منذ حوالي سنتين شاهدت حلقةً صادمة من برنامج “الدحيح” عن أسماك القرش، ومنها عرفت معلومات وحقائق مفزعة ومؤلمة، لدرجة أنني تأثرت بشدة وبكيت بالدموع من كم الوحشية التي كانت مخفية عني وعن كثير من الناس.
وبعد مرور الوقت استيقظت في أحد الأيام على خبر مقتل رجل روسي على يد سمكة قرش في الغردقة. وفي الخبر الذي قرأته وجدت جملة مخيفة تقول: “جاري البحث عن القرش القاتل”. تبادر إلي السؤال: ستبحثون عنه لتفعلوا به ماذا بالضبط؟ ستحاكموه أم تحرموه من الجنسية؟
بعد ذلك صُدمت بفيديوهات تظهر كيف اصطادوا القرش “القاتل” وقاموا بتعذيبه بالخطاف الذي اصطادوه به، وهم يضحكون ويشوتونه بأقدامهم.
في هذا المقال، أحببت أن أشارككم بعض المعلومات والإحصائيات التي ستغير نظرتكم ليس فقط لأسماك القرش، بل أيضًا للإنسان:
1. عدد وفيات البشر جراء هجمات أسماك القرش يتراوح بين 5 إلى 10 حالات سنويًا على مستوى العالم، بينما يقتل البشر بين 275 و280 مليون سمكة قرش سنويًا، بمعدل 11,400 قرش في الساعة الواحدة.
2. معظم عمليات قتل القروش تتم بسبب زعانفها التي تستخدم في طبق شوربة باهظ الثمن يُقدم في مطاعم الأثرياء في شرق آسيا وأمريكا وكندا.
3. هناك 100 نوع من أسماك القرش مهددة بالانقراض بسبب تصرفات الإنسان، حيث يفوق معدل القتل الذي يرتكبه البشر على أسماك القرش معدل تكاثرها.
4. أكبر عدد وفيات بين البشر جراء هجمات أسماك القرش كان 12 شخصًا في السنة، وهو معدل يُعادل قتل البشر لأسماك القرش في 4 ثوانٍ فقط.
5. في عام 2018، بلغ عدد ضحايا البشر على يد البشر 437 ألف حالة، بينما كان عددضحايا البشر على يد أسماك القرش 5 حالات فقط.
تلخص هذه الإحصائيات والمعلومات مدى وحشية وجشع الإنسان حيث يقوم بقتل القروش بأعداد هائلة دون أن يكترث للتوازن البيئي والنظام البحري. أسماك القرش تعتبر مفترسات طبيعية في بيئتها، وهي تؤدي دورًا هامًا في النظام البيئي البحري، حيث تنظم تعداد الأسماك الأخرى وتحافظ على توازن الغذاء.
من الجدير بالذكر أن هجمات القروش على البشر غالبًا ما تكون عرضية، حيث يعتقد القرش أن الإنسان فريسة مثل الأسماك الأخرى أو غيرها من الكائنات البحرية. في معظم الحالات، يترك القرش الإنسان بعد الهجوم الأول عندما يدرك أنه ليس فريسته المعتادة.
على الرغم من الخطورة النسبية لهجمات القروش على البشر، إلا أنه لا يجب أن يكون ذلك مبررًا للانتقام منها أو قتلها. فكما ذكرت الإحصائيات، فإن البشر أكثر خطورة على بعضهم البعض بكثير مما هي أسماك القرش علينا.
يجب على الإنسان أن يتعلم التعايش مع الطبيعة وكائناتها الحية بدلاً من تدميرها بلا رحمة. يُعتبر الحفاظ على التوازن البيئي من المسؤوليات الأخلاقية التي يتحملها الإنسان كجزء من كوكب الأرض.
في النهاية، أتمنى أن يساهم هذا المقال في تغيير نظرتكم لأسماك القرش وكل كائنات الطبيعة الأخرى التي تعيش معنا على هذا الكوكب الجميل وتمنحنا روعة التنوع البيولوجي. لنحمِ هذا الكوكب معًا ونحافظ على توازنه البيئي ونحترم الحياة في كل أشكالها.
منقول
