تلقيت ببالغ العرفان والاعتزاز والفخر، توجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بإطلاق اسم اللواء سمير فرج على أكبر محاور التنمية في جنوب الصعيد، وهو المحور الذي يربط بين شرق وغرب الأقصر، ويتم تنفيذه ضمن المشروعات القومية لوزارة النقل. تلك اللفتة الكريمة، من السيد الرئيس، التي تُرجمت في صورة تكليفات من السيد الدكتور رئيس مجلس الوزراء، باتخاذ الإجراءات اللازمة لإطلاق اسمي على ذلك المحور الهام، “كأول محافظ للأقصر، عرفاناً لما بذله من جهود واضحة لخدمة المحافظة وأبنائها”.
لا أنكر، أبداً، سعادتي في أن أشهد تكريمي، بتقدير جهدي خلال سبع سنوات، توليت خلالها مسئولية محافظة الأقصر، وحملت على عاتقي مسئولية تحويلها إلى أكبر متحف مفتوح، في العالم، من خلال تنفيذ أكثر من اثنين وثمانين مشروع، في مختلف القطاعات الثقافية والسياحية والتنموية، لتتبوأ المحافظة مركزها المُستحق.
إلا أن سعادتي الكبرى تكمن في تحقيق حلم أهالي الأقصر، بتنفيذ ذلك المشروع العملاق لربط البر الشرقي والبر الغربي، عبر نهر النيل، بعشرة كباري، من شأنها إحداث نقلة نوعية لشعب الأقصر، وصعيد مصر، ستنعكس إيجاباً على معدلات النمو في المحافظة، القائمة على النشاط السياحي والثقافي، إذ سيسهم ذلك المحور الهام في زيادة أعداد الأفواج السياحية، القاصدة الأقصر، في زيارة اليوم الواحد، من الغردقة، بعدما سيختصر زمن الوصول لغرب الأقصر إلى ساعتين، فقط، من خلال طريق آمن.
وخلال الأيام الماضية، لمست سعادة أهالي الأقصر، من خلال اتصالاتهم الهاتفية، التي زادت عن ألف اتصال؛ فليس منهم من لا يدرك أهمية ذلك المحور، لمحافظتهم العظيمة، التي تحولت خلال فترة وجيزة، في عُمر الدول، من حال إلى حال، لتظهر بالصورة التي تستحقها، وحصدت عن ذلك جوائز عالمية عدة، نتيجة للجهد والاجتهاد والإخلاص في تنفيذ “خطة التنمية الشاملة 2030″، التي تضمنت مشروعات هامة، منها تطوير ساحة الكرنك، وإعادة فتح طريق الكباش، وتطوير ساحة معبد الأقصر.
واليوم اسمحوا لي أن أمد هذا التكريم لباقي مستحقيه، الذي وإن حمل اسمي، إلا أنه يضم مجموعات فاضلة، ساهمت في الوصول بالأقصر لما هي عليه؛ أولها، شعب الأقصر الذي تحمل عبء عملية التطوير، إيماناً بالنتائج، والدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الأسبق، الذي شكّل لجنة وزارية، برئاسته، لتذليل أية عقبات تواجه عملية التطوير، ولا أنسى جهد وزير الثقافة، حينئذ، فاروق حسني، وأحمد المغربي، سواء كوزير للسياحة، أو بعدها عندما حمل حقيبة الإسكان.
وأخص بالشكر العظيمة فايزة أبو النجا، وزيرة التعاون الدولي، حينها، ومستشار رئيس الجمهورية للأمن القومي، حالياً، التي لم تأل جهداً في توفير الدعم المالي، لكافة مشروعات الأقصر، من المنح الخارجية، فلولا دعمها لما تحققت مشروعات الأقصر. وكذلك محمد منصور وزير النقل، الذي أنشأ أجمل محطة سكة حديد، في مصر، على الطراز الفرعوني، من تصميم البارع الدكتور أشرف عبد المحسن، من جامعة عين شمس، كما لا أنسى فضل أمين أباظة وزير الزراعة، ذلك المسئول الشجاع الذي صدّق على تحويل أراضي الحوض 18 الزراعية، لتكون امتداداً لمدينة الأقصر، لمنع التعديات على الأراضي الأثرية.
وكما أشيد بمجهودات الدكتور زاهي حواس، أُشيد، كذلك، بجهود المستشار الهندسي لكافة مشروعات التطوير في الأقصر، وهو الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي، حالياً، يعاونه الدكتور أشرف عبد المحسن، والدكتورة سميه البهي، من كلية الهندسة بجامعة عين شمس، الذين أعدوا دراسات التطوير، التي نفذتها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، باقتدار، تحت إشراف اللواء حسين شفيق ومعه العميد فرهار عبد اللطيف. ولا أنسى دور السادة مديري الأمن اللواء محمد نور واللواء محمد منصور، ورؤساء المباحث وأمن الدولة، وقيادات وزارة الداخلية، الذين تواجدوا في جميع مراحل التطوير، وما استلزمته من أعمال إزالة.
ولولا العاملين بديوان محافظة الأقصر، لما نفذت خطة التنمية، وعلى رأسهم المغفور له بإذن الله، اللواء السيد الوكيل، السكرتير العام، الذي رغم معاناته مع المرض الخبيث، كان يقضي أكثر من 10 ساعات، يومياً، في شوارع الأقصر، لمتابعة التنفيذ، فحتى عندما اشتد عليه المرض، وطلب إجازة ليوم واحد، فوجئت، في اليوم التالي، بصوته على أجهزة اللاسلكي يتابع التطوير، على الأرض. ومثله كانت أطقم المهندسين في المحافظة، والإعلام، والمتابعة، ولجنة التعويضات، الذين تفانوا في تأدية أدوارهم. ولن أنسى دور المجلس المحلي لمدينة الأقصر، برئاسة الشيخ محمد الطيب، الذين تحملوا سخط بعض الأهالي، خاصة في مراحل الإزالة، وما صحبه من تهديد بعدم إعادة انتخاب أعضاء المجلس.
كما أثني على كريم دور فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الذي كان يرأس جامعة الأزهر، حينها، والذي لعب دوراً محورياً في عملية نقل سكان “القُرنة”، التي تعد ثان أكبر عملية تهجير في تاريخ مصر، وشملت نقل 1350 أسرة، من فوق 950 مقبرة فرعونية، إلى “قرية القُرنة الجديدة”. ولن أنسى الدكتور منصور بوريك، رئيس آثار الأقصر، الذي تقدم لي بفكرة فتح طريق كباش، في أول أيامي بالأقصر؛ فله يعود الفضل في تطوير آثار الأقصر، ومعه الدكتور مصطفى الوزيري، رئيس آثار البر الغربي. كما أذكر دور غرفة السياحة، وما قدمته من دعم لإنشاء الإسعاف النهري، لنجدة المراكب النيلية.
فشكراً سيادة الرئيس على تقدير جهود أبناء مصر، لتصبح الأقصر أكبر متحف مفتوح في العالم، وعذراً إن كانت محدودية السطور لا تكفي لذكر اسم كل من ساهم في الوصول بالأقصر لمكانتها المُستحقة.
Email: [email protected]