“الدكتور محمد عبد المنعم صالح” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” عن : الإقتصاد الأزرق ..وحماية البيئة البحرية

يُعد يوم البيئة العالمي —الذي يُشرف عليه برنامج الأمم المتحدة للبيئة ويُحتفل به سنويًا في 5 يونيو منذ عام 1973— أكبر منصة عالمية للتوعية البيئية العامة، حيث يحتفل به ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم. وفي عام 2023، استضافته دولة كوت ديفوار الفعاليات الاحتفالية بهذه المناسبة والتى تواكب العيد الذهبى خمسون عاماً من الاحتفال باليوم العالمي للبيئة.

ولأن البعد الإقتصادي هو أحد ركائز التنمية البيئية المستدامة مع البعد الأجتماعي و البعد البيئي .

لذا من الأهمية بمكان معرفة مفهوم الأقتصاد الأزرق BLUE ECONOMY ودوره في حماية البيئة البحرية – فقد ظهر الإقتصاد الأزرق عقب مؤتمر” ريو “20عام 2012 كفكرة محتواها أن الشركات لابد أن تستخدم كل الموارد المتاحة لها وأن تعمل علي زيادة الكفاءة وذلك بإنشاء مجموعة من المشروعات المترابطة التي تحقق الفائدة لها وللمجتمع .

ويعمل الأقتصاد الأزرق BLUE ECONOMY وكمحفز لتطوير السياسات والأستثمار والإبتكار في دعم الأمن الغذائي والحد من الفقر والإدارة المستدامة للموارد المائية و ذلك عن طريق تربية الأحياء المائية و تعزيز السياسات و الممارسات الجيدة لإستزراع السمك و المحار و النباتات البحرية بصورة جيدة ومستدامة بالإضافة إلي توافر خدمات النظام الإيكولوجي الذي يهدف إلي تعزيز النظم الرقابية وآليات إستعادة المواقع الحيوية الساحلية و التنوع البيولوجي .

وقد قامت عدة دول صناعية بتنمية إقتصادها الأزرق بشكل كبير من خلال إستغلال الموارد البحرية في عمليات الشحن والصيد التجاري والصناعات النفطية والتعدينية ويظهر ذلك في الدول ذات طبوغرافيا الجزر الصغيرة والمتعددة فهي لديها موارد مائية هائلة مما يوفر لها فرصة كبيرة لتعزيز نموها الأقتصادي بالإضافة إلي علاج بعض مشكلات البطالة والأمن الغذائي .

بعض تعريفات الإقتصاد الأزرق :

تعريف برنامج الأمم المتحدة للبيئة

” الإقتصاد الأزرق هو الأقتصاد الذي يؤدي إلي الرفاهية الإنسانية وتعزيز العدالة الاجتماعية مع تقليص المخاطر البيئية و ندرة الموارد “.

تعريف البنك الدولي

“ الإقتصاد الأزرق هو الإستخدام المستدام لموارد المحيطات من أجل تحقيق النمو الإقتصادي وتحسين سبل المعيشة و توفير الوظائف مع الحفاظ علي النظام البيئي للمحيطات “.

تعريف منظمة الأغذية والزراعة ( الفاو)

“ الإقتصاد الأزرق هو الإقتصاد المرتكز علي الأنشطة البحرية في المسطحات المائية من محيطات وبحار وبحيرات وخلجان وإستثمار مواردها بما يحقق أفضل عائد ممكن من هذه الأنشطة الإقتصادية مثل صيد الأسماك والنقل البحري والخدمات اللوجستية والسياحة والتعدين”.

وحيث أن مصر ضمن الدول التي تسعي لتحقيق الأقتصاد الأزرق من حيث إمتلاكها لأكثر من 4 آلاف كيلومتر شواطئ علي البحرين الأحمر والمتوسط و قناة السويس ونهر النيل والعديد من البحيرات والمزارع السمكية بالإضافة إلي عدد من المواني البحرية المتخصصة .

لذا فالإقتصاد الأزرق يعتبر أحد مصادر التنمية الأقتصادية لمصر اذا ما تم إستغلال هذه الإمكانيات في توفير خدمات النقل البحري ( شحن وتفريغ وخدمات تعبئة و إعادة تصدير وتصنيع وصيانة وتموين السفن ) والصناعات البحرية الثقيلة والخفيفة وإستخراج البترول والغاز من أعماق البحار والسياحة الشاطئية وسياحة الكروز ( الفنادق العائمة ) في نهر النيل وكذلك سياحة اليخوت و الغوص والصيد و المزارع السمكية و أيضا إستغلال الساحل الشمالي ومطروح في فصل الشتاء لسياحة الأوروبيين وتشجيع راس المال الأجنبي للإستثمار في الموارد المائية المصرية .

ولتحقيق النتائج الإيجابية للأقتصاد الأزرق في مصر يجب مراعاة صحة البيئة البحرية من المعوقات الآتية :

التلوث البترولي نتيجة تسريبات مواد بترولية ضارة نتيجة كسر الأنابيب أو الحوادث المؤثرة علي الثروة السمكية .
التلوث الناتج بسبب الصرف الصحي او الصرف الصناعي في الموارد المائية من بحار و أنهار او بحيرات و خلجان .
تخلص السفن العابرة او اليخوت او مراكب الصيد من مخلفاتها في المياه الأقليمية .
التلوث البحري من حوادث السفن و الناقلات البحرية .
الصيد الجائر للأحياء البحرية النادرة او أنواع الأسماك في أطوار النمو الصغيرة او قطع وتدمير الشعب المرجانية .

لذلك من أجل صالح الأقتصاد المصري يجب أن يكون لدينا كمجتمع وأفراد الوعي الكافي الذي من خلاله نحافظ علي ما حبانا الله به من نعم بيئية سياحية شاطئية وآثرية وجغرافية ما يحقق لبلدنا مزيدا من الرفاهية والحياة الاجتماعية الكريمة لكل ابناء الوطن .

والله نسأل السداد والتوفيق لما فيه صالح بلدنا

كاتب المقال