المنطقة الحرةسلايدرسياحة وسفرشئون مصرية ومحليات

عادل شكرى يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” مقال قديم بتاريخ حديث “السياحة المصرية وعبادة اللات والعزي

في يوم 20 يوليو، 2019 | بتوقيت 11:57 مساءً

هم لا يعبدون دينا جديدا ، إنهم متمسكون بدينهم الذين وجدوا أبائهم عليه ، كم هم مخلصون هؤلاء المصريون ، وقبح الله أتباع الدين الجديد الذي لا يفرق بين جنس وآخر ولا لون ولا عرق .


كما في الجاهلية قبل ظهور الإسلام دأب العرب علي عبادة آلهة عدة يصنعنونها بأيديهم ويعبدونها ويمجدونها ، ينحتونها من صخر ومن طين وأحيانا من التمر ، إذا ضاقت بهم الحال باعوها ، وإذا جاعوا أكلوها ، ولكنهم يتبركون بها ، ويحتفظون بها في بيوتهم وعلي رؤوس سرائرهم ، لا يهم أن تشهد هذه الآلهة خطاياهم ولا ذنوبهم ، وليس مهما أن تري موبقات عابديها مادموا يؤمنون بها ويعودون لها بعد كل إثم وذنب يقترفونه ، هؤلاء الناس في الجاهلية في منتهي الولاء لآلهتهم التي يترأسها الإلهين الأعظمين اللات والعزي .

هذا هو حال السياحة المصرية ، صنعت لها إلهين رئيسيين ، نحتت لهما التماثيل وجابوا الصخر في الواد لتكون تماثيل الإلهين كبيرة وعظيمة ، نحتوا منهما تماثيل من الحلاوة الطحينية ، فإذا جاعت السياحة أكل عامليها من تلك الآلهة اللذيذة الطعم ، حتي إذا إنتهت الحلاوة بدأوا يتذوقون مرارة الحرمان منها .

باع المصريون تلك الآلهة لبعضهم البعض ، الخرتي وسائق التاكسي وعامل البازار والقهوجي ….. وكل الناس يتداولون هذين الإلهين ويبيعونهم لبعضهم البعض مقابل عمولة زهيدة أو مصلحة صغيرة أو سبوبة تخرج من وراء هذين الإلهين حتي ولو كان العامل بالسياحة يعبدهما ، مجدت السياحة المصرية الإلهين ووضعتهما في غرف نوم عامليها ، وفي غرز المخدرات ، وإرتكبت أمام الإلهين وفي حقهما كل الموبقات ، وبعد أن تهالكت التماثيل المصنوعة من الصخر ، وأكل المصريون كل الحلاوة الطحينية وقف المصريون يبكون ويتباكون علي الإلهين الذان هجراهما ولا يرون في الدنيا سبيلا أو خلاصا إلا برضاء الإلهين وعودتهما للمن عل المصريين الفقراء بالفتات واللقيمات .

عبدت السياحة المصرية السوق الروسي والسوق الإنجليزي ، ونست أن الله قد خلق سبلا للرزق تفوق بكثير وتتخطي هذين السوقين . لم تتعلم السياحة أن مواطني هاتين الدولتين شأنهم شأن مواطنين أخرين من دول أخري تحكمها حكومات لها حسابات ومصالح مع العالم كله وليس مصر وحدها ، تجاهل المصريون ما تمر به هاتان الدولتان من ظروف سياسية وإقتصادية ومجتمعية ترفع من شأن الدولتان ومواطنيهيما وتهبط بهما أيضا . لم تتابع سياحة مصر ما يجري من نمو إقتصادي ومجتمعي لدول أخري قد تكون لها مصالح مع مصر ، لتبقي سياحة مصر تدور حول تمثالي اللات والعزي ، ورفضت سياحة مصر الدين الجديد الذي لا يفرق بين جنس وآخر ولا لون ولا عرق . 
هذا ما وجدت سياحة مصر آبائها عليه ، ولن تفرط في ماتركه الأباء لتغرق في الكفر والإلحاد. 
هدانا الله وإياكم إليه ، وعسي الله أن يهيأ لسياحة مصر من أمرها رشدا .

هذا المقال تم كتابته فى دبى  ونشره فى السادس من يوليو 2016 – غرة شوال 1437

   

مقالات ذات صلة