على مدار الأسبوع الماضى وحتى الأيام المقبلة يحتفل العالم بأيام المرأة على كافة المستويات الدولية والإقليمية والمحلية ، وهو ما كان وراء أن يحتفل المنتدى العالمى لخبراء السياحة بهذه المناسبة الهامة ، تأكيداًُ على الدور الهام الذى تقوم به المرأة عبر مراحلها العمرية من جهود وشراكة بارزة فى المجتمع بأسره وخاصة على النشاط السياحى ، والذى يكون للمرأة دوراً هاماً فى هذا النشاط الإقتصادى المُدر للدخل فى شرايين إقتصاديات الدول السياحية .
لقد جاء إقامة ندوة شارك فيها شخصيات بارزة والتى حملت عنوان ” المرأة و السياحة : شراكه و تجارب” لنلقى الضوء على أهميه عمل المرأة وشراكتها ومساهمتها الفاعلة فى تحقيق التنمية المستدامة، ودفعها لمزيد من النجاح فى تنمية القطاع السياحى و ازدهاره.
هذا وقد اتجهت منظمه السياحة العالمية مؤخرا نحو تفعيل دور المرأة فى عمليه التنمية السياحية من خلال عقد الندوات وورش العمل والمؤتمرات ورصد الجوائز التشجيعية لذلك . و بنظرة سريعة على أهمية دور المرأة فى القطاع السياحى نجد أن النساء يشكلن أكثر من نصف القوى العاملة على مستوى العالم بنسبه تصل إلى 54% حسب التقرير العالمى حول المرأة فى السياحة ، الإصدار الثانى والذى صدر مؤخرا.. حيث تتمركز النساء فى الوظائف التى تتطلب مهارات بسيطة مع إتاحة فرص وظيفية لهن اقل للتطوير الوظيفى .
هذا وقد تأثرت النساء فى القطاع السياحى بشكل كبير جراء جائحة كوفيد 19 ومع وصول أقل للحماية الاجتماعية وقدرة أقل على إمتصاص الصدمات الإقتصادية الناتجة عن الجائحة.
ونتيجة لما يقدمه القطاع السياحى من مصادر دخل وإستقلالية للنساء فقد إهتمت منظمة السياحة العالمية بمرحله ما بعد كوفيد 19 بإعتبارها فرصة لمعالجة ظاهرة عدم المساواة بين الجنسين بالإضافة إلى أن مشاركة سيدات الأعمال ضعيفة فيما يتعلق بالاستثمار والتنمية فى مجال القطاع السياحى وذلك يعود إلى المخاوف النسائية وضعف الضمانات لسير النشاط إلى جانب غياب الدور التوعوى للمؤسسات المعنية بإشراك المرأة فى العملية الإستثمارية .
كما توجد صعوبات تتعلق بظروف المرأة الشخصية ذاتها أو بالأطراف والجهات التى تتعامل معها مثل المدراء والسياح والزملاء وصعوبات تتعلق بالعمل نفسه مثل طول ساعات العمل و متطلباته.
هذا وتأتى مشاركة المرأة فى النشاط الإقتصادى بفوائدها على المستوى المحلى والقومى ، فعلى المستوى المحلى تأتى مشاركة المرأة فى القوى العاملة فى صالح رفاهية الأسرة من تحسين للدخل والصحة والتعليم وعلى المستوى القومى وجود إرتباط إيجابى بين معالجة مشاركة القوى العاملة النسائية والنمو الإقتصادى .
ومن الطبيعى إرتفاع مستويات التعليم والتدريب والذى سوف يؤدى إلى إرتفاع معدلات مشاركة المرأة فى النشاط السياحى وبصفه عامة فإنه كلما حصل الفرد على قدر أكبر من التعليم كلما زادت فرصته للحصول على دخل أكبر .
وطبقا لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء بمصر عن المرأة يناير 2023 م فقد بلغ مجموع الإناث 48,5مليون نسمه من مجموع 104,5 مليون نسمه .
وكانت نسبه تواجد الإناث بالتعليم العالى 49% مقابل 51% ذكور ،وقد بلغت نسبه مساهمة المرأة 14% من إجمالى قوة العمل، أما بخصوص تواجد المرأة فى مواقع صنع القرار فقد تقلدت المرات 6 حقائب وزارية بنسبه 18% من عدد الوزراء فى الحكومة وعدد162مقعداً فى مجلس النواب بنسبه 27%.
هذا و تتجه العديد من دول العالم مؤخرا إلى العمل على تمكين المرأة فى القطاع السياحى إسترشاداً بخطة عمل منظمة السياحة العالمية ضمن إطار مشروع هادف إلى زيادة فرص تمكين المرأة فى القطاع السياحى على مستوى العالم من خلال 6 محاور هى التوظيف وريادة الأعمال ،القيادة و السياسات وصنع القرار ،التعليم و التدريب ، المجتمع المحلى و المدنى و القياس لسياسات أفضل من خلال جمع البيانات المصنفة حول العمالة والفجوات فى الأجور بين الجنسين و تنظيم المشاريع و التدريب و القيادة و صنع القرار.