الشاعرة والأديبة ” عزة رياض ” ستكون ضيفة صالون السبت الثقافى الذى يقام أسبوعياً فى الواحدة ظهراً يوم السبت الموافق 17 يونيو الجارى بقاعة طه حسين بالدور الرابع بنقابة الصحفيين ، ويدير هذا اللقاء الفنان والكاتب الصحفى القدير محمود الشيخ ، بحضور عدد من المثقفين والمحبين والعاشقين للحركة الثقافية .
عزة رياض.. شاعرة موهوبة تكتب نصًا متعدد الأنفاس بروح خفيفة.. تنزع إلى الغوص والتحرر من الأنساق والقيود البالية، ولهذا نجد أنفسنا أمام شاعرة تتأمل وتتألم، وتحاور وتشير وتتفاعل مع قضايا الواقع.. قصائدها دعوة شعرية إلى فهم الحياة على حقيقتها، والتعامل معها فى كل وجوهها المختلفة من خلال النظرة الإنسانية الحانية والواعية فى آن.
وتعتبر عزة رياض العلاقة بين الشعر و«الأنا» علاقة تبادلية فى غاية التعقيد، وهى ذات تشعبات كثيرة، بما يفرض على مانح الحياة أن يبحر فى رحلة بحث ممتدة لا أفق لها سوى نهاية الحياة ذاتها.. فهل للحياة معنى آخر سوى هذا البحث؟ البحث عن مصدر الأشياء؟ أو ما يمنح الحياة الحركة والقدرة على عيش كل يوم ولرغبة فى انتظار القادم من الأيام.
وتُعلن عزة رياض إنها لم أختر الشعر بدلا من الرواية، فأنا أكتب رواية بالفعل ، ولكن الشعر سبق الرواية، ربما لأن الشعر مفرداته تحمل تجارب ذاتية أكثر من الرواية، ومشاعر مرهفة تخترق النفس بكل سهولة، ولذلك أجد الشعر الأقرب إلى نفسى.
وتعترف عزة رياض بأنها تستمد شعرها من العابر واليومي، والعواطف المتولدة من الخوف والعزلة والحاجة، والزحام والضوضاء، من الصمت والذكريات.. هذه كلها عواطف مشحونة ومختلطة.. أحاول من خلالها تخطى كسل المشاعر النمطية، والمواقف النمطية واللغة النمطية الجاهزة.
وتؤكد إنها لم تتأثر بشاعر بعينه، ولكنها تتفاعل بالمواقف الحياتية من حولها التى هى محركها الرئيسى فى أفكارها وأسلوبها ووتُعلن تأثرها الأكبر من شخصيات تعاملت معها وأسهموا فى إثراء تجربتها.
وتقول عزة رياض إلى إنها لم يكن فى حسبانى أن أمتهن الكتابة يوما ما، وقد بدأت أخط حروفى فى سن التاسعة عشر، لكى أقدم تفسيرا للواقع بشكل مختلف من خلال الحوار مع الذات،
وتستطرد عزة رياض ، قائلة إنه عندما يلتقى مثلث البراءة العذبة: الطفولة الشعر، العفوية، يصنعوا حالة مدهشة من الإبداع الحقيقي، وعندما تلتقى الطفولة بالشعر تبرز الدهشة أمام العالم، ويتم انتزاع الحلم منه، ونرى المستقبل فى ملامحه، فى العودة إلى الجذور البسيطة، والغناء الحلو، والمشاعر الغضة الريانة.
وقد جققت وجمعت عزة رياض عبر أشعارها السهولة والبساطة والبعد عن الغموض هو أسلوب حياة. لكى تصل سريعا إلى قلوب الناس من حولك.. مشيرة إلى أنها تخاطب الجميع بكلماتك ومنهم البسطاء، وينبغى على الأديب أن ينزل من برجه العاجى لمخاطبة الناس العاديين حتى يحدث التواصل المنشود، ويتمكن الأديب من إيصال رسالته.. حتى يمكنه التأثير فى المجتمع.
والشاعرة “عزة رياض ” شاعرة وقاصة، من مواليد القاهرة، عضوة إتحاد كتاب مصر، عضوة بأتيلية القاهرة، عضوة بجمعية الأدباء.،صدر لها ديوان «طرح الليل» عام 2017، عن دار «يسطرون»، وديوان «الخروج من الأرض» عام 2018 عن دار الأدهم، كما صدر لها «أشخاص قد تعرفهم» مجموعة قصصية 2019، وديوان «آيل للصمت» 2020 عن دار الأدهم. وقد تمت ترجمة لها عدداً من القصائد إلى اللغة الإسبانية والفرنسية.
وقد وصفها الشاعر والناقد شعبان يوسف، فى مقدمة ديوانها الشعرى بعنوان ” حياة ” الصادر عن ، عن مؤسسة “مصر للقراءة والمعرفة”، متضمنًا 114 قصيدة نثرية قصيرة، تنتمي إلى عوالم مختلفة، بعضها إنساني، وذاتي، واجتماعي، وعاطفي ، مشيراً إلى أن الشاعرة عزة رياض هي آخر نتاج الحركة الشعرية المصرية، وتنطلق قصائدها من مساحات الحيرة والشجن والحزن والحنان الدافق، كل تلك العناصر التي تتكون منها القصائد القصيرة، توشك أن تكون عالمًا خاصًا، ولكنه عالم يشتبك مع التقاليد الموروثة للشعر عمومًا، ولقصيدة النثر خصوصًا، ذلك العالم الذي تختلط فيه المادة الشعرية، مع بنيتها دون فرق، فهنا سنلاحظ – كذلك – نوعًا من البوح وقدرًا من الإفصاح عن مكنونات الروح الغامضة”.
عن ديوانها ” حياة ” ، تقول الشاعرة عزة رياض إن الديوان هو التجربة المنشورة الأولى لها، وقد سبقته محاولات إبداعية لكنها لم تخرج إلى النور، موضحة أن “حياة” وليد مشاعر متدفقة مختلفة، كون الشعر بالنسبة لها ملاذا وملجأ لبث أحاسيسها.
أهدت الشاعرة الديوان لوالدتها التي يحمل اسمها “حياة”، ورثتها بقصيدتين: “ومازالت رسالتي قيد الاستلام” و”ظل”.
من أجواء قصيدة “ومازالت رسالتي قيد الاستلام” نقرأ:
“هل تستطيعين أن تخبريني
لم توقف الوقت بعد رحيلك؟
لم تجمدت الأنفاس داخلي؟
أتقمص كل الأدوار
لكنني أتوقف عندك
فلا دور لي الآن
لا أعرف كيف أنفذ إليكِ
لم آخذ وقتي الكافي في البكاء
الآن أحاول فلا ينطلق دمع”.
وديوانها صدر “آيل للصمت”، الصادر عن دار الأدهم للنشر والتوزيع، والذي يتضمن 77 قصيدة منها، “إرث، ضد الأكسدة، على ناصية الفقد، يوم جنيت حلقي، إليه عالخاص، عاد مبكرا”.
يعُد هذا الديوان “آيل للصمت”، هو الرابع للشاعرة بعد ثلاثة دوواين هي “حياة، و”الخروج من الأرض”، و”طرح الليل”.
وتعبر عزة رياض فى ديوانها “آيل للصمت”، عن مشاهد من حيوات نعيشها ويعيشها الآخرون، كان يود كل واحد فيها أن يقول شيئا ما لكنه احتفظ به لذاته، وجد أن الصمت بابا آخر للبوح.
ومن أجواء الديوان نقرأ:
هل جربتَ أن تكونَ شاعرًا؟
وقتها ترى الليلَ عملاقا أَسودَ
والأرضَ مثل حلوى غزلِ البنات
ترى صنبورَ المياهِ ينزفُ دما
وتقطع يدَك مثل صديقاتِ امرأةِ العزيز
حين يعبرُ طيفُ من أحببتَ
تَقُد قميصَه ثم تغفو
تبكي وحدَك في قصيدةٍ ما
دون أن تذرفَ دمعةً واحدة
يصدر عليك حكمُ بالإعدام
حين تقتل فرحةَ أحدِهم
وربما تدخلُ الجنةَ لبضعِ ساعات
تطفو
تغرق
تصرخ
تغنِّي
تحلقَ في السماء ثم تحضِر نجمةً مجانية
تهديها إلى حبيبِك
فيعلقها في سقفِ حجرته
تسلم نفسَك
للهواء
للماء
للنهار
للحياة
للموت
ثم تكتب ما يمليه عليك أحدُهم
ترحل من ذاتِك
حتى تنجبَ قصيدتَك وأنت تهزُّ جذعَ الكلمة
فيتساقط عليك
ما تيسَّرَ من السحرِ
يصفونك
بالماجن
بالمهووس
يطلقون عليك أسماء
تشبه ما يطلقونه على البشر
ولا تبالي
توبخ نفسَك دوما
على كلمة ما زالتْ عالقة
في الغيب
أو اقتُطفَتْ بيدِ شاعر آخر