لماذا لا يمكن ان يكون فرعون موسى رمسيس الثانى او ابنه مرينبتاح… (4)
خامسا قارون الكنعانى:كان من قوم موسى وله قصة اخرى حقيقية فى التاريخ المصرى القديم ومازالت احداثه متواترة على مر العصور حتى يومنا هذا.ومن المؤكد ان بحيرة قارون فى الفيوم جاء اسمها من قارون الذى تم ذكره فى القرأن الكريم وكان من قوم موسى ولكنه موالى للفرعون ومن منافقى عصره.ونجد ان نهايته هو الخسف به وبكل ما يملك من مال وخلافه (( .. فخسفنا به وبداره الارض .. ))
والدليل على ذلك الحدث من ناحية الاثر والتاريخ عدة نقاط هامة للغاية يجب التنبه اليها وخاصة من المتخصصين ومنها :-
1- الشرح العلمى والتاريخى يوضح ان اسم قارون اطلق على تلك البحيرة الكبيرة فى الفيوم كاية من ايات الله نتيجة لهبوط ارضى حاد (زلزال) لان هذه البحيرة لم تكن موجودة من قبل والدليل على ذلك دراسة الفيوم الى ما قبل عصر الدولة الوسطى.
2- ما هو الحدث المزعج الذى حدث فى الفيوم (بايوم) وتعجب الملك من ذلك ودعى الكنعانيين الى ان يدعوا الههم من اجل ان يعفو عن مصر وانهيارها وخاصة بعد ما حدث لصديقه قارون.
3- (اثت تاوى = القابضة على الارضين) وهو اسم مدينة الفيوم عندما كانت عاصمة مصر فى الاسرة 12،وكان بها منطقة هامة خاصة بالصيد وتربية التماسيح وهى التى عرفت فى الاثر باسم (بايوم) فهل من متخصص يشرح ويوضح كل ذلك فى تاريخ منطقة الفيوم ككل بصفة عامة.
وكانت المنطقة في القديم من الزمان احدى مقاطعات مصر رقم 21 في مصر السفلى وعرفت باسم (نعر بحو = شجرة الجميز الشمالية)
ولم يكن هذا الإقليم مشهورا في التاريخ المصرى الا مع بداية عصر الاسرة 11 حيث كانت مقر الاسرتين 11 و12 ولم يحدثنا أحدا من قبل ذلك عن هذه البحيرة التي تعرف الان باسم (بحيرة قارون) وهنا عرفت باسم (اثت تاوى) وكانت عاصمة البلاد ووصلت الى اوج مجدها في الاسرة 12 وانتهت بوفاة الملك امنمحات الرابع حيث عصر الاضمحلال الثانى.ومن المؤكد حتى الان نحن جميعا لا نعرف اين مكان العرش او منطقة القصر الملكى وان كان الظن يتجه الى منطقة (اللشت) التي لا يزال بها هرمين لمولك الاسرة 12 امنمحات الأول وابنه سنوسرت الأول.وفى هذا العهد من الاسرة 12 ظهر أيضا لقب اخر للفيون باسم (مر ور = البحيرة العظيمة) ولكن اين موقع هذه البحيرة بالتحديد؟؟هذه البحيرة ليس لها علاقة ببحيرة قارون مكلقا وفى ذلك دراسات كبرى حول طبيعية وجغرافية الفيوم وفى ذلك لنا احاديث كثيرة في المقالات القادمة.
4-فعند الحديث عن البحيرة سنجد انه في اللغة القديمة تعرف باسم (سح = بحيرة) وهناك فارق كبير بين كلمة سح وبين كلمة بايوم ولا يجب الخلط بين هذا او ذاك،وفى ذلك شروح كثيرة حول حضارة الفيوم.ولكنها ليس مجالنا ههنا الان والاهم من كل ذلك ان هذه البحيرة التى تعرف باسم بحيرة قارون لم تكن موجودة أصلا قبل عهد الاسرة 12،وان اصل كلمة بايوم ليس لها علاقة بتلك البحيرة على الاطلاق.
5-فى عهد الملك امنمحات الثالث الذى اهتم بإقليم الفيوم بصورة مبالغ فيها حيث مشروعات الرى الكبرى ومشروعات الاستصلاح الزراعى التي يبدو انها بدأت منذ أيام اسلافه من ملوك الاسرة 12.تلك المشروعات اسفرت عن تحويل الفيوم الى اخصب بقعة زراعية في مصر بعد ان كان جزأ منها في الأصل بحيرة،والجزء الاخر مستنقعا وكلاهما عديم الفائدة.
تلك الاعمال الإصلاحية الكبرى حولت مدينة الفيوم بخلاف اقامة السدود والاستصلاح الزراعى الى اخضب بقعة حضراء في مصر كلها آنذاك،وكان اول ملك يقوم بهذا هو الملك امنمحات الأول في البهعقة التي عرفت باسم (شدت) ثم المولك من بعده حتى وصولنا الى عصر الملك امنمحات الثالث.ولهذا الملك وجد له تمثالين في منطقة (بيهمو) حيث كانت المنطقة اقصى ما وصلت اليها عهود الإصلاح في إقليم الفيوم،والاحتمال الأكبر بانه في عهده أيضا ظهرت فعلا بحيرة قارون او بحيرة موريس) بعد ان كانت المنطقة جزء من احراش الفيوم في القديم وكما سبق القول،وهنا ياتى السؤال كيف تحولت البقعة حول البحيرة الان الى منطقة صحراوية؟؟ ثم كيف توسعت هذه البحيرة وبهذا الكبر كما نراها الان؟؟وأين كان موقع وقصر هارون؟؟
فالمنطقة الصحراوية خلف البحيرة مثلا كانت منطقة خصبة حيث بنى البطالمة معابد لهم هناك لان البطالمة اهتموا أيضا بهذا الإقليم وطوروه وعملوا الكثير والكثير من الاصلاحلات به بعد ان كان شبه معدم تماما،فاين كانت وأين ذهبت حضارة الفيوم الكبرى؟؟
كل هذه المقدمات ولم نتحدث بعد عن قارون ومكانه وعلاقته بالفرعون او حتى علاقته بموسى وهو من قومه،كل هذه الأمور سوف نتحدث عنها بطبيعة الحال في المقالات القادمة ولذلك وجب هنا التنويه الى أشياء خاصة بالفيوم باختصارشديد،ولماذا اطلق الناس على هذه البحيرة منذ تعريب مصر باسم (بحيرة قارون) ولماذا قارون بالتحديد دون اية تسمية أخرى..
والى لقاء مع المقال القادم ومواصلة الحديث عن فرعون موسى حتى نحدد اسم الملك تماما والله هو العليم الحكيم
الباحث الاثارى والمرشد السياحى
احمد السنوسى
