أخبار عاجلةالمنطقة الحرةسلايدر

“اللواء الدكتور سمير فرج ” يكتب لـ ” المحروسة نيوز ” عن : اليوم العاشر من رمضان

في يوم 31 مارس، 2023 | بتوقيت 7:30 مساءً

العاشر من رمضان، أغلى ذكرى لانتصار العسكرية المصرية، في تاريخ مصر الحديث، يوم أن عبرت قواتنا المسلحة قناة السويس؛ أكبر مانع مائي في التاريخ الحديث، وحطمت خط بارليف؛ ثانِ أكبر خط دفاعي، في العلم العسكري، بعد خط ماجينو، الذي بناه الفرنسيون على الحدود مع ألمانيا لمنع هتلر من غزو بلادهم. تم التخطيط لتلك العملية الكبرى، خلال سنوات حرب الاستنزاف الستة؛ فقامت القوات المسلحة ببناء حائط الصواريخ، الذي منع القوات الإسرائيلية الجوية الإسرائيلية من التدخل في عمليات العبور، وخلال نفس الفترة تم التدريب على خطة الهجوم، التي وضعها الفريق سعد الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وأطلق عليها “التوجيه 41”.

عبرت قوات المشاة، المدعمة بالصواريخ المضادة للدبابات، من خلال 12 موجة بالقوارب المطاطية، بدءاً من الساعة الثانية ظهراً، بعد توجيه ضربة جوية، بعدد 220 طائرة، ضد الأهداف الإسرائيلية في عمق سيناء، أعقبها تمهيد نيراني بالمدفعية، وخلالها قامت الصاعقة البحرية بسد أنابيب النابلم، التي ثبتها العدو في نقاط خط بارليف، لتحويل مياه القناة لنار جهنم، إذا ما حاول المصريون عبورها. بعدها اقتحمت قوات المشاة خط بارليف، وتم رفع العلم المصري على نقاطه الحصينة، ومع غروب الشمس، اندفعت خمسة كباري مصرية لمياه القناة، ومع تمام تركيبها، عند منتصف الليل، وظهور القمر، اندفعت الدبابات والمدفعية المصرية لتعبر إلى الضفة الشرقية للقناة.

وفي سابقة أولى، في التاريخ العسكري، أن تنجح قوات مشاة، بدون الدبابات، من صد احتياطيات العدو المدرعة، نجحت قوات المشاة، خلال مدة العبور، في صد جميع احتياطات العدو الإسرائيلي، وأفشلت جميع محاولاتهم بالهجوم المضاد على قواتنا العابرة للقناة، ومع أول ضوء ليوم 11 رمضان، كانت القوات المسلحة المصرية قد أقامت رأس الكوبري على الضفة الشرقية للقناة، بعمق نحو 15 كيلو، وبقوة 200 ألف مقاتل مصري، واستعدت لصد الاحتياطات المدرعة الكبرى، وخلال هذه المدة تساقطت نقاط خط بارليف، الواحدة تلو الأخرى، أمام الضربات المصرية.

ورغم دوران القتال في أيام شهر مبارك الفضيل، إلا أن أي من قواتنا، جنود وضباط، لم يأبه بالإفطار إلا على شربة ماء، فقد كانت أولويتنا الوحيدة هي عودة أرض سيناء إلى الوطن الأم، وبفضل من الله لم ينجح العدو الإسرائيلي في زحزحة القوات المصرية، شرق القناة، ولو لمتر واحد، حتى تم وقف النار، تنفيذاً لقرار الأمم المتحدة، ليسطر الجيش المصري أعظم انتصاراته في العصر الحديث.

Email: [email protected]

كاتب المقال

اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج

واحداً من أهم أبناء القوات المسلحة المصرية.

ولد في 14 يناير في مدينة بورسعيد، لأب وأم مصريين.

تخرج، سمير فرج، من الكلية الحربية عام 1963.

والتحق بسلاح المشاة، ليتدرج في المناصب العسكرية حتى منصب قائد فرقة مشاة ميكانيكي.

تخرج من كلية أركان حرب المصرية في عام 1973.

والتحق بعدها بكلية كمبرلي الملكية لأركان الحرب بإنجلترا في عام 1974، وهي أكبر الكليات العسكرية في المملكة البريطانية،وواحدة من أكبر الكليات العسكرية على مستوى العالم.

فور تخرجه منها، عُين مدرساً بها، ليكون بذلك أول ضابط يُعين في هذا المنصب، من خارج دول حلف الناتو، والكومنولث البريطاني.

تولى، اللواء أركان حرب الدكتور سمير سعيد محمود فرج، ، العديد من المناصب الرئيسية في القوات المسلحة المصرية، منها هيئة العمليات، وهيئة البحوث العسكرية. وعمل مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً بكلية القادة والأركان. كما عين مديراً لمكتب مدير عام المخابرات الحربية ورئاسة إدارة الشئون المعنوية.

تتلمذ على يده العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة، إبان عمله مدرساً في معهد المشاة، ومدرساً في كلية القادة والأركان المصرية.

لم تقتصر حياته العملية، على المناصب العسكرية فحسب، وإنما عمل، سمير فرج، بعد انتهاء خدمته العسكرية، في العديد من المناصب المدنية الحيوية، ومنها وكيل أول وزارة السياحة، ورئيس دار الأوبرا المصرية، ومحافظ الأقصر. ويشغل حالياً منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة NatEnergy.

وله العديد من الكتب والمؤلفات العسكرية، خاصة فيما يخص أساليب القتال في العقيدة الغربية العسكرية. كما أن له عمود أسبوعي، يوم الخميس، في جريدة الأهرام المصرية ومقال أسبوعى يوم السبت فى جريدة أخباراليوم.

   

مقالات ذات صلة