سلسلة مقالات عن محافظة الجيزة والتي لا يعلمها اكثر المصريين (5)
ثالثا:منطقة زاوية العريان:هى من المناطق الاثرية القديمة والتي تقع في الطريق بين هضبة الاهرامات وأبو صير.وكان اول عالم اثرى يعمل في المنقطة هو الاثارى الالمانى (كارل ريتشارد ليبسيس) ما قبل عام 1842،وهو مكتشف هرم باكا.ويوجد في المنطقة عدة اهرامات قديمة وجبانة قديمة ابضا وهى:
– هرم باكا:وهو هرم زاوية العريان الشمالي (الغير المكتمل) والذى اكتشفه العالم الاثارى الالمانى (لبسيوس) في عام 1842،وقد ارجعه الى عصر الدولة القديمة وبالأخص من الاسرة الرابعة.
-هرم الملك (خع با):وهو هرم ذو طبقات ويعود الى عصر الاسرة الثالثة،وهو الان كوم من التراب،وتم اكتشافه عن طريق العالم الاثارى (ريزنر) عام 1910 مشرف بعثة جامعة هارفارد الامريكية.
-هرم الملك نب كا رع: وهو (الهرم الناقص) وهو أيضا من عهد الاسرة الثالثة،وقد وصف هذا الهرم الاثارى (ويجال) في كتابه تاريخ الفراعنة،وكذلك كشف عنه وكتب عنه الاثارى الفرنسي (جاستون ماسبيرو)
رابعا:منطقة أبو صير:تقع منطقة أبوصير الأثرية شمال سقارة بنحو 4.5 كم،واشتق اسم أبوصير من الاسم المصري القديم (بر أوزير = بيت اوزير) والتي تعنى مقر الإله أوزوريس.وتضم منطقة أبوصير مقابر ملوك الأسرة الخامسة ومنها هرم الملك (ساحورع) وهرم الملك نفر إير كا رع (كاكاى) وهرم الملك (نفر اف رع) وهرم الملك نى أوسر رع.بالاضافة الى ذلك معابد الشمس.ويقال بان ملوك الاسرة الخامسة اختاروا تلك المنطقة لبناء اهراماتهم بعد ان ازدحمت هضبة الجيزة بالاهرامات العملاقة من الاسرة الرابعة.ومن الجدير بالذكر أن هذه الأهرامات قد تهدمت بشكل شبه كامل حيث بنيت الأهرام من الطوب اللبن،بينما المعابد لا زالت قائمة بسبب تشيدها من الأحجار
وقد كشف عن هذه المنطقة ونقب بها العالم الالمانى (بورخارد) ما بين اعوم 1902 حتى 1908 وعلى نفقة الجمعية الألمانية للاثار وعلى الرغم من التخريب التام للحجرات الداخلية للاهرامات،فقد اسفرت اعمال الكشف عن نتائج كبيرة من الأهمية،لانها القت الضؤ على كنية (المجموعة الهرمية) واقصى هذه الاهرامات الثلاثة الى الشمال:-
– هرم الملك ساحو رع: وهو ثانى ملوك الاسرة الخامسة،ويقال بانه حكم من 12 الى 14 سنة.ويبلغ ارتفاع الهرم حوالى 48 م،وطول ضلع قاعدته 78مترا.وقد تهدم الهرم تهدماً تاما ولم يبقى من كسوته الأصلية من أحجار طره الجيرية البيضاء إلا بعض القطع.
– هرم الملك نى وسر رع: هو سادس ملك في الأسرة المصرية الخامسة،وله معبدا للشمس في أبو غراب.وبعد وفاته فقدت منطقة أبي صير موقعها كمنطقة لمقابر الفراعنة،فكان هو آخر فرعون يبني مقبرته فيه،وقد بنى هرما لامه (خنت كاوس الثانية) على مقربة منه في الزاوية الجنوبية الغربية،ويبلغ طول قاعدة الهرم 79 مترا،وارتفاع حوالى 48 مترا.
– هرم خنت كاوس الثانية: وهى زوجة الملك نفر اير كا رع (كاكاى) ويقال بانه توقف البناء في هرمها في حياة زوجها او بعد مماته، ثم استأنف العمل به في حياة ابنها الملك نى وسر رع.
– هرم الملك تفر اير كا رع (كاكاى):وهو من اكبر اهرامات أبو صير،ولكن نظرا لردائة بنائه فقد تعرض للكثير من الدمار حتى نقص حجمه تماما.
كما توجد في منطقة أبو صير مجموعة من المقابر والمصاطب والتي كشف عنها العالم (مارييت) ثم حفرها الاثارى (دى مورجان) في عام 1893 واهمها على الاطلاق:-
– مصطبة بتاح شبسس: وهو من الاسرة الرابعة وولد في عهد الملك (خوفو) وتربى في البلاط مع أبناء الملك،وتزوج من الاميرة (خع ماعت) ابنة (شبسسكاف) اول ملوك الاسرة الخامسة ومن المعروف بان شبسسكاف هو ابن الملك منكاورع.والمصطبة جميلة وفى حالة جيدة ومزينة في صالتها المفتوحة بعشرون عمودا مربعا،اما الصالة الثانية ففيها 3 حجرات للتماثيل.وقد اطلق عليه المرحوم الدكتور (سليم حسن) في موسوعته لقب (عميد الموظفين) لانه حصل على القاب بلا حصر كما انه عاصر سبعة ملوك كاملة اولهم الملك شبسسكاف واخرهم الملك نى وسر رع
– برديات أبو صير: تم الكشف في أبو صير على كمية كبيرة من البرديات،وتعتبر من اغنى المصادر الموثقة عن عصر الدولة القديمة، وحتى الان.وكانت اول البرديات المكتفشة في أبو غراب في احد معابد الشمس،ولكن تم العثور على الكثير والكثير في أبو صير،وتؤرخ معظم هذه الأوراق الى عام 2500 ق.م.وهذه الأوراق بجانب محتوياتها التاريخية فهى تعطي معلومات مفصلة عن تشغيل معبد الجثث الملكي،وتشمل جداول نوبات العمل للكهنة،وقوائم جرد معدات المعبد،وقوائم العروض اليومية للمعبدين الشمسيين في أبو غراب،فضلا عن الخطابات والتصاريح.ومن اهم الأوراق المكتشفة أيضا وبالتفصيل تعود الى عهد الملك (جد كا رع اسيسى) من الاسرة الخامسة وله هرم في سقارة.ومن دقة هذه الأوراق انها مكتوبة في أعمدة مقسمة إلى ثلاث قوائم أفقية،القائمة الأولى تسرد التواريخ وأسماء المسؤولين والقائمة الثانية تسرد أسماء المستلمين،والقائمة الثالثة تسرد نوع قطع اللحم التي يتم إمدادها،وقد دمر هذا الجزء بشكل كبير
والى لقاء مع المقال القادم والحديث عن منطقة أبو غراب
الباحث الاثارى والمرشد السياحى
احمد السنوسى
