أخبارمنوعات

“اللواء الدكتور سمير فرج ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” عن : فنلندا … الدولة رقم 31

في يوم 15 أبريل، 2023 | بتوقيت 11:23 صباحًا

وجهت الولايات المتحدة الأمريكية، ودول حلف الناتو، ضربة قوية لروسيا، بإعلان قبول عضوية دولة فنلندا في حلف الناتو، لتصبح الدولة رقم واحد وثلاثين في الحلف، وتم رفع علم فنلندا أمام قيادة، ومقر، حلف الناتو، في العاصمة البلجيكية، بروكسل.

ترجع أهمية تلك الضربة، أنها جاءت في ظل ثبات موقف روسيا بعدم السماح بنشر قوات حلف الناتو، في أي من الدول التي تشترك معها بحدود مباشرة، وهو ما كان سبباً في شن حربها على أوكرانيا، بعد إعلان الأخيرة عن رغبتها في الانضمام لحلف الناتو. أما اليوم، وبعد قبول عضوية فنلندا في الحلف، وهي التي تشارك روسيا في أطول حدود برية، بطول 1300 كيلو متر، فإن روسيا تعتبر ذلك تهديداً لأمنها القومي، وهو ما يتوقع معه أن تزداد الأمور تعقيداً.

فرغم انضمام دول البلطيق الثلاثة؛ تونيا، ولاتفيا، واستونيا، للحلف في عام 2004، إلا أن الصغر النسبي لحجم تلك الدول، وبعدها عن مركز الثقل لحلف الأطلنطي، لم يشكل، حينها، أهمية كبرى لروسيا، عكس الوضع بالنسبة لفنلندا، الذي يعد أمر بالغ الحساسية لروسيا، ومن شأنه تغيير مقاييس التوازن في منطقة بحر البلطيق، خاصة إذا ما أعقبه انضمام السويد، بعد موافقة تركيا.

فانضمام السويد لقوات حلف الناتو، من شأنه زيادة القوة العسكرية للحلف، في ظل كون السويد قوة عسكرية كبيرة، وتمتلك صناعات حربية متطورة، مثل صناعة الغواصات، والصواريخ، والطائرات المتطورة، فضلاً عن امتلاكها لسلاح جوي يعد من الأفضل، في أوروبا، وقوة بحرية لا يستهان بها، كما يُعرف عن الجيش السويدي احترافيته واعتماده على التقنيات الحديثة، وارتفاع إمكاناته المالية.

ورغم احتلال القوة العسكرية لفنلندا للمركز 51 عالمياً، مقابل المركز 37 للسويد، إلا أن موقعها الجغرافي، واشتراكها بحدود مباشرة مع روسيا، بمواجهة 1300 كيلو متر، يجعلها أشد تأثيراً على الأمن القومي الروسي، رغم محاولتها، لتهدئة روسيا، بإعلانها، فور الانضمام لحلف الناتو، بعدم الترحيب بوجود قوات للناتو على أراضيها، وهو ما لا أظنه مغيراً من مخاوف روسيا على أمنها القومي.

ومن اليوم سنشهد تغيراً للأوضاع الاستراتيجية، في منطقة القطب الشمالي، بعدما أصبح لحلف الناتو نفوذاً أكبر، في منطقة شاسعة، وأصبح تهديده مباشراً لروسيا، في منطقة بحر البلطيق، تلك المنطقة من القطب الشمالي، المليئة بالثروات، التي لم تبخل عليها روسيا بالاستثمارات، بما سيدفعها لانتهاج مختلف السبل لحمايتها، وضمان عدم المساس بها.

Email: [email protected]

كاتب المقال

اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج

Email: [email protected]

واحداً من أهم أبناء القوات المسلحة المصرية.

ولد في 14 يناير في مدينة بورسعيد، لأب وأم مصريين.

تخرج، سمير فرج، من الكلية الحربية عام 1963.

والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي.

تخرج من كلية أركان حرب المصرية في عام 1973.

والتحق بعدها بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، وهي أكبر الكليات العسكرية في المملكة البريطانية،وواحدة من أكبر الكليات العسكرية على مستوى العالم.

فور تخرجه منها، عُين مدرساً بها، ليكون بذلك أول ضابط يُعين في هذا المنصب، من خارج دول حلف الناتو، والكومنولث البريطاني.

تولى، اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج، ، العديد من المناصب الرئيسية في القوات المسلحة المصرية، منها هيئة العمليات، وهيئة البحوث العسكرية. وعمل مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً بكلية القادة والأركان. كما عين مديراً لمكتب مدير عام المخابرات الحربية ورئاسة إدارة الشئون المعنوية.

تتلمذ على يده العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، إبان عمله مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً في كلية القادة والأركان المصرية.

لم تقتصر حياته العملية، على المناصب العسكرية فحسب، وإنما عمل، سمير فرج، بعد انتهاء خدمته العسكرية، في العديد من المناصب المدنية الحيوية، ومنها وكيل أول وزارة السياحة، ورئيس دار الأوبرا المصرية، ومحافظ الأقصر. ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة NatEnergy.

وله العديد من الكتب والمؤلفات العسكرية، خاصة فيما يخص أساليب القتال في العقيدة الغربية العسكرية. كما أن له عمود أسبوعي، يوم الخميس، في جريدة الأهرام المصرية ومقال أسبوعى يوم السبت فى جريدة أخباراليوم.