فى هيئة تنشيط السياحة المصرية كل شيئ مباح ..ولا حدود لإغتصاب الحقوق والإغتيال المعنوى والأدبى للكفاءات والكوادر .. طالما أن المسئولين عن بسط العدالة يفعلون مثل القرود الثلاثة “لايروى .. لا يسمعون ..لا يتكلمون ” ويقفون موقف المتفرجين وهم يتلذذون بأنيين المظلومين.
فالظلم بلغ مداه .. والتعريض لم تراه فى هذه المؤسسة العريقة طوال عمرها .. فقواعد الرحمة والعدل أصبحت غائبة فيها .. وتفشت الوساطة والمحسوبية .. وكل على حساب ” مصر ” التى باتت تنتهك تحت أسمها كل القوانين واللوائح والأعراف وحتى العلاقات الإنسانة .. نعم فى هذه الهيئة التى كنا ننظر لها بكل فخر ونسعد بالشخصيات التى تضمها . أصبحت تدار بمنطق ” العزبة ” أو التكية .. وفقدت فيها كل ماهو جميل ورائع .. فغابت عنها كل الأخلاق الراقية .. والدبلوماسية فى التعامل .. وبات أشبه ” بالمقهى البلدى ” والكل لازم يسمع كلام ” المَعَلم ” دون مناقشة أو “هات وخد “.
وهيئة تنشيط السياحة ” أو لنقل بمعنى أدق ” تكية السياحة ” لم تعد فى إختياراتها للمسئولين عن إدارة وتشغيل مكاتبها الخارجية تعتمد على الكفاءة واللغة وقوة الشخصية والمعايير الأخرى التى كانت تعتمد عليها فى إختياراتها فى السابق ، وتبدلت خلال هذه الفترة بمعايير أكثر وأقوى وفى مقدمتها ” حُسن التعريض ” ..وقوة ” الواسطة ” وياسلام لو كان هناك ” صلة قرابة ” يعنى بالبلدى ” مننا فينا ” وماحدش غريب يدخل بينا .. والبركة طبعا فى ” دادى ومامى وطنط وأونكل ” وهكذا تغيرت فى هذا العهد المعايير .. وتم إغتيال الكفاءات وذبحها بسكين بارد فى ظل هذا “الطناش العظيم ” والبركة طبعاً فى القيادات ” اللوزعية ” الرافعة شعار “المحسوبية .. والواسطة .. المهلبية ..شرط الفوز بالوظيفة الجهنمية ” !!.
فما نراه داخل تنشيط السياحة والإختيار غير الصحيح – بغض النظر عن الأسماء – التى تم إختيارها من قبل المسئولين بالهيئة لإختيار من يتولى مهمة إدارة المكاتب الخارجية ولو لمدة 6 شهور ، أثارت تساؤلات كثيرة بين الوسط السياحى ” داخل الهيئة وخارجها ” وتحتاج إلى تدخل الجهات الرقابية فى هذا الموضوع لكونه تعمد تجاهل الكفاءات وكان من الأولى فتح الباب لمن يرى فى نفسه الحق فى التقدم لشغل هذه الوظيفة حتى لو مؤقت كما يقال وتجرى إختبارات على الجميع من خلال لجنة محايدة من الخارج تضم عناصر من وزارة الخارجية ، والرقابة الإدارية ، واساتذة من الكليات المتخصصين فى اللغات ، والتنمية البشرية وعلم النفس وخبراء فى السياحة ، وممثل لوزارة السياحة ، وممثل من الهيئة ، وتتولى هذه اللجنة بدون وساطة أو محسوبية إختيار الأفضل من بين المتقدمين بعد مرورهم بإختبارات حقيقية وبذلك يبعد المسئولين عن أنفسهم الشك والريبة والمحسوبية .
أما ماحدث بالأمس بإختيار 12 شحضية فقط وتعمد تغافل الأخرين ، فهو يؤكد إننا أمام حالة تقترب من فساد متعمد ، أدى إلى حالة الغضب بين أبناء الهيئة الذين يرون فى أنفسهم أحقية فى الدخول فى هذه المنافسة الشريفة.
فمن المسئول عن هذه المهزلة والتى تم فيها هذا الإختيار , وكما يقولون بطريقة عشوائية ومقابلة شخصية لـ 12مرشحا لاختيار 6 منهم للسفر للعمل فى المكاتب السياحية بالخارج لمدة ستة شهور ؟!
من يتحمل ما ستعانيه مصر من جراء هذه الإختيارات الخاطئة – والتى غلب عليها الهوى والراحة النفسية والعائلية والمحسوبية- حالة فشل المدير أو الملحق السياحى فى عمله ؟!.
هل تقف الأجهزة الرقابية موقف المتفرج أمام ما يحدث بهيئة تنشيط السياحة من مهزلة حقيقة فى إختيار المديرين والملحقين لمكاتب يمثلون فيه مصر التمثيل المناسب والمشرف ؟!.
أنا لا أتحدث عن شخوص بعينها ، وإنما أتحدث عن إختبارات غابت عنها الشفافية والوضوح ، وأقتصرت على العلاقات الشخصية والترشيح من قبل الأقارب والأهل والأصدقاء وغيرها من المعايير البعيدة عن الفنيات والإدارة الصحيحة لمثل هذه المكاتب .
إننى أطالب كافة الأجهزة الرقابية بضرورة إيقاف هذه المهزلة ومراجعة كافة الخطوات التى إتخذتها الهيئة والمسئولين بها فى هذه الإختيارات التى ضربت بالفعل كل قواعد وجذور القوانين واللوائح عرض الحائط لتعيين 6منهم مدراء مؤقتون للمكاتب الخارجية بدون ضوابط أو مؤهلات والتجاهل المتعمد لذوى الخبرة والكفاءات ، وللقواعد الملزمة للعمل بالمكاتب الخارجية والتى أعلنت الهيئة عنها من قبل بضرورة إجتيازهم للدورة التدريبية بالأكاديمية الوطنية للتدريب، وإجادتهم التامة للغة والحاسب الآلي وحسن السير والسلوك!!
وهل حقيقة كما يقال أن هناك من بين العناصر المختارة من يفتقد العديد من الشروط والصلاحيات بالهيئة، ولم تعمل بالخارج وليس لها دراية أو خبرة في العمل على الترويج السياحي بالخارج، كما لا يمتلك أغلبهم علاقات مع منظمي الرحلات الاجانب و الاعلام و متخذى القرار بالخارج و الداخل؟!
وكما هو معروف أن هذه الفترة الحساسة التى تمر بها السياحة المصرية والتى بدأت بالفعل تستعيد حيوتها ونشاطها وعافيتها والتى تحتاج لمن له دراية وخبرة لمواجهة الأزمات التى قد تلحق بمصر وحُسن الإدارة والتصرف السريع المتزن ..وبصراحة شديد حرام كفاية تجارب فى السياحة المصرية وما نراه من الإستعانة بشخصيات من خارج النشاط السياحى مثل حسن وابور الجاز وأبو دراع وأبو عكوة غيرهم .
ألا يوجد رجل رشيد يعيد لنا قيمة وكيان السياحة ويمنحنا بشخصيات تفهم وتعى ما هى صناعة السياحة ولا تُملى عليهم قراراتهم وهم عنها مغيبون !!.
إنى أريد الإصلاح ما استطعت وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وعلى الله العلى القدير العظيم قصد السبيل .