الذي تلاه أصدرت سلوى روايتها الثالثة تحت اسم “سواقي الوقت”، كما أصدرت في العام نفسه مجموعة “شعور الأسلاف” القصصية.
وفي العام 2004 قدمت لنا سلوى صورة رائعة للجانب الإنساني والضمير الذي دائمًا يتورط بحروبٍ لا دخل له فيها. وذلك عن طريق رواية “كوكو سودان كباشي”. وفي عام 2006 عادت سلوى بالتاريخ ومزجته مع الحاضر عبر رواية “أدماتيوس الألماسي” وقدمت في العام نفسه مجموعة “من خبر الهناء والشفاء” القصصية.
وتوارت سلوى لفترة عن الأنظار لتعود في العام 2010 برواية “الصفصاف والآس” التي تناولت جانبًا من معركة الأهرام الشهيرة. ونشرت في العام نفسه مجموعة “وردة أصبهان” القصصية.
ولم تغفل سلوى عن التطورات التي شهدتها مصر بعد ثورة يناير. فعبرت عن رأيها بأسلوبها المميز من خلال مجموعة قصص حملت اسم “ذات الكف الأسود”.
ولقد حصلت الروائية سلوى بكر على جائزة الشاعر الفلسطينى الراحل محمود درويش للإبداع فى دورتها الثامنة لعام 2017، وقد جاء هذا الفوز تتويجا لتاريخ إبداعى كبير.
حيث جاء اختيارها، وفقاً للأسباب التى ذكرتها لجنة الجائزة فى تقريرها، آنذاك لأن «كتاباتها الأدبية تنتمي، على مستوى الموضوع، إلى الموروث المحفوظى الذى جمع بين قضيتى المرأة والسياسة، وقرأ بهما أحوال المجتمع المصري، وتنتمي، على مستوى التجريب والرؤية، إلى جيل ما بعد محفوظ من المبدعين المصريين الذين جعلوا من الرواية شكلاً من التأريخ والنقد والاحتجاج والاستنارة،
وتميزت بإخلاص نموذجى للكتابة الأدبية منذ عام 1979 إلى اليوم، معتبرة الكتابة شهادة إبداعية أخلاقية تسرد أحوال المضطهدين وتطلعهم إلى الحرية، ومؤكدة دور الأديب شاهدا على قضاياه الوطنية القومية التى لا تنسى قضايا الشعب الفلسطينى العادلة، وزاوجت منذ بدايتها الكتابية بين جنسين أدبيين هما القصة القصيرة والرواية»وقد رفضت إستلام الجائزة حينها لرفضها العبور على معابر إسرائيلية .